نوسوسيال

دعوات أوروبية لسحب الحشود العسكرية الروسية من حدود أوكرانيا…

653

                                                                                   ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

تصعيد روسي غير مسبوق في العلاقات مع أوروبا على خلفية الحشد العسكري ‏الروسي على الحدود الأوكرانية، في ظل مخاوف من غزو موسكو لأوكرانيا. ‏

وتتكثّف الجهود الدبلوماسية في محاولة لنزع فتيل الأزمة تجنّباً لسيناريو ينذر ‏بعواقب كارثية لما قد يكون أسوأ أزمة أمنية قد تشهدها القارة الأوروبية منذ الحرب ‏الباردة.‏
وساد التفاؤل حيال إمكانية نجاح الجهود الرامية لمنع أي غزو روسي ‏لأوكرانيا، ‏فيما تكثّف قوى غربية حراكها الدبلوماسي، عبر لقاء ‏مرتقب بين المستشار الألماني ‏أولاف شولتس وقادة دول البلطيق في ‏برلين، بينما يتوجّه رئيس الوزراء البريطاني ‏بوريس جونسون إلى مقر ‏الحلف الأطلسي وبولندا.‏
 بريطانيا تطالب روسيا بسحب قواتها
ودعت بريطانيا اليوم روسيا الى “سحب قواتها عن حدود أوكرانيا لتخفيف التوتّر”.
يشار الى أن بريطانيا تقود جهودا دولية لحل الأزمة على الرغم من أن الرئيس ‏الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى محادثات استمرت ساعات مع بوتين في الكرملين ‏يوم الاثنين.‏
وتنفي روسيا، التي تنشر أكثر من مئة ألف جندي على حدود أوكرانيا، اعتزامها ‏غزوها. وتخشى الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال ‏الأطلسي من أن يكون بوتين يعتزم ضم أوكرانيا.‏
وقال جونسون، وهو أحد الزعماء الذين قادوا حملة استفتاء عام 2016 لخروج ‏بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “التزام بريطانيا بأمن أوروبا ما زال لا يتزعزع”.‏
وأضاف “يتعين علينا كحلف أن نرسم خطوطا على الثلج وأن نكون واضحين ‏بشأن وجود مبادئ لا يمكن تقديم تنازلات بشأنها… منها أمن كل عضو في حلف ‏شمال الأطلسي وحق كل ديمقراطية أوروبية في أن تطمح للانضمام للحلف”.‏
وبينما يزور جونسون مقر الحلف ثم بولندا تقوم وزيرة الخارجية ليز تراس بزيارة ‏جامعة موسكو وإجراء محادثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف.‏
وقال لافروف، إن “العلاقات بين روسيا وبريطانيا عند أدنى مستوى منذ سنين، ‏ولكن إذا رغبت لندن فى تحسين علاقاتها مع موسكو فإننا سنتعامل بالمثل”.‏
وأضاف أنه “لا يمكن تطبيع العلاقات إلا بالحوار المبنى على الاحترام المتبادل ‏وبعيدا عن أى تهديدات”.‏
ويطالب بوتين، الذي يقول إن قلق موسكو بشأن توسعة حلف شمال الأطلسي يتم ‏تجاهله منذ ثلاثة عقود، بضمانات أمنية بعدم نشر صواريخ قرب حدود بلاده ووقف ‏توسع الحلف العسكري.‏
وحذّر بوتين ماكرون في إفادة صحافية بالكرملين هذا الأسبوع من أنه “إذا انضمت ‏أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي فإن حربا قد تنشب بين روسيا والحلف”.‏
الناتو: الانتشار العسكري الروسي “خطر” على أمن أوروبا ‏
في المقابل، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن “انتشار ‏القوات الروسية في بيلاروسيا في إطار مناورات عسكرية مشتركة عند الحدود ‏الأوكرانية يمثّل “لحظة خطيرة” على أمن أوروبا”.‏وقال “نتابع عن كثب انتشار روسيا في بيلاروس، وهو الأكبر منذ انتهاء الحرب ‏الباردة.. هذه لحظة خطيرة بالنسبة لأمن أوروبا” محذرا من أن “عدوان جديد من ‏روسيا على أوكرانيا سيقود إلى تعزيز وجود الحلف الأطلسي وليس إلى خفضه”.‏
كما أعلن أمين عام “الناتو” أننا “جاهزون للاستماع إلى مخاوف روسيا”، ‏وقال: “لن نتنازل عن مبادئنا الأساسية وخصوصا حق الدول في الانضمام ‏للحلف”. ‏
مناورات مشتركة ‏
في الأثناء، انطلقت في بيلاروسيا مناورات عسكرية مشتركة بين ‏الجيشين الروسي ‏والبيلاروسي “بهدف الاستعداد لوقف وصد هجوم ‏خارجي”، بحسب ما أعلنت ‏وزارة الدفاع الروسية اليوم، فيما لم ‏يكشف عدد الجنود المشاركين فيها.‏
وفي مواجهة أسوأ أزمة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة، أجرى ‏القادة ‏الغربيون جولات مكوكية في أنحاء القارة على أمل نزع فتيل ‏الأزمة.‏
وقبيل لقائه المرتقب مع قادة دول البلطيق الثلاث، أكد شولتس أنه يرى ‏‏”تقدّما” على ‏الصعيد الدبلوماسي. ‏
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الحكومة الدنماركية ميتي ‏فريدريكسن ‏الأربعاء “تتمثّل مهمتنا بضمان الأمن في أوروبا، وأعتقد أن ‏ذلك سيتم تحقيقه”. ‏
ومن المقرّر أن يتوجّه المستشار الألماني الجديد الذي اتُّهم باتّخاذ موقف ‏فاتر حيال ‏الأزمة، إلى كييف وموسكو الأسبوع المقبل لعقد محادثات ‏منفصلة مع الرئيسين ‏الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير ‏بوتين، علما أن اجتماعه مع ‏الأخير سيكون أول لقاء مباشر بينهما. ‏
وفي مؤشر أقل تفاؤلا، أعلنت بريطانيا الأربعاء أنها على استعداد “لنشر ‏ألف ‏جندي إضافي للتعامل مع أي أزمة إنسانية على صلة بأوكرانيا”. ‏
وفي تصريحات أدلت بها من موسكو قبل لقاء نظيرها الروسي سيرغي ‏لافروف، ‏قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إن “على الكرملين ‏اختيار المسار ‏السلمي حيال أوكرانيا وإلا فسيواجه “عواقب هائلة” ناجمة ‏عن عقوبات غربية”.‏
بدوره، يلتقي جونسون الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ‏ستولتنبرغ في ‏بروكسل الخميس، قبل عقد لقاء آخر مع الرئيس البولندي ‏أندريه دودا.‏
تخفيف التوتر ‏
وفيما يتّهم الغرب روسيا بحشد أكثر من مئة ألف جندي قرب الحدود ‏الأوكرانية ‏تحضيرا لعملية اجتياح، نفت موسكو أي خطط لغزو جارتها ‏واتّهمت دول الحلف ‏الأطلسي باستخدام خطاب عدائي.‏
وبعد حراك دبلوماسي قام به خلال الأيام الأخيرة، أكد الرئيس الفرنسي ‏إيمانويل ‏ماكرون أن بوتين أبلغه بأن موسكو “لن تكون مصدر تصعيد”.‏
وفي هذه الأثناء رأى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن ‏الجهود ‏‏”الدبلوماسية تواصل تخفيف التوتر”.‏
لكن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي حذّر من أن بوتين ‏يواصل ‏إرسال جنود إلى الحدود. ‏
وقال للصحافيين الأربعاء “شهدنا خلال الساعات الـ24 الأخيرة تواصل ‏تدفق ‏إمكانيات إضافية من مناطق أخرى في روسيا إلى هذه الحدود مع ‏أوكرانيا ‏وبيلاروسيا”.‏
وأفادت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار أنّ القوات الروسية ‏المحتشدة على ‏حدود بلادها “ليست جاهزة لاجتياح وشيك”، لكنّها تستخدم ‏من أجل “ضغط سياسي ‏وابتزاز” يمارسه الكرملين.‏
وقبل مرور أقل من 24 ساعة على زيارته إلى واشنطن، أعلن شولتس ‏إلى جانب ‏الرئيس البولندي وماكرون في وقت متأخر الثلثاء أن ‏‏”الأوروبيين يقفون صفا واحدا ‏لتحقيق هدفهم المتمثل بتجنّب الحرب”. ‏
وأكّد بوتين، الذي طالب الحلف الأطلسي والولايات المتحدة بضمانات ‏أمنية واسعة، ‏بعد محادثاته مع ماكرون أن موسكو “ستقوم بكل ما يمكن ‏للتوصل إلى تسويات ‏تناسب الجميع”.  ‏
خطوط حمراء ‏
وبينما أرسل معدات عسكرية إلى الحدود الأوكرانية، قدم بوتين مطالب ‏اعتبرها ‏الغرب غير مقبولة، تشمل منع أوكرانيا من الانضمام إلى الحلف ‏الأطلسي وسحب ‏قوات الحلف في شرق أوروبا.‏
ولفتت الرئاسة الفرنسية إلى أن “ماكرون قدّم مقترحات من طرفه إلى ‏موسكو ‏تشمل تعهّد الطرفين عدم القيام بأي تحرّكات عسكرية جديدة ‏وإطلاق حوار ‏استراتيجي وبذل جهود لإعادة إحياء عملية السلام في ‏النزاع الأوكراني”.‏
كما تحدّثت عن اتفاق يضمن انسحاب حوالى 30 ألف جندي روسي من ‏بيلاروس ‏في ختام التدريبات العسكرية المشتركة التي بدأت الخميس في ‏بيلاروسيا وستستمر ‏عشرة أيام.‏
وشدد الكرملين على أنه “لم يكن يخطط لإبقاء قوات في بيلاروسيا بشكل ‏دائم”.‏
من جهته، ندّد الرئيس الأوكراني بهذه المناورات قرب حدود بلاده، معتبرا أنها ‏وسيلة “ضغط نفسي”. ‏
وقال في بيان إن “حشد القوات عند الحدود يمثل وسيلة ضغط نفسي من قبل ‏جيراننا. لدينا اليوم ما يكفي من القوات للدفاع بشرف عن بلدنا”.‏
ويواجه الغرب مهمّة صعبة تقضي بمحاولة إقناع زيلينسكي بالقبول بأي ‏تنازلات.‏
وردا على المناورات الروسية، تبدأ أوكرانيا الخميس، مناورات عسكرية مُعلن ‏عنها مسبقا. وأشارت السلطات الروسية إلى أن “المناورات الأوكرانية ستستمر من ‏‏10 إلى 20 شباط (فبراير) والقوات المسلحة ستتدرب على استخدام طائرات ‏مُسيرة من طراز بيرقدار وصواريخ من طراز (جافلين) و(إن.إل.إيه.دبليو) ‏المضادة للدبابات المقدمة من شركاء أجانب.‏
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان أن المناورات ‏العسكرية المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا تعد مؤشرا على “عنف بالغ” قرب ‏حدود أوكرانيا في وقت تبذل قوى غربية جهودا دبلوماسية مكثفة لخفض التصعيد.‏
وحدّدت كييف ثلاثة “خطوط حمر” تقول إنها لن تتجاوزها من أجل ‏التوصل إلى ‏حل وهي: عدم تقديم أي تنازلات في ما يتعلق بسلامة ‏الأراضي الأوكرانية وعدم ‏الخوض في أي محادثات مباشرة مع ‏الانفصاليين وعدم السماح بأي تدخل في ‏سياستها الخارجية.‏
بريطانيا: روسيا تخطط لتدريبات نووية
من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس اليوم الخميس، إن “روسيا تعتزم ‏بدء تدريبات استراتيجية نووية قريبا”، محذرا من أن “تحركات الكرملين تتجه في ‏الاتجاه الخاطئ على الرغم من الجهود الرامية للتوصل لحل دبلوماسي”. ‏
وأضاف أن “بريطانيا اطلعت على معلومات مخابراتية تشير إلى أن روسيا تعد ‏خططا لتنفيذ عمليات كذريعة لغزو أوكرانيا، إضافة إلى شن هجمات إلكترونية ‏وغيرها من أنشطة زعزعة الاستقرار”.‏
وقال والاس لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “لا يزال الروس ‏يعززون مجموعاتهم القتالية، وهم يخططون لبدء تدريبات استراتيجية نووية قريبا، ‏ونشهد بالفعل المزيد من النشاط في أنحاء أخرى”.‏