إن في عصر العولمة وحوار الحضارات وتحديات العصر ‘ مازلنا نفتقر لإعلام ينطق بلسان الشارع الكردي ولإعلام حر مستقل خارج دوامة التبعية الحزبية .. لا لاعلام يسوق جم الأمور لعبادة الفرد ولخدمة التفرد بمصير أمة كالامة الكردبة ! فمن خلال مسح سريع من القراءة للمشهد الإعلامي الكردي ، ورصد جميع التحديات التي تواجه اعلامنا باختلاف الرؤى السياسية والانتماءات الأيديولوجية المختلفة ، نلاحظ ونتاسف على توافر فئة ليست بقليلة من ( إعلاميين ) غير مؤهلين لرصد الحالة الإعلامية بشكلها المطلوب ‘ وللصراحة فتلك حقيقة محزنة لأمة يعد تعدادها ما يقارب الخمسون مليون نسمة !! إذ يشغلون المناصب بحكم العلاقات الشخصية والحزبية والمحاباتية حينا ‘ وتجدهم غير مؤهلين للكفاءات العلمية و المهنية حينا آخر !! ناهيك عن أن معظم برامجهم تقتصر على حوارات فاترة وتخلو من المراد الثقافي ‘ ولا ترتقي للمستوى المطلوب من الإحتراف التام للوقائع و الحقائق ‘ لما يعايشه المجتمع والواقع الكرديين من حتمية الحقائق .. فنجد أن معظم البرامج الفنية المطروحة على الفضائيات الكردية ‘ تعبث وتستهتر بمنطق التفكير العصري للمتلقي من خلال طرحها لخزعبلات مبتكرة من هنا وهناك .. لا تمس الأوضاع الراهنة بصلة ! ومن هذا المنطلق فأرى أنه لا وجود لاعلام كردي جاد يهدف ويرتقي للرسالتين الاعلامية والعصرية بشكليهما الإنساني كرسالة تحمل في طياتها الطرح المرجو منه ارتقاء بالمعاصرة والحداثة في زمن العولمة مما يجتاح الحياة البشرية سرعة أقرب للضوء . وان تساءلنا لماذا كل هذا التخبط بحق أمة راقية كالامة الكردية ‘ فسنلاحظ أن الأسباب معروفة ومعلومة المعالم وواضحة كعين الشمس .. ألا وهي أن جميع الوسائل والوسائط والنوافذ الإعلامية مرتبطة بالايدلوجيات والتنظيمات والأحزاب والشخصيات .. وأن القدوة والعقل الكرديين لم يتخطا العقلية الإقطاعية ولو بذرة ! فلنساهم جميعا ببناء بنية ثقافية متينة ومتنورة الى جانب اعلام حر مستقل يؤدي الرسالة المرجوة بركائز تنافس على إيصال الحقيقة ولو مقارنة بالشعوب المحيطة بكردستان على أقل تقدير .