/ سوريا : كتب حسن ظاظا /
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
التوترات الأخيرة في السويداء والتي نجمت عن تزايد الضغوط التي تمارسها المجموعات المرتبطة بالأمن العسكري والميليشيات الإيرانية، أدت إلى انفجار الأوضاع في المدينة خلال الأيام القليلة الماضية لتصل إلى اشتباكات باتت على أبواب الحسم.
راجي فلحوط بيد فصائل السويداء
صباح اليوم، استطاعت الفصائل المحلية في السويداء، وعلى رأسها حركة “رجال الكرامة” من إلقاء القبض على راجي فلحوط، قائد قوات “الفجر” التابعة للأمن العسكري والميليشيات الإيرانية في المحافظة، بحسب مصادر محلية لـ”الحل نت”. وبحسب المصادر، فإن مقاتلي الفصائل يحاصرون منزل فلحوط منذ مساء أمس في بلدة “عتيل” بريف السويداء، مع إغلاق الطريق الواصلة بين عتيل وشهبا، وشهد محيط منزل فلحوط الذي يتخذه كمقر عسكري اشتباكات عنيفة أدت لسقوط قتلى من العناصر التابعين له، انتهت باعتقاله مع ثلاثة من عناصر قواته.كم أفادت المصادر لـ”الحل نت”، بأن مقاتلي الفصائل تمكنت من تحرير جاد الطويل، الذي اختطفته قوات “الفجر” قبل عدة أيام بتهمة انتمائه لقوة مكافحة الإرهاب، والذي كان محتجزا في مقر فلحوط، والذي يعتبر اختطافه أحد أسباب انفجار الأوضاع في السويداء، في اليومين الماضيين.وبحسب المصادر، فإن المئات من أبناء السويداء اجتمعوا عند ما يعرف بدوار “المشنقة” وسط مدينة السويداء للاحتفال بالقضاء على ما يسمونها “عصابة” الأمن العسكري، ويطالبون بمحاسبة فلحوط، شعبيا على جرائمه وعدم تسليمه للسلطات السورية.
الرئاسة الروحية والموقف الحاسم
لطالما عرفت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، بدعواتها للتهدئة في السويداء خلال التوترات، التي شهدتها المحافظة في السنوات الماضية وتأكيدها على عدم سفك الدماء.
إلا أنه كان لهذه الرئاسة يوم أمس موقف مغاير تماما في الأحداث، إذ أعلنت الرئاسة الروحية ممثلة بالشيخ، حكمت الهجري، النفير العام لأهالي السويداء، وطالبتهم بالتصدي لما وصفته “عصابات” الأمن العسكري التي يقودها “الإرهابي” راجي فلحوط، والتي عاثت قتلا وفسادا في المحافظة.
وخلال ذلك اجتمع عشرات المقاتلين من فصائل السويداء في محيط بلدة عتيل مسقط رأس فلحوط، وشنوا هجوما على مقرات “الفجر” وشهدت الساعات الماضية اشتباكات غير مسبوقة في المحافظة، نتج عنها سقوط قتلى من الطرفين، واعتقال عدد من مقاتلي “الفجر.
إرهاصات متعددة سبقت الانفجار
بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، وجه يحيى الحجار، القائد العام لحركة “رجال الكرامة” في السويداء، قبل أيام، رسالة إلى حكومة دمشق خلال اجتماع ضم كيانات عدة من السويداء، بينهم أعضاء من مجلس الشعب، وشيوخ من الطائفة الدرزية وشخصيات دينية وسياسية واجتماعية ووجهاء محليون في السويداء.
وطالب الحجار، بإيصال صوت الناس إلى الجهات المعنية، مبينا أن حق السويداء مهدور عند الدولة السورية، ومؤكدا أن ” الكيل فاض والتحمل بات صعبا، بعد أن ساءت أحوال الناس في السويداء وعموم سوريا وباتت تعاني من الجوع والعازة وفقدان الأمن والأمان؛ وهذا جله يعود على عاتق الدولة ومسؤوليتها” بحسب الحجار.
وأوضح الحجار، أن أبناء السويداء لا يزالون يدعون للتهدئة، لكنهم غير راضين عن الأوضاع الراهنة، ولن يبقوا “مكتوفي الأيدي، وأن المنطقة مقبلة على تغير”، وأنهم “قادرون على التغيير والتصحيح إذا تطلب الأمر”، بحسب وصفه.