نوسوسيال

كتب حسن ظاظا : الاتّفاق السعوديّ الإيرانيّ نص مكتوب أوفعل مطلوب؟

540

 

 

توسطت الصين لاعادة العلاقات الدبلوماسية بين ايران والسعودية، وتكللت وساطتها بالنجاح، في اعلان عن اتفاق كشفت عن بنوده في بيان رسمي مشترك بين السعودية وايران والصين.

صدر اليوم الجمعة بيان ثلاثي مشترك لكل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية، اطلع محرر “الميدان اليمني” على نسخة منه، وفيما يلي نصه الكامل :

“استجابةً لمبادرة كريمة من الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناءً على الاتفاق بين فخامة الرئيس شي جين بينغ وكل من قيادتي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأن تقوم جمهورية الصين الشعبية باستضافة ورعاية المباحثات بين المملكة العربية السعودية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورغبة منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزاماً منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية،

فقد جرت في الفترة من 6 – 10 مارس 2023م في بكين، مباحثات بين وفدي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة الدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني في المملكة العربية السعودية، ومعالي الأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

شكر ايراني سعودي لجهود الصين والعراق وعمان

وقد أعرب الجانبان السعودي والإيراني عن تقديرهما وشكرهما لجمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021م – 2022م، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها.

بنود الاتفاق بين السعودية وايران 2023

وتعلن الدول الثلاث أنه تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، ويتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 22 / 1 / 1422هـ، الموافق 17 / 4 / 2001م والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 2 / 2 / 1419هـ الموافق 27 / 5 / 1998م.وأعربت كل من الدول الثلاث عن حرصها على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي.

صدر في بكين بتاريخ 10 مارس 2023م.
عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية
علي شمخاني
أمين المجلس الأعلى للأمـــــن القـــومـي
عن المملكة العربية السعودية
مساعد بن محمد العيبان
وزيـر الـدولـة عضـو مجـلس الوزراء مستشار الأمن الوطني
عن جمهورية الصين الشعبية
وانغ يي
عضو المكتب السياسي للجنة المركزية ومدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني

كواليس الاتفاق السعودي الإيراني.. “مهندس” الجولات الأولى يكشف التفاصيل

جانب من مراسم توقيع الاتفاق السعودي الإيراني في بكين

                      جانب من مراسم توقيع الاتفاق السعودي الإيراني في بكين

تفاصيل وكواليس جديدة للمباحثات السعودية الإيرانية التي قادت إلى اتفاق البلدين على استئناف العلاقات الدبلوماسية، كشف عنها مصطفى

الكاظمي رئيس الوزراء العراقي السابق.الكاظمي، في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية يبدو أنها أجريت قبل إتمام الاتفاق السعودي الإيراني، أعرب عن اعتقاده أنه من المهم أن يستمر نجاح الحوار السعودي-الإيراني ليساعد على التهدئة في المنطقة.

مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي السابق

                                                          رئيس الوزراء العراقي الكاظمي

 

وقال إن “السعودية دولة مهمة جداً في المنطقة، وإيران دولة مهمة في المنطقة، وهما جارتان مسلمتان، والمصالح المشتركة كثيرة بينهما”.وأشاد الكاظمي بالأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي

رئيس مجلس الوزراء، مؤكدا أنه يستحق الثناء لمثابرته وإخلاصه، مشيرا إلى أنه كان داعما للحوار السعودي الإيراني، وكان يبحث عن مشتركات منذ فترة طويلة.وعن كيفية ولادة فكرة الحوار السعودي الإيراني في بغداد، قال

الكاظمي “قبل الحوار كنت مهتماً بأن يكون العراق جزءاً من العالم المتحضر، أمضى العراق سبعة عقود تحت وطأة الديكتاتورية والحروب(..) كنت أحاول عن طريق سياسة الانفتاح ونظرية “تصفير المشاكل” أن أقوم بحلحلة

التراكمات السلبية، وكنت أدعو دائماً بأن الحوار ألف سنة أفضل من لحظة فيها إطلاق رصاص، لهذا السبب فكّرت أن ننفتح على الآخر حتى لو كنا نختلف معه”.

 

وأضاف أن “الحوار هو الذي يؤدي إلى بناء عناصر الثقة وحسن الظن بالآخر وليس الخوف من الآخر، واليوم الحكومة الحالية تتبع سياسة الانفتاح هذه نفسها وتضيف عليها، وهذا شيء جيد. الإنجاز في الدولة العراقية ينبغي أن يكون تراكمياً”.وتابع قائلا إن “الحوار كان استراتيجيتي وجوهرها أن ننفتح على الجميع، وأسّسنا لأول مرة مؤتمرا أسفر عن الحوار السعودي-الإيراني، وهو مؤتمر بغداد الذي دعونا إليه كل الدول المحيطة بالعراق والدول الصديقة، بينها فرنسا، وحضره زعماء من المنطقة”.وأشار إلى أن المؤتمر حضره الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وكانت أول زيارة لرئيس مصري للعراق، منذ أكثر من 31 سنة، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالإضافة إلى وزراء خارجية السعودية وتركيا وإيران، وهذا المؤتمر شهد انطلاق فكرة الحوار السعودي-الإيراني.وأوضح أنه أعقب ذلك المؤتمر جلسات حوار بغداد، معتبرا أن كلها إنجازات تُحسب للعراق.

                        حوار على مستوى رفيع

 

وكشف الكاظمي أن الحوار السعودي-الإيراني كان على مستوى رؤساء الأجهزة، وتناول قضايا متعددة وكان ناجحا جداً، وقال “حققنا تقدماً كبيراً ووصلنا إلى المرحلة النهائية، لكن التدخلات في المنطقة قد تكون تؤخر بعض الأشياء”.

وقال إن “الحوار السعودي-الإيراني كان صريحاً ومثمراً، ولهذا أتوقع عودة قريبة للعلاقات بين البلدين ولما فيه مصلحتهما ومصلحة شعوب المنطقة”.

وأضاف أنه “حدث تقدم في الحوار في العراق، وأول تقدم هو أنهم التقوا للمرة الأولى وجهاً لوجه وتكلموا بكل صراحة، الإيرانيون سمعوا وجهة النظر السعودية، وسمع السعوديون وجهة النظر الإيرانية”.

وتابع قائلا “كان الحوار مبنياً على الصراحة والوضوح، وحصل اعتراف بحدوث أخطاء بينها ما حصل للسفارة السعودية في طهران، وكان هناك اتفاق على بناء عناصر الثقة بينهما في المرحلة الأولى، ثم الانتقال إلى الحوار الدبلوماسي وعودة العلاقات”.

 

وأشار إلى أن الجانبين السعودي والإيراني تطرقا خلال الحوار في بغداد إلى الوضع في اليمن وملف الحوثيين والوضع في لبنان، وقال “كان الحوار شاملا.. وتطرقوا لكل شيء”، موضحا أنه كان يحضر الحوار ويدير جلسات الحوار التي كانت تستمر أحياناً خمس أو ست ساعات.

وكشف الكاظمي أن الجلسات كانت تعقد في مكان سري في بغداد، وكان أمن المشاركين فيها هاجسا يؤرقه، لكي لا يتعرض أي من المشاركين للخطر.

                         دور الأمير محمد بن سلمان

 

وأشار الكاظمي إلى أن علاقته بالسعودية بدأت عندما كان رئيساً لجهاز المخابرات، حيث نقل للجانب السعودي رسالة من الحكومة العراقية، مفادها أنه ليس لدى بغداد مشكلة مع مذهب معين أو طائفة معينة، وإنما المشكلة هي مع التكفيريين أو الإرهابيين.

وقال الكاظمي: “كان جواب الأمير محمد بن سلمان، حقيقة، جواباً ذكياً وقال نحن لا نتعاطى السياسة على أساس المذاهب، بل نتعاطى على أساس المصالح المشتركة وعلى أساس انتماءاتنا الثقافية”.

وعن لقائه بالأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، قال الكاظمي “كان لقاءً صريحاً لمست خلاله اهتمامه بتعميق العلاقات الثنائية، فنشأت بيننا صداقة مستمرة، وشاهدت رؤية الأمير محمد بن سلمان وهي مستقبلية للمملكة العربية السعودية وللمنطقة على صعيد الإصلاح الاقتصادي والثقافي والاجتماعي”.

وأضاف “رأيت فيه الشاب الطموح المهموم بنهضة وطنه والمنطقة ومؤمن ببناء دولة عصرية تكون جزءاً من العالم المتحضر ولها تأثيرها وبصمتها في بناء التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كان يبحث عن مشتركات مع الجميع، وعنده لغة تصالحية وتكاملية مع الآخرين.. يستحق الأمير محمد بن سلمان الثناء لمثابرته وإخلاصه”.

الكاظمي كشف أيضا أن بغداد شهدت أيضاً عقد لقاءات بين دول عربية ودول غير عربية، أسست لعلاقات وانفتاح بين دول كانت في حالة قطيعة، إلا أنه قال “لن أدخل في التفاصيل”.

 

 

الحوار بين السعودية وإيران.. الانتقال من القضايا الأمنية إلى السياسية

أول صورة للحوار الذى جمع رئيس الوزراء العراقى مع مسئولين أمنيين فى السعودية وإيران

يبدو أن هناك مؤشرات تكشف عن أن الجولة الخامسة الأخيرة بين وفد سعودى وإيرانى برعاية عراقية والتى جرت فى 21 أبريل الماضى تبدو مختلفة عن الجولات الأربعة السابقة التى بدأت فى نفس التوقيت من العام الماضى

وكانت جولتها الرابعة فى سبتمبر ومن هذه المؤشرات ماظهر من الجانب العراقى فهى المرة الأولى التى يتم نشر صورة للقاء الذى ضم رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى مع رئيسى الوفدين خالد الحميدان مدير المخابرات السعودية وسعيد إيروانى مساعد الشئون الدولية فى مجلس الأمن القومى ومنها أيضا التصريحات التى

خرجت من الجانب العراقى على لسان رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى والذى قال تعليقا على هذه الجولة “إن بلادنا لديها مصلحة مباشرة فى تحقيق تفاهمات بين دول المنطقة وتحقيق الاستقرار الإقليمى وقد

تمكنا من إيجاد أجواء حوار إيجابى بين السعودية وإيران على أرض العراق الكثير منها لم يتم الإعلان عنه ونحن واثقون بأن التفاهم بين البلدين بات قريبا وهناك إنفراجة حقيقية فى العلاقات بين دول المنطقة” وهو نفس ما ظهر

من الجانب الإيرانى على لسان المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده عندما وصفها بأنها كانت إيجابية وجدية وشهدت تحقيق تقدم كما تم الاتفاق على عقد جولة قادمة دون تحديد موعد لذلك.

وكشف إيرك مسجدى سفير إيران فى بغداد عن اتفاق الجانبين على خارطة طريق للمفاوضات المستقبلية مع البحث فى إجراءات بناء الثقة والتعاون فى مجال تسهيلات حج هذا العام والاستعداد لخطوة إعادة العلاقات بين

البلدين المقطوعة منذ ست سنوات وفتح السفارات فى الرياض وطهران وقد يكون مفهوما فى هذا الاطار التحفظ السعودى على الادلاء بأى تصريحات تخص الحوار فى انتظار تحقيق انجازات ملموسة على الارض وخلال الفترة من

سبتمبر الماضى ليس هناك سوى وصف دقيق لتلك الجولات على لسان وزير الخارجية السعودى الأمير سعود بن فرحان الذى قال إنها “استكشافية” أو إن “إيران تماطل وليست جدية” كما قال بذلك مندوب السعودية

فى الأمم المتحدة عبدالله المعلمى وهناك تصريح شهير لولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى مارس الماضى حول العلاقات بين البلدين وتطويرها قوبل بترحيب كبير من طهران على لسان وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.

ولعل المتغيرات التى شهدتها الفترة الماضية تساهم فى توقع مسار أفضل ومختلف للعلاقات بين البلدين وفى مقدمتها التطورات فى الملف الأكثر إلحاحا لدى الطرف السعودى والذى طرحه منذ بدايات جولات الحوار هو انتظاره

لدور إيرانى فى إنهاء الحرب فى اليمن خاصة أنها صاحبة الدور الأبرز فى دعم اليمن يومها تحجج الإيرانيون بأنها مع ما يقرره اليمنيون وأنها لا تستطيع ممارسة أى نفوذ وعلى الرياض التعاطى مع حزب الله اللبنانى صاحب النفوذ

الأكبر عليهم مما ساهم فى عدم تحمس السعودية للسير باتجاه أى خطوات لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وهو المطلب الأهم لطهران حيث شهدت الساحة اليمنية تطورات بارزة على الصعيد العسكرى مثلا حيث

فشلت جهود جماعة الحوثى فى السيطرة على محافظة مأرب لإحكام سيطرتها على كافة المناطق الشمالية وكانت فى انتظار نجاحها لفرض شروطها فى اى تسوية سياسية قادمة وعلى العكس فان الجيش الوطنى بدعم

من قوات التحالف العربى نجح فى إحراز انتصارات واستعادة مناطق مهمة كانت تحت سيطرة الجماعة مما دفع ايران لممارسة دور مفتقد باتجاه قبول الجماعة بالهدنة التى بدأت فى الاسابيع الأخيرة بإشراف المبعوث الخاص

للأمم المتحدة لليمن هانس جروندبرج وهو ماسمح بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ويضاف الى ذلك تغيير طبيعة السلطة اليمنية باختيار مجلس رئاسى جديد يضم قيادات لها وزنها على الارض ولم تكن جزء مباشر فى الازمة

المستمرة بعد ازاحة الرئيس الاسبق على عبدالله صالح وانهاء دور عبدربه منصور هادى ونائبه الذى يحمله الحوثيون جزءا من مسئولية استمرار الحرب.

الفترة القادمة هى الأهم فاليمن ليس الملف الوحيد على طاولة الحوار بل الدور الإقليمى لإيران فى المنطقة خاصة فى الخليج وفى العديد من الساحات كالعراق ولبنان وسوريا ولعل الكشف عن إمكانية خروج الحوار من إطاره

الأمنى إلى المستوى السياسى بمشاركة وزيرى خارجية البلدين فى الجولة القادمة ونقلها إلى سلطنة عمان كما تشير بعض التوقعات يمثل نقلة نوعية فى الحوار ويسمح بوجود تفاهمات على الأقل فى الحد الأدنى بشكل

مؤقت حول الملفات الخلافية عبر القنوات الدبلوماسية بعد استئناف العلاقات المشتركة كل ذلك يمثل أملا فى رسم خريطة للمنطقة التى تسعى إلى «تصفير المشاكل»

تقرير عن الوكالات