نوسوسيال

بقلم الكاتبة علياء علي عبد السميع: ملائكة في الجحيم    

355

 

 

 بقلم الكاتبة  علياء  علي  عبد السميع

 

 

 تدور الرواية حول  قضية الفساد في المجال الصحي و الحقل الطبي من خلال قصة الطبيبين بهجت ويحيى بكل تداعيات هذه المشكلة وتأثيرها على المجتمع ككل وطرح ذلك من خلال شخصيات الرواية التي ترواحت مابين الأطباء والممرضين وذويهم والمجتمع من حولهم في صراع محموم بين الخير والشر . فيتضح لنا سبب اختيار العنوان “ملائكة في الجحيم ” وهو الخير في ظل الشر التي يحيط به من جميع الجوانب

الرواية تدور حول الفساد في المجال الصحي ،هى رواية  جامعة ، قدمت نموذج الفساد في المجال الصحي في مصر ولكنه وللأسف نموذج يمكن تعميمه في معظم الدول العربية ، دقت الرواية ناقوس الخطر وشرحت الداء بطريقة واضحة دون مواربة ، كما قدمت لنا عنصري الخير والشر في تركيبة النفس البشرية وكيف أنه من الممكن أن يصنع كل فرد من حياته وباختياره نموذجا يرفعه أو يؤدي به إلى الهاوية كل ذلك من خلال التربية والنشأة والإيمان والقناعة وألا يمحور أي فرد حياته أوطموحه حول شخص بذاته سواء بالرغبة في تحطيمه أو أخذ مكانته وماله ، الرواية أسست جيدا لفكرة العطاء وكيف أنه بإمكان أي شخص أن يبذل ويعطي بغض النظر عما يملكه فالعطاء سلوك قبل أن يكون مالا أو مقتنيات ، كما عززت مفهوم الرحمة والشعور بالآخرين .

 

                الكاتب الكبير الأديب نشأت المصري

مثلت شخصية الدكتور بهجت عنصر الخير والنموذج الأمثل للطبيب( الإنسان ) وذلك من خلال اشتغال الكاتب على مشاركة الكاتب للقاريء فى تصورالكثير من تفاصيل شخصيته المهنية والاجتماعية وكيفية تعاطيها مع الحياة  من خلال هذه المهنة التي تفرض سلوكاً اجتماعياً أساسه الرفق والرحمة  وعلى النقيض تماماً تأتي شخصية الدكتور يحيى هذه الشخصية التي هي من السوء بمكان والتي نشأت أساساً على تراكم من الأحقاد  في مراحل مبكرة من العمر تجاه شخصية بهجت أدخلنا الكاتب في تفاصيلها عن طريق استرجاع الدكتور يحيى لها وكيف أنها وبالرغم من كونها  تصرفات وأحداث عادية إلا أنها شكلت منه شخصية حاقدة أنانية :(فعندما كان دكتور يحيى تلميذه في المدرسة الابتدائية التي جمعت بينهما و أنهم أبناء شارع واحد يشتهر  بهجت بالتفوق على سائر زملائه وكان بهجت جميل إلى العزله ولم يكن له أصدقاء مقربون فكان يتباهى يحيى عليه بكثرة اصدقاؤه وبمظاهر الثراء  التي يعيش فيها وما كان يضجر  يحيى أن بهجت المثل الأعلى لكل أقرانه فكان والد يحيى يقارن بينهما بما حرك حواجز الضجر والغيرة في نفسه وترقب أي فرصه لأي سبب في أي ميدان ليتغلب عليه ، وكان أطول قامه و أثقل وزنا من بهجت فكان يسعى  لاختلاق  الشجار بينهم ولكن كان ينتصر بهجت فيتوارى يحيى خجلا ويمضي بهجت في هدوء.

 فالتحاق بهجت بكليه الطب عين شمس أما يحيى  قبلته كليه الطب لكن ب الجامعات الخاصه لأن مجموع درجاته أقل، فهذا جدد الحقد بينهم من جديد وأيضا تعيين الدكتور بهجت والدكتور يحيى بذات المستشفى الحكومي المركزي عندما أحب بهجت د.نرجس  انزعج يحيى لأنه كان أجمل وأطول وأكثر شبابا منه فأراد أن يحصل عليها فقد لينتصر عليه .

فعدم زواجه من ميادة أيضا لأن ميادة لم تكن حبيبة الدكتور بهجت في يوم من الأيام ،بل اتخذها وسيلة لتحقيق أهدافه ) فرغم كره دكتور يحيى لدكتور بهجت إلا أن دكتور بهجت لا يكن  له نفس الكراهيه فعندما صدر الحكم على يحيى بالسجن 10 أعوام لتجارته بأعضاء البشر ارتجت مشاعر بهجت وطاف به طائف من أسى ، فهو يكره ان يرى إنسانا مكسورا فما بالك بالسجن ولا مجال التشفي أو الشماته فتحيرت منه نرجس  قالت إنه يستحق هو ظالم وليس مظلوما كما أنه رتب لإفساد حياتنا وخرب علاقتهم فجعل مياده تضع مظروفا  غراميا في جيب دكتور بهجت على ليوهم نرجس أن هناك  علاقه بين بهجت ومياده فجعل نرجس تنهي علاقتهم …..ولكن دكتور بهجت كان يحمل له قليلا من الود  والحب خاصه أنه أظهر الود الصادق آخر مرة قبل سجنه فعرض عليه أن يعمل  معه بمستشفى الزهور بمقابل مادي كبير…

وتجلى الكاتب في التحليل الذهني وعكس طريقة تفكير الشخصية وكيف أنه سخّر كل حياته للانتقام من بهجت والتفوق عليه مع ملاحظة أنه في قرارة نفسه وفي كل مقارنة يعقدها بينه وبين بهجت كحديث للذات يكتشف أن بهجت دائماً في مكان أفضل، 

لذلك سبب  المكيدة التى دبرها يحيى للدكتور بهجت ليست بسبب حبه للدكتوره نرجس بل إنه أراد أن ينتزع من بهجت وينتصر عليه في مجال الطب فيقول(متى تفهم إنني أريدها وأنني قادر على إسعادها ،لكن هل حقا أريدها هي أم هي الرغبة في انتزاعها من بهجت والانتصار عليه في ميدان مغاير عن ميدان الطب الذي أخفقت في هزيمته فيه منذ بدأنا العمل معا في المستشفى المركزي )

يتحدث في فصلى ال١٠ و١١ عن  جائحة كرونا التي لا تستثنى أحدا لا  الزهاد أو فاعلي الخير ، وتحدث الكاتب عن استغلال المستشفيات الخاصة لذلك فكانت تطلب من المريض ٢٠ ألف جنية لليلة الواحدة … والرشوة التي كان يأخذها بعض الأطباء والممرضين مقابل أن يجد المريض مكانا في المستشفى مثل الطبيب الشاب ممدوح الذي عرضت عليه ميادة حالة خالتها المتدهورة فطلب منها أن تدفع له ألفي جنية بشكل شخصي ليخلق لها على حد قوله مكانا بالعياده خلال ساعات ….فهو نسخة من د.يحيي، على عكس ذلك  سعى د.بهجت لتحويل عيادة الرحمة لمشفى مؤقت لعلاج الكورونا ، ووضح دور المصريين العظيم في هذا وشجاعتهم ورجولتهم في هذا فجار دكتور بهجت تبرع بشقه كبيره مجاوره للعيادة التي اشتراها لابنه ليتزوج فيها فيما بعد ، وأيضا ثلاثة من الأطباء الشباب المتخصصين في أمراض الصدر والأمراض المعديه اتفق معهم دكتور بهجت للعمل بعض الوقت بمقابل رمزي في العيادة وأيضا دور عادل زوج صفاء وما قدمه من تبرعات ، فكان ثري صاحب وفره وتبرعت صفاء بذهب شبكتها، وأيضا موقف بهجت وأنه جعل وقته كله لهذا العمل مستفيدا من دراسته في أمراض الباطنه وخبره نرجس في إداره شئون التعقيم والطعام ومنشورات التوعيه والاتصالات بأهل المرضى وفي الرعاية المركزية ،ووضعوا لافته كبيرة بها الدخول بأسبقية  الوصول والاولويه لغير القادرين فكان شعارهم العبد لله والله لعبده ….

وضح أيضا آثار تلك الجائحة  على الأطباء فمنهم من كان يستغل ذلك في مقابل الرشوه ومنهم أطباء في قسم الصدر  من صعدت روحه إلى بارئها وخالقها  .

وتحدث أيضا عن موقف الناس من موتى كرونا فعندما وصل نعش دكتور سالم القرية  في مقابر العائلة تسربت أعداد من أهل القرية ثم تضاعف عددهم بعد ذلك يرفضون دفن سالم في مقابرهم لأنه مات مصابا بالكرونا وقد  ينشر العدوى بينهم وتدافع  الناس بين مؤيد ومعارض ونسوا جلال الموت وما حكوه من قبل عن مثالية هذا طبيب وبصعوبة  شديدة تم الدفن …

وفي مقالها الصراع بين الخير والشر أوضحت الكاتبة أريج محمد أحمد أن الحب في ملائكة الجحيم كان حاضراً وبشقيه حب المصلحة وحب الذات وحب الشهوات والحب النقي حب الآخر وإيثار الغير على الذات حب البلد والأسرة حب الحبيبة وتلك القصة المنسوجة في لطف وتأن بكل منعطفاتها بين الدكتور بهجت والدكتورة نرجس ونجاحها رغم الكثير من المؤمرات التي واجهتها ، كذلك تلك العاطفة التي نشأت بين الدكتور بهجت وفكرية في الصعيد ، وكيف أنها جاءت كلمسة حانية على قلب بهجت في فترة انقطاع العلاقة بينه وبين نرجس . إن شخصية فكرية بنت الصعيد (الجدعة) المتفهمة الواعية رسمها الأديب نشأت المصرى في صورة راقية جدا فتعاطفت معها كثيرا.وهكذا تتوالى الأحداث حتى تصل بينا إلى زمن جائحة الكورونا ،  وقد راق لي هذا الجزء إذ كنت في شوق لأن أقرأ عن هذه الجائحة في عمل روائي ولم يكن ذكرها في الرواية اعتباطا اًو حدثاً القصد منه فقط التوثيق ، بل على العكس تماماً تمكن الكاتب من فتح طاقة نور في هذا الظلام المخيم بظلاله على هذه المهنة ليعكس لنا همة وعزيمة الأطباء وكيف انه هناك رغم الفساد الكثير منهم من يتفانون في درء هذه المحنة ويقدمون كل شيء ويضحون حتى بأرواحهم في سبيل مراعاة وانقاذ المرضى بمالا يدعوننا إلى التعميم.

 

 

 

الشخصيات :

تمتاز الرواية بتحليلها العميق لشخصياتها ،والبراعة في إدارة الحوار بينهم .

فهو يعرض ل نموذجين مغايرين يمثلان صراعا بين الخير والشر  بهجت و يحيى ،فبهجت   طبيب صاحب رسالة انسانية في المقام الأول محافظ على قسم أبو قراط الذي أقسمه عند التخرج، فاسمه يدل على البهجة والتفاؤل والأمل،وهو رمز الخير في الرواية،

 ويحيى والاسم له دلالة  عكسية  فيحيى ميت القلب دنئ النفس درس الطب في جامعة خاصة بمجموع أقل و لما تخرج اعتبر أن دورهم هو التعامل مع المرضى على أنهم زبائن واجب استغلالهم ،فهو رمز الشر

 ومن خلال هذا التباين في الشخصية نجد الرواية تستعرض الفساد الذي أنتجه يحيى في مقابل بهجت الذي حدد تذكره عيادته ب 10 جنيهات وكان يذهب مع القوافل لإغاثة  المرضى و يعمل بهجت على محاربة موجة الفساد التي اجتاحت هذا المجال الإنساني والتي كان يقودها بجرأة ووقاحة الدكتور يحيى وفريقه وقدموا لنا النموذج الفاشل على كل الأصعدة أخلاقيا ومن ثم مهنياكنتاج طبيعي لهذا المناخ

غاص السارد _ الراوي  وهو الراوي العليم الذي يعرف كل شئ يدور بالرواية  في أعماق عالم الأطباء وكان بطل الرواية(دكتور بهجت)  وحبيبته(دكتوره نرجس ) من هؤلاء الأطباء الملائكة ،  فضحى البطل براحته في سبيل علاج الفقراء ه وكافح لفتح مستشفى  لعلاجهم من الكرونا ،وفقد حبيبته وزوجته التي وافتها المنيه  بعد أن شاركته في رعاية المرضى بإخلاص وصدق لوجه الله تعالى.

-بطل القصة بهجت طبيب الفقراء أشبه بطبيب قصه قنديل أم هاشم ليحيى حقي و طبيب الغلابه الذي توفى مؤخرا كما ذكرأستاذنا دكتور عوض الغبارى فى دراسته العميقة , وقد سمى   بطل القصه المستشفى التي أقامها لعلاج الفقراء مستشفى الرحمة في إشارة دالة  على الرحمة بهم ، واجه البطل الكثير من الصعوبات والازمات المالية لعلاج الفقراء وأخته الحبيبة وغيرها لكن الفرج بعد الشدة آتاه لاخلاصه في رسالته وحرصه على كل ما هو جميل من القيم الإنسانية الجميلة .

بطل الرواية معبر عن السلام النفسي  يقول : (إن فرحتي الكبرى أن أرى الناس في حالة من السلامة والسلام والحب ).

– الدكتور يحيى وصفه  على لسان   مياده بأنه  ( قوامه الرياضي ، خطواته المدللة ،صلعته المبكرة مختبئة خلف الرأس وشعره الذهبي )

-الدكتوره نرجس

فهي( طويلة القوام والأذنين الصغيرتين ولا أجمل والرقبة الملكية الطويلة والشفاه التي تفتنك قبل أن تنطق والأسنان البيضاء وشعرها غابتان من   ليل دافئ والعينين لامعتين بالتمرد ولون بشرتها بين الخمري والأسمر بلا نظير ..)

فهي ذات القلب الطيب ، وكان والدها ذو خبره واسعة وكثير الإطلاع والقراءة ، فهو مدرس مرموق للغة العربية ومادة الدين ، و لم يحرمها  من متعة التذوق الفني وجماليات الطبيعة والحياة، وأيضا أمها التي تعمل مدرسة لمادة التربية الفنية فكم هي محظوظه لأن تجمع بين حكمة الأب والإحساس ذو الأجنحة التي ربتها عليها أمها و حرية التفكير حرية اتخاذ القرار فكان أبوها يغرس في وجدانها قول:( ليس همنا تفوقك العلمي إنما بناء عقلك قوى يواجه الحياه بعزة  …)

  هى حبيبة  دكتور بهجت  دكتورة التخدير التي أحبت الدكتور واخته وتبرعات لها بالكلية من أجل إنقاذ حياتها وتعاونت مع طبيب الغلابة لإنقاذ الفقراء حتى أنها وافتها المنية بسبب ذلك

أراد الدكتور يحيي الحصول عليها لقهر الدكتور بهجت فحبه لها ما هو إلا وسيلة لتحقيق غاياته .

_صفاء وهي أخت الدكتور بهجت تصغر عنه بسنة فكان يناديها (صغيرتي الأستاذة صفاء ) ،تعمل بشركة المقاولات ،دخلت في دوامة العنوسة .

_عمه الذي قام بالتدليس فى المستندات وأدعى كذبا أن مرض الأب التهم معظم ممتلكاته فكان يرفض أن يساعد والد دكتور بهجت ويقول إنه مدين ولكنه استولى على ميراث الارض والدكاكين وما تركه ابوهما .

_الطبيبة فكرية التي    نشأت العاطفه بينها وبين الدكتور بهجت في الصعيد فكانت كلمسة  طيبة  على قلب بهجت في فترة إنقطاع العلاقة بينهم وبين حبيبته نرجس .فشخصية فكريةبنت الصعيد  المتفاهمه الواعية رسمها أديبنا نشأت في صورة راقية جدا يتعاطف معها من يقرأ الرواية.

.عم البطل الذي  نهب ميراث أخيه.

_ الممرضة التي تحب الطبيب عالجتها الرواية في كثير من العمق

 الإنسان يتمثل في المفارقة المتمثلة فى هذه العلاقة فمن ناحية تحبه حبا شديدا بدليل قوله ( زفر زفرة  لفحت  وجنه ميادة رئيسة التمريض والتي لا تتجاوز الثلاثين من العمر تحسست مياده موضع الزفرة تستبقيها ففيها بعض أنفاس دكتور يحيى التي تحبها و تحفظها عن ظهر قلب وتكاد تحصيها غمرته باحضان عينها الصيادة بادلها دكتور يحيى بنظرات تفيض بالمعاني التي ترضيها)و تفعل ما يريده من أجل زواجهم و تكره   طبيب الغلابة وحبيبته نرجس لأن يحيى كان يحبها

 و الكاتب نشات المصري بارع في وصف الشخصيات فيقول في الممرضة الجميلة( وشعرها غابتان  من ليل دافئ.


_ ذكر الكاتب في روايته قصة الطفل مريض السكر الذي نشرت الجرائد قصة انتحاره تخفيف عن امه واخواته حين طلب أن توفر له أمه حقنه الإنسولين  فلن تستطيع لأنها ستجعل إخوته لا يتوفر لهم عشاء الليلة، فأراد  الكاتب أن يجعلها نموذجا للاحتياج الإنساني الذي يجب على المجتمع أن يوفره ويدعمه ولا يتركه المجتمع فريسة لشيطان الانتحار،  فجعل  الطبيب بهجت بقلبه الرحيم  ورمز الرحمة يتكفل بتوفير الحقنة   لهذا الطفل وكان في حالته الحرجه .

_ جرجس فريد طفل من ضحايا غزة  ذات جرح غائرا لا يتجاوز العاشرة ،قد ينتهي به إلى عاهة مستديمة ،وتألم بهجت لوجع الطفل  وصعوبة الأمر عليه فاختياره لهذا الاسم  يوضح الوحدة بين المسلمين والمسيحيين وأنه لا فرق بينهم ،فهو يشير  إلى  ما يجب أن يكون عليه  الطبيب الجيد لا يمارس العنصرية مع مرضاه وهذا ما اكده بقول بهجت 🙁 أنا لا اتبع أحدا ما يعنيني هو أن أخفف من آلام الإنسان في أي مكان سواء كان مؤمنا أوكافرا ) .

_ زوج صفاء :رجل في نحو الخمسين من العمر يدعى الأستاذ عادل يصطحب معه ابنته الجميله فرح عرفت نفسها بأنها تلميذة في الإعدادية وعلى مدى الأسبوعين الذين قضتهم صفاء في المستشفى كان عادل أكثرهم اهتمام وتقديما للهدايا والورود لصفاء ، فأجاد الكاتب في وصف ابنته في ظل هذا العصر العصر المعاصر فاستخدامها للمحمول في هذا السن وتطلعها على أخبار الدولة من خلال جوجل  ومعرفة كل ماهو جديد وما يتعلق بالجائحة  فهو يواكب تماما أبناء هذا العصر في استخدامهم التلفونات وتطلعهم  إلى ما هو جديد بل أيضا لديهم نظرة  تكاد تكون صائبه عن الموضوعات حولهم مثل احساسها بخطر المرض وحالتها الصحية ..

 

أبعاد  الشخصيات 

 

1-وصفه الشخصيه من الثلاث جوانب  ففي الوصف الجسدي حيث وصف بهجت عندما ذهاب إلى حفل تكريمه تحت رعاية محافظة أسيوط بأن زيه زي العادي الذي يذهب به للعمل 

2-ووصف جسدي :للدكتوره نرجس فيقول 

فهي: طويلة القوام والأذنين الصغيرتين ولا أجمل والرقبة الملكية الطويلة والشفاه التي تفتنك قبل أن تنطق والأسنان البيضاء وشعرها غابتان من   ليل دافئ والعينين لامعتين بالتمرد ولون بشرتها بين الخمري والأسمر بلا نظير

3_ وصف الجسدي : الدكتور يحيى فوصفه  على لسان   مياده بوصفه  ( قوامه الرياضي خطواته المدللة صلعته المبكرة مختبئة خلف الرأس وشعره الذهبي)

  1. وصف جسدي :  الممرضة الجميلة( وشعرها غابتان  من ليل دافئ).

5_وصف جسدي :لصفاء ( عيني صفاء السوداوين أمل دافئ بدا وجهها المنمش أكثر بياضا ، ذقنها العريضة ، وأنفها الروماني ووجهها البيضاوي)

_البعد النفسي :

 

يتضح رسمه للبعد النفسي فمن خلال توضيحه لمشاعر د.بهجت  ومدى تألمه بسبب جرحى غزه فكان أحد الجرحى الذي بين يديه قد لا يعيش أكثر من يومين فقال في نفسه (عسى الله أن يفشل ظنوني ) قال للمريض الذي لا يسمعه لأنه تحت المخدر (ادعو الله أن يعافيك) ،وأيضا وصفه وهو يتابع جريحا آخر فكان يحبس دموعه بصعوبه وهو يهدهد جرحا غائرا لطفل لا يتجاوز العاشرة قد ينتهي إلى عاهة مستديمة

ووصف شعوره حيل ما كان يفعله ويقدمه للمرضى في قوله :(لقد كنت أكثر الناس شعورا بالأمان وأنا أتبع عادات الزاهدين).

وصفه لمشاعر دكتور بهجت حين انتشرت أخبار حالة أخته صفاء وتقدم الفقراء منهم الفتى سمير الذي انتشله من الموت حرقا للفحوصات مستعد للتبرع دون مقابل فأحيت هذه المبادرات بذور الأمل في نفسه

وصفه لشعور صفاء وحزنها على مشاعر أخوها بهجت بعد موتها بسبب عدم قدرته على إنقاذ حياتها فلن يسامح نفسه وسيجلد نفسه حتى الموت ، ومشاعرالحزن  التي تزيد يوم عن يوم  بسبب العنوسة وتأخر الفارس الكبير فكلمات المواساة الذابلة المحفوظة التي يبثها بهجت وزوجته في أذنها فقدت مفعولها فالعيون تشتعل بمشاعر أخرى مشاعر الحزن الدفين فيها .

ووصفه للبعد النفسي ل نرجس وبهجت وأنهما زاهدان في الحياة ،فهذا ما توصلنا له من كلام د.بهجت عن حبيبته نرجس

( فكانت شعلة من العمل والطيبة واكتمل جمالها بتبرعها بمكاسبها من عملها بالمستشفيات الخاصه لشراء أدوية للفقراء المرضى قائله في كل مره إنني أحاول أن اقترب من خصالك دكتور بهجت فلا أملك إلا أن اقبلها واجذب يديها واضع كفها فوق راسي فيقول لها في نشوى وخجل :احملك على عنقي يا ملكة لقد عوضني الله على راتب المركزي التعس وأصبحت الدكتوره نرجس الأعلى اجراً في المستشفيات الخاصة لتكون وسيلة نورانيه بينما تعطاه وما تعطيه …)

وأيضا جعل أجرة عيادة الرجمة بضع جنيهات لا يساوي شيئا مقارنة بمستشفى الزهور  …

_ فلم يتحدث عن مرضى الكورونا بشكل سطحي بل وضح الجانب النفسي لمرضى الكورونا في هذه الفترة وأثر التكنولوجيا عليهم ،فمن خلال وصف حالة وشعور  فرح التي أصيبت بمرض الكورونا وهى على سرير المستشفى ( تؤرجح فرح هواجس وأفكار تتجاوز عمرها بكثير تقول لنفسها أنهم يفترضون إنني يجب أن اصدقكم ولا أطيل الحوار معهم إذ إن الاجابات واحدة ،اطمئني أنت في تحسن لا تخافي حالاتك مستقرة كلنا مجندون لك ولغيرك بينما ما فهمته بعقلي الطفولي أنهم يكذبون فالكحه تفترسني في فترات متلاحقة وأنا مرعوبه مما سمعته عن ضحايا كوفيد  19 الكرونا كل يوم يموت إناس وأطباء أيضا هذا ما نقلته إلى أخبار جوجل على محمولي ولن أكذب على نفسي فإن حالتي تسوء ولا أحتاج لتقارير طبيب فأنا المريضة وهما المجندون أنا اتعاطف معهم فهم يأتون من وقت لآخر ثم يغادرون سريعا عدا دكتور سالم فهو أكثر صبر معي وانصاتا لي  وهو يشفق عليه من استخدام جهاز التنفس الاصطناعي ،فهو يهمس للدكتوره نرجس أنهم يقللون احتمالات العدوى بمرورهم الخاطف وربما لو كنت مكانهم لفعلت ما يفعلون لا أحد يذكر أمامي كلمه الموت وهو مني قريب علي ان أقرأ آيات من القرآن وهذا ما أفعله بعض الوقت بحب وارتياح كل يوم يقولون ستخرجين بعد أيام وقد مر عشرون يوما والحالة تسوء أقرأ في عيونهم الإشفاق وما لا يقولون وهم أيضا يستحقون الإشفاق لما يحيط بهم من خطر شكاوى أصبحت تزعجهم لكنهم لم يملكون حلا لها شكواى هي أكاد تؤلمني العزلة أشعر بوهن شديد ولا يدري عمو بهجت إنني ضبطت في عينيه دمعه غلبت مقاومته كم أنت طبيب أيها الحبيب كلنا نحبك….

 

الزمان :

 

اعتمد الكاتب بالنسبة للتوقيت الزماني الوقت الحاضر أو  المعاصر

ففي عام 2012 بدأت ميادة العمل في مستشفى الزهور ،وفي عام 2014 افتتح الدكتور بهجت عيادة الرحمة ،عودة د.بهجت من قوصية عام 2014 ،

واستخدامه بعض الكلمات التي توحي بالعصر المعاصر مثل :أوبر ، مكروباص ، تاكسي ،باص

مع بعض حالات الاسترجاع والتي كان لواحد من أبطال الرواية المحوريين الدور الأكبر في طرحها

فالدكتور يحيى تذكر  أيام الطفولة وسبب كره لدكتور بهجت فقال

(عندما كان دكتور يحيى تلميذا في المدرسة الابتدائية التي جمعت بينهما و إنهما أبناء شارع واحد يشتهر بهجت بالتفوق على سائر زملائه وكان بهجت يميل  إلى العزلة ولم يكن له اصدقاء مقربون فكان يتباهى يحيى عليه بكثرة اصدقاؤه وبمظاهر الثراء الذي التي يعيش فيها وما كان يؤرق يحيى أن بهجت كان المثل الأعلى لكل أقرانه فكان والد يحيى يقارن بينهما بما حركه حواجز الضجر والغيرة في نفسه وترقب أي فرصة لأي سبب في أي ميدان ليتغلب عليه وكان أطول قامة و أثقل وزنا من بهجت فكان يسعى  لاختلاق  الشجار بينهم ولكن كان ينتصر بهجت فيتوارى يحيى خجلا ويمضي بهجت في هدوء .

وكان التحاق بهجت بكليه الطب عين شمس أما يحيى  قبلته كليه الطب لكن ب الجامعات الخاصة لأن مجموع درجاته أقل فجدد الحقد بينهم من جديد وأيضا تعيين الدكتور بهجت والدكتور يحيى بذات المستشفى الحكومي المركزي )

وتذكر د.بهجت نصائح أبيه له قبل موته وما فعله عمه معهم فقال :

(كل هذا يتم بدء في يوم واحد ملعون كمان وأنا أحدثك عن أبي أسطورة المحبة والسكينة كان أغني الأغنياء بقلبه الماسي نبيل جاد ،لا يميل إلى أخيه  لمساعدته ماليا لأن الرد جاهز أنا مدين فعمي باعتبار أنه استولى على ميراث الأرض والدكاكين وما تركها أبوهما وهو يوقن أن أبي له الحق في نصف ما يملك وقد ادعى كذبا أن مرض الأب التهم معظم ممتلكاته ولديه استعداد لإعطاء صورة منها ،حيث أكد المحامي أن هذه المستندات مزورة ملفقة وقال جملة  أبي الشهير المال يأتي ويذهب لكن صلة الرحم باقية بدون مستندات ،أما أولادعمه فقد آثار الصمت …

فهذا يقودني إلى الإشارة إلى توزيع الأدوار في الرواية بصورة تكاملية وكل شخصية كان لها دورها الفاعل والمؤثر في سير الأحداث

المكان:

 

أما فيما يتعلق بالفضاء المكاني فقد ترواح مابين القاهرة وبعض الدول والمدن التى تظهر تباعا حسب تنقلات أحد أبطالها  ، وتجدر الإشارة إلى قدرة الكاتب على رسم المكان بالكلمات رسماً دقيقاً وكأنه يستخدم كاميرا تنقلك إلى هناك وباهتمامه بأدق التفاصيل حتى تكاد تشم رائحة كل مكان وتتنسم هواءه

1_كوصفه لصعيد مصر الجواني محافظة أسيوط حيث وصفها الدكتور بهجت أن  البيوت ترحب به في ود  وجهها الأسمر المغطي بشيء من الرماد والعديد من الأبنية تتشابه مع الطرازات الفرعونية و بعض البيوت أمامها مصاطب لا ترد أحدا من المارة في كرم عام وقد فرشت بأبسطة يدوية ملونه من بقايا الأقمشة …..

2_الصومال مقديشو  وصفه لها : مستشفى ميداني فقير الإمكانيات بعض جدرانه مهدمه بأثر ضربات سابقة تنتظر  بتجدد الضربات ، رغم رفع راية المستشفى في حضن جبل  منطقة سرود الجبلية ،قيل له أن المستشفى حصينه وهو مجرد ظن يمزقه غضب الطلقات التي تمر بين آهات الجرحى ، والجبل يطل من النافذة أي جبل أنت والجرائم ترسم بالدماء بصماتها على صمتك المهين كأنك نعجه لا جبل ،وحدك مشهدك مهيب ،وعند التجربة مجرد شاهد أو شيطان أخرس.

فذهب هناك ليخفف آلام الإنسان سواء كان مؤمنا أوكافرا ويعالج جرح الطغيان الأمريكي والروسي وغيرهم وأبناء العروبة لهم الأولوية بالطبع معظم هؤلاء الجرحى والقتلى ضحايا أوامر الأغبياء الكبار.

  1. غزة .

من الخصائص الكتابية للكاتب:

 

الوصف المناسب الدقيق  للأشياء كوصف مكتب دكتور يحيى في المستشفى المركزية فقال  نقردكتور يحيى باصابعه على ما يشبه المكتب الذي يزدحم سطحه بالندوب والبقع والحفر السطحية  حيث الغطاء الزجاجي مهشم في أكثر من موقع وتغطى  بشرائط طبية  كأنه جريح لا يشفي ابدا

صعيد مصر الجواني محافظه أسيوط وصفه الدكتور بهجت أن  البيوت ترحب به في ود  وجهها الأسمر المغطي بشيء من الرماد والعديد من الأبنية تتشابه مع الطرازات الفرعونية و بعض البيوت أمامها مصاطب لا ترد أحدا من المارة في كرم عام وقد فرشت بأبسطة يدوية ملونة من بقايا الأقمشة …..

_ ووصفه لموقف الدكتور بهجت من نملة رأها تسع على الجدار أمام عينه فكان بصدد إشكالية كبرى  استولت عليه هل يترك النملة لحال سبيلها أم يرشها  بالمبيد وفي نهاية تركها لحال سبيلها فهذا الموقف يدل على طيبة قلبه.

 

 صفة نفسية

 

-اختياره اللون الأحمر التي كانت ترتدية د.فكرية عندما أتت إلى د.بهجت ليرتبوا للسفر فهو دلالة على القوة والتحفيز وارتفاع مستوى الطاقة وأيضا يدل على الحب والعاطفة ولكنها  عرفت حينها قصة حب نرجس وبهجت ،فتحول الأمر من حب وعاطفة لقوق وغضب .

أما نرجس فكانت ترتدي اللون الأزرق وهو المفضل عنده وهو دلالة على السلام والهدوء والصفاء فهو لون البحار والسماء ….

التحليل الفني للرواية :

أما الجانب الفني

  1. التشبية والاستعارة كقوله :(أحلام بشرتها سمراء وميراث من محبة يصدر الزلزال وتوابعه تعانق الأيدي و بلسم البسمات يدحرج الجراح وقلب بهجت المفطور على الحب يعود إلى سرير كل ليلة محملا بهدايا من دعاء للمرضى والبسطاء..)

2.(أسلما نفسيهما لحوار حلق بهما إلى فراديس الأماني )

3.(تفانت كحمام ماهر دفاعا عن نرجس )

  1. (قالت في كلمات مبللة بدمعة جاهدت أن تمنعها ،لتقضي على عنكبوت الوهم …)

  2. (يطاردني غبار الشكوك ).

  3. نار الوحدة تقضي على بتلات البهجة .

  4. تصوير اجتهاد د بهجت في عيادة الرحمة ومدى حبه لعمله ( كفارس في الميدان يتعبد في استراحه المقاتل ويهنا بهدنه يرتاب في امتدادها مع حبه للقتال عندما يحين وقته اغلق باب عياده الرحمه قرابه الفجر ومدت جسمه على ظهره يقرا في سطور …)

اللغة :

اللغة العربية الفصيحة مع استخدام بعض الكلمات والتراكيب  العامية مثل :

ماشي ،فاحت رائحة الكوسة من القرار

والالفاظ معربة ، دارجة  مثل : مكروباص ، أوبر ،تاكسي ،أوتوبيس

 

آليات السرد في الرواية :

1.تقديم الشخصيات والأحداث من خلال الراوي العليم فهو يعلم كل أحداث الرواية ، مع تقديم بعض الأحداث على لسان الشخصية

(لم تلق نرجس ترحيبا من أبيها بفكره التبرع بكليتها فادعت  التراجع عن الفكرة اما امها فتركت  لابيها تقدير الأمر داعيه لها بالسلامة أغلقت نرجس بابها على نفسها بعد ذهاب بهجت استغرقت في استعادة شريط علاقتها ببهجت و أخته من بداية حدثت نفسها ( أن حماساتي للتبرع بكليتي لصديقتي صفاء أهم نتيجة طبيعية لعلاقتي بها كانت البلسم عندما عصفت به محنه العجز يعني الانجاب بمهارة طبيب نفساني محترف دعوة اثنين ترجمت ان ذلك إلى أنها احتوتني كأخت وصديقة لا يمكن الاستغناء عنها).

(كانت فرحة بهجت بنجاح العمليتين أعلى من كل فرحة مر  بها حياته كأنما استرد حبيبته وقد بكت صفاء محبة وامتنانا لدور نرجس معها …….لاحظ بهجت وجود زائر بعينه قرر الزيارات عده مرات هو رجل في نحو الخمسين من عمره يدعو الاستاذ عادل يصحب  معه ابنته الجميله فرح).

  1. توثيق معظم الأحداث وذكر تواريخ الأحداث مثل

  • ٢يناير ٢٠١٢م عندما بدأت ميادة العمل في مستشفى الزهور

  • ٤ يناير ٢٠١٤م افتتاح عيادة الرحمة

  • ٢٠١٦م موعد زفاف الدكتوره نرجس للدكتور يحيي

  • يوم الاثنين قامت صفاء باجراء عملية الكلى لانها تتفائل بهذا اليوم …..

  • ٢٥ يناير ٢٠١٨ يوم زفاف صفاء وعادل

  • مارس ٢٠٢٠ شبح الكورونا يحاصر شوارع والبيوت .

    الكاتبة : علياء على عبد السميع