نوسوسيال

العالم إلى أين؟!

301

 

كان من الصعب التكهّن والجزم بأن الصين ستردّ عسكرياً في حال قامت نانسي بيلّوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي بزيارة إلى تايوان، لا سيما بعد التحذيرات والتهديدات الصينية العسكرية القوية لأمريكا في حال تمت الزيارة.

أما وقد حصلت الزيارة الاستفزازية واختارت الإدارة الأمريكية المواجهة، والتي تزامنت مع إعلانها عن تمكّنها من اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، فإن هذين الحدثين يمكن تفسيرهما على أنهما يهدفان لاستعادة جزءٍ من هيبة أمريكا التي بدأت بالتقهقر. محاوِلةً الهروب من حقيقة باتت شبه مؤكدة بأن عالم أمريكا وقطبها الأوحد بدأ بالترنّح. ولهذا يبدو أن الإدارة الأمريكية كانت مضطرة لتنفيذ هذه الزيارة؛ لأن انكفاءها عن القيام بها كان سيعني رضوخ واشنطن للتهديدات الصينية، وترسيخاً لفكرة أن الصين باتت قادرة على فرض سيطرتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وبناءً على ما تقدّم يمكن استنتاج التالي:

–      كما ورّطت الإدارة الأمريكية أوكرانيا في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل مع روسيا؛ بغية زعزعة الأخيرة وانهيارها، ها هي تسعى إلى توريط تايوان في حرب مع الصين للسبب ذاته.

–      ستتصدّر تايوان عناوين وسائل الإعلام لزمنٍ طويل، وسيكون الشغل الشاغل للصين في المرحلة القريبة القادمة استعادة تايوان إلى الحضن الصيني وبمختلف الوسائل، بما فيها العسكرية.

–      سيزداد التقارب الصيني الروسي ودول أخرى حليفة لهما؛ لتشكيل جبهة تضم على الأرجح، إيران وكوريا الشمالية وربما دولاً أخرى لمواجهة أمريكا وحلفائها، وأيضاً على مختلف الصعد.

–      سنشهد مزيداً من التوتر على الصعيد العالمي، وسيتعمّق الشرخ في الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وخاصة إثر اندلاع الأزمة الأوكرانية وتضرّر الغرب منها بدرجة كبيرة بسبب فرضها العقوبات على روسيا والتي ارتدّت عليها وبالاً. لا سيما على صعيد احتياجاتها الطاقية والمرشّحة إلى مزيد من التعقيد مع اقتراب الشتاء. يضاف إليها أن الصين صاحبة أقوى اقتصاد في العالم، والجميع بحاجة لمنتجاتها. وقد تستخدم اقتصادها – كما هو الحال مع روسيا – كسلاح، ما سيؤدي إلى تصدّعات كبيرة واصطفافات جديدة في المجتمع الدولي ستفاجئ الكثيرين.

–      قد يتفاقم التصعيد بين الطرفين؛ كونه معركة وجود لكليهما، وصولاً ربما إلى حرب عالمية ثالثة، تُستخدم فيها أسلحة حديثة غير تقليدية وغير مسبوقة (حرب الأوبئة، والمناخ، وإحداث الأعاصير والزلازل، والحرب الإلكترونية، والسيبرانية.. وما إلى ذلك). وسينجم عنها ضحايا وخراب ودمار.. يستحيل تقديرها.

–      نحن على أعتاب حقبة جديدة تماماً من الصراع الذي سينقلنا إلى عالمٍ آخر بمواصفاتٍ وسماتٍ جديدة.

وكما بدأت مقالتي أختمها بالقول: يصعب التكهن والجزم بنتائجها.

                                                                               ضياء اسكندر