جانب من المكتبة

تعدّ مكتبة “نيرودا” التي أطلق عليها “القلعة” أوّل مكتبة في مدينة “القامشلي” بالمواصفات تلك، حيث خصص لها مساحة كبيرة تصل إلى 300 متر، وفيها 60 ألف كتاب منوع، من بين الكتب روايات مختلفة وكتب أدبية وفكرية وتاريخيّة ودراسات، وعناوين أخرى كثيرة وعديدة هذا ما أضافه “نيرودا”.

حبّه للقراءة وغيرته على شباب منطقته بشكل خاص، دفعاه ليخطو تلك الخطوة في افتتاح مشروعه الثقافي الخاسر مادياً والرابح مجتمعياً، حسب كلامه، ويضيف: «وضعتُ في حساباتي بأن مشروعي لن يكسب أي ربح مادي، وخاصة أنني وضعتُ الكتب بشكل مجاني خدمة للزوّار والقراء، المهم عندي تحقيق أهدافي بإعادة الجميع إلى القراءة والمطالعة، وبالأخص الشباب، وأنا بذلك أساهم بتقديم خدمة الثقافة للمجتمع، ومن بين الأهداف التي أسعى لتحقيقها من خلال مكتبتي، جمع القراء والمثقفين في هذا المكان، وفتح جلسات ثقافية وأدبية فيه، فهي عامل إيجابي لجذب القراء والمثقفين، وإحياء هذا المشروع الأدبي جاء في ظرف صعب يمر به البلد، فيه جملة من التحديات والصعوبات، وهي أيضاً كانت ضمن حساباتي، مع ذلك تصديت للمهمة ومستمر بها».

                  مكتبة القلعة الثقافية لكل السوريين

يستقبل نيرودا في واحته الثقافية كافة شرائح المجتمع السوري، والقلعة كافي فهي ليست مقتصرة على فئة معيّنة، ويأمل من الشباب استغلال هذه الفرصة بالشكل المناسب، وخاصة أن هذه الكتب بكل عناوينها وتنوعها وأعدادها لم تكن متوفرة في المنطقة في الفترة الماضية ، ولدت كل هذه العناوين بولادة مكتبة أسماها مكتبة “القلعة” الثقافية.

 

                                                       جانب آخر من المكتبة

نيرودا يضفي باللوحات الفنية والجلسات الثقافية والتراثية على مكتبته “القلعة”، عوامل جذب للأهالي والشخصيات الثقافية، قال عن ذلك: «أسعى لتوفير أجواء فنية واجتماعية وإحياء جلسات تراثية وفلكلورية ضمن المكتبة، بشكل دوري، مع حرصي على إنجاز مبادرات دائمة، تكون فاعلة وإيجابية، لتحقيق هدفي الرئيسي».

 

                           لوحات فنية وألات موسيقية من التراث الكردي وثقافات الشعوب

المقهى كافي استراحة للمثقف المحارب  بزمن الحرب والسلم ومنارة ثقافية لكل مكونات المجتمع السوري وحظيت المكتبة باحترام وإعجاب الكثير من أهالي وأبناء المنطقة، إذ تتميز بمواصفات مثالية مشجعة لمحبي العلوم والقراءة والمطالعة لكي يمضوا وقتاً جميلاً ومفيداً فيها، كما هو الحال مع الشاب “عمر عبد الله” مدرّس اللغة العربيّة الذي يتواصل بشكل دائم مع المكتبة، حيث يتنقّل بين رفوفها وفي كل أرجائها، وخاصة أن المكتبة منظمة ومصممة بطريقة رائعة حسب كلامه، وأضاف: «إنها إنجاز ثقافي حقيقي، ولوحة فنية وأدبية واجتماعية متكاملة، يقدم صاحبها صرحاً ثقافياً عظيماً للمنطقة، رغم كل الصعوبات وظروف الحياة الاقتصادية التي صنعتها الحرب، نفّذ فكرته وحقق حلمه، وقد شاركتُ مع طلابي بإنجاز حلقات أدبية مهمّة ضمن المكتبة، بتعاون وتسهيلات كبيرة من قبل الشاب “نيرودا”».