نوسوسيال

خيارات حساسة أمام بايدن إذا لجأ بوتين للنووي

223

                                               / تقرير : نوس سوسيال الدولية /
                                                    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يريد استخدام الأسلحة النووية، كما أنه لا يريد الاستمرار في خوض “عمليته العسكرية الخاصة” ضد أوكرانيا. لكنه لا يزال يقاتل، لأنه غير قادر على الفوز، وهذا يعني أيضًا أنه قد يستخدم السلاح النووي. إذا أمام هذه المعضلة، ما هي الخيارات المتاحة لدى واشنطن وحلفائها، كما لدى أصدقاء بوتين المفترضين كالصين والهند، لمنع الوصول إلى الخيار الذي يرعب الجميع؟

هذا التساؤل طرحه مقال نشرته “واشنطن بوست” للكاتب أندرياس كلوث، أوضح فيه الأسباب التي قد تدفع بوتين إلى استخدام النووي وأفضل الخيارات المتاحة أمام الآخرين لردعه من دون الدخول في دائرة صراع مفرغة توصل العالم إلى نهايته.

                                 لماذا النووي؟

ورأى المقال أن بوتين لن يضغط على الزر النووي لتغيير مسار الحرب وتحقيق الفوز، بل إنه سيلجأ لهذا الخيار لتأمين “استمراره السياسي” داخل روسيا، لا بل للحفاظ على حياته في ظل ما يحدث عادة للزعماء في الدول الديكتاتورية. فعلى عكس حكام الدول الديمقراطية، لن يستطيع بوتين التقاعد بسلام، في دولة يعرف تماما ماذا حدث فيها للقياصرة الذين سبقوه.

أمام هذه الخيارات المحدودة، قد ينفض بوتين الغبار عن عقيدة روسية تدعو إلى “التصعيد” للوصول إلى “التهدئة”، وقد يطلق زعيم الكرملين بعض الرؤوس النووية “التكتيكية” المحدودة التي تكفي للقضاء على موقع للجيش الأوكراني أو مركز لوجستي، لكنها “أصغر” من أن تمحو مدينة بأكملها.

وبحسب المقال، يريد بوتين أن يستسلم الأوكرانيين ويخرج الغرب من المعركة حتى يتمكن من إعلان النصر والبقاء في السلطة. لكن إذا أفلت من العقاب، ستستغل دولا أخر هذا الأمر وتصبح جهود الحد من التسلح النووي أمرا من الماضي.

                       ما هي خيارات واشنطن والغرب؟

ويرى المقال أن أولى الخيارات أمام واشنطن والدول الغربية تتمثل بفرض عقوبات إضافية أضعاف المرات. هذه الاستجابة قد توقف دوامة التصعيد قبل أن تبدأ، لكنها قد لا تنفع مع رئيس منبوذ يعاني شعبه أساسا من العقوبات. لذلك يجب اتخاذ خطوات مشددة أكثر، بحسب “واشنطن بوست”.

على صعيد الخيارات العسكرية، بإمكان بايدن أن يلجأ بدوره إلى النووي التكتيكي مستهدفا مناطق روسية نائية في سيبيريا أو المحيط المتجمد الشمالي.

المشكلة في هذا الخيار أن من شأنه تحويل المواجهة إلى سلسلة من القصف النووي التكتيكي بين الجانبين. فروسيا، تتساوى تقريبًا مع الولايات المتحدة في الأسلحة النووية الاستراتيجية، لكنها تمتلك 10 أضعاف عدد الرؤوس الحربية التكتيكية. يصبح من المستحيل إذا معرفة ما يمكن أن يودي إليه مثل هذا السيناريو، الذي يسهل المجال أمام النووي الاستراتيجي.

يبقى الخيار العسكري الأفضل إذا هو توجيه ضربة أميركية تقليدية للقوات الروسية. قد تستهدف لضربة القاعدة التي أطلق منها الصاروخ النووي، أو يمكن أن تكون القوات الروسية في أوكرانيا.

لكن هذا الخيار قد يتطور ليصل إلى حد الصدام المباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، وبالتالي ينطوي على مخاطر الحرب العالمية الثالثة الحرب النووية في نهاية المطاف. كما قد يظهر لبوتين أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للرد باستخدام الأسلحة النووية، ما يدفعه لشن المزيد من الضربات النووية.

                                     خطط قلب النظام

من جهة ثانية، يسلط الكاتب الضوء على استراتيجية التواصل التي يجب على بايدن اتباعها، أكان مع بوتين أو الحلفاء والأعداء والجمهور. ويرى المقال أن أفضل استراتيجية هي أن يبقى بايدن غامضا في تصريحاته، ليتوقع بوتين الأسوأ دائما، رغم أن ذلك قد لا يطمأن الأوكرانيين.

في هذا الإطار، يلفت المقال إلى خيار آخر يمكن اتباعه: يمكن للولايات المتحدة أن تضع خططًا لتغيير النظام الروسي، أي إخراج بوتين من الحكم (وهو الأمر الأساسي الذي يخشاه) في حالة حدوث تصعيد نووي. ويرى الكاتب أن هذا التهديد يجب أن يصل إلى بوتين شخصيا، وليس بشكل علني.

يبقى بصيص امل صغير في هذا الظلمة، ظهر الأسبوع الماضي في أوزبكستان خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون، حيث التقى بوتين بزعماء الهند والصين، اللذين عبرا لبوتين عن “قلقهما” بشأن حربه.

ويختم الكاتب قائلا: بغض النظر عن العداء بين بكين وواشنطن، وبغض النظر عن النزاعات الأخرى الجارية، فإن شبح الحرب النووية يجب ويمكن أن يوحد العالم ضد هذا التهديد. يمكن لبايدن وجينبينغ وجميع قادة العالم أن يضعوا خلافاتهم جانبًا ويرسلوا لبوتين هذه الرسالة: “إذا استخدمت النووي، سنحرص على إخراجك من السلطة”.