القاهرة (رويترز) – من منظور الإعجاب لا الشفقة يتناول فيلم (السباحتان) للمخرجة المصرية الإنجليزية سالي الحسيني قضية اللاجئين مسلطا الضوء على شجاعة فتاتين سوريتين في خوض مغامرة الهجرة غير المشروعة إلى أوروبا لتحقيق حلم المشاركة في الألعاب الأولمبية.

الفيلم بطولة الشقيقتان اللبنانيتان ناتالي ومنال عيسى والمصري أحمد مالك والسورية كنده علوش والفلسطيني علي سليمان والألماني ماتياس شفيجوفر والبريطاني جيمس كريشنا فلويد وتدور أحداثه خلال 134 دقيقة بين سوريا وتركيا وألمانيا والمجر واليونان.

تبدأ أحداث الفيلم من عام 2011 في سوريا حيث تعيش أسرة مدرب السباحة عزت مارديني الذي تبدد حلمه وهو شاب في تمثيل بلده بالأولمبياد ولم ينجب بعد زواجه سوى ثلاث فتيات فقرر أن يعلم بناته السباحة لتحقيق هذا الحلم من خلالهن.

لكن الأوضاع السياسية والأمنية في سوريا تتدهور خلال بضع سنوات وتصبح حياة الأسرة كلها في خطر فتفكر الفتاتان الكبيرتان يسرا وسارة في السفر إلى ألمانيا بحثا عن حلمهما ويرافقهما في هذه الرحلة ابن عمهما نزار الذي يحلم هو الآخر بأن يصبح موسيقيا مشهورا في أوروبا.

ورغم وضع خطة محدودة المخاطر للتسلسل برا إلى أوروبا عبر تركيا تتبدل الأوضاع ويخوض الثلاثة رحلة مؤلمة عبر البحر لا ينقذهم منها سوى إجادة السباحة وبعدها يتعرضون لمشكلات متعددة عبر الحدود الأوروبية حتى يصلوا إلى ألمانيا ليجدوا أنفسهم أسرى مخيم للاجئين.

تأخذ يسرا المبادرة وتبحث عن ناد لاستكمال حلم الوصول إلى أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 وبالفعل تجد مدربا ألمانيا يؤمن بموهبتها ويساعدها فتنتقل خارج المخيم وتتدرب ليل نهار بينما تفقد سارة بوصلتها وتتوقف عن السباحة.

وبينما تصر يسرا على أحقيتها في تمثيل بلدها سوريا بالأولمبياد تقف اللوائح والقوانين عقبة في طريقها باعتبارها لاجئة في بلد أجنبي وهو ما يحبطها كثيرا قبل أن يلوح أمل في الأفق بإعلان اللجنة الأولمبية الدولية تشكيل فريق للاجئين بالأولمبياد.

تقاوم يسرا الفكرة في البداية لشعورها بأن هذه المشاركة ستكون من منطلق الشفقة على وضعها كلاجئة وليس لكونها بطلة في بلادها لكن مدربها الألماني وشقيقتها سارة يقنعاها بأن وجودها في هذه المناسبة العالمية فرصة لتسليط الضوء على معاناة ملايين اللاجئين وحقهم في تحقيق حلمهم حتى ولو بعيدا عن أوطانهم.

وقالت المخرجة سالي الحسيني يوم الأربعاء بعد عرض الفيلم في القسم الرسمي خارج المسابقة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي إنه مأخوذ عن قصة حقيقية للسباحة يسرا مارديني التي شاركت في أولمبياد 2016 ضمن فريق اللاجئين وشقيقتها سارة التي تحولت لاحقا إلى متطوعة في مجال إغاثة اللاجئين.

وقالت إن شجاعة وإصرار يسرا ونجاحها في تحقيق حلمها هو ما ألهمها لصنع هذا الفيلم مشيرة إلى أن العمل كان مليئا بالتحديات حيث التصوير في أكثر من بلد ولفترة طويلة قبل تفشي جائحة كورونا التي عطلت التصوير لكن تدخل منصة نتفيلكس في الإنتاج ساهم في إكمال المشروع.

ومن جانبها، قالت الممثلة السورية كنده علوش التي أدت دور أم الفتاتين بالفيلم إن هذا العمل يؤكد أن اللاجئين ليسوا مجرد أرقام تزداد يوما بعد يوم لكنهم بشر يملكون قصصا يجب الإنصات لها وأحلاما علينا مساعدتهم في تحقيقها.

ويواصل مهرجان القاهرة السينمائي عروض أفلام دورته الرابعة والأربعين حتى الثاني والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني موعد إعلان جوائز مسابقاته المختلفة.