نوسوسيال

شعر جان إيراهيم ((بوصلة الروح ))

302

 

 

تعالَ ننثرُ دفءَ الشوقِ
على صدى حروفنا المبللةِ بالدموعِ
وعلى مساحة الفراقِ ندونُ
موسوعةَ قصصِ البُعدِ
ونطوفُ مزاراتَ العشاقِ
فالقبورُ كانتْ منازل عشقهم
لمْ يجمعهم في الحياةِ
سوى قناديلُ الكلماتِ
وصهيل الحروف
المتدليةِ  كعناقيدُ  الحسراتِ
على خاصرةِ الأيامِ
دروبُ تكتظُ بالراحلينَ
وأنا أترعُ الحسراتَ نبيذاً
وأتكئُ على عكازةِ الألمِ
نفورُ شرايّني يرسمُ خارطة غضبي
على جسدِ ربيعٍ لمْ يولدْ بعد
* * *
تعالَ نرتشفُ من الحنينِ
صفو العشقِ ونرحل
نبتعدُ كغيمةٍ ماردةٍ 
في عمقُ السماء
نراقصُ حباتَ المطرِ
نشمُ رائحةَ ماضينا من الترابِ
ننسجُ للنورِ الوليدِ
قصائداً حبلى  بالمواعيدِ
ننهضُ من كابوسِ الاحلامِ
نخلعُ قيودا  تعفنتْ
على قامةِ الروحِ
وسلاسلٌ تصدأتْ على معصمي
ليلٌ عانس
* * *
تعالَ نلملمُ بقايا بسماتنا
الخجولةُ ونحميها
من شظايا الأحزانِ
على وجنتي  الزمنِ
كم كنا نجففُ أيام السعادةِ
لشتاءاتٍ قاحلةٍ
و نمزقُ ماتبقى
من عاداتٍ فاسدةٍ
اهترأت على عتباتِ فجرٍ سجين
تعالَ نرسمُ لوحةَ العناقِ ومابعد
على صفحاتِ حلمٍ أسير
ونصبُ هيامَ الروحِ عنواناً
لغلافِ روايةٍ عشقنا ونرحل
كلانا عاصفةُ غاضبةٍ
تثورُ بوجهِ الخريفِ
وتجعلُ من ايلولِ ربيعاً خصباً
* * *
تعال نرتقُ رقعَ  ماتبقى لنا
في قاعِ احلامنا
ونسترحُ عند كسوفِ الغروبِ
ننظرَ خلفنا ونتأمل
أي رحمٍ سينجبُ الحياةَ
ويعلنُ ميلادَ السلامِ
بوصلةَ الشتاتًَ تشير الى
رائحةُ خبزِ التنورِ هناك
وأنا أجوبُ المنافي
باحثاً عن ظل وطن
بذرتُ الود في حقول من أودهم
ولم أحصد سوى الترحال
لا رفقةَ لي إلا حقيبةُ الذكرياتِ
وبطاقة تعريفي،
أمضي كما الرمالِ على هوى الريحِ
وصدى صوتٍ الامهات
سيمفونية الحياة
* * * * * * * * * * * * *
جان ابراهيم
الرقة _  أيلول ٢٠٢٢