نوسوسيال

جهود دبلوماسية مكثّفة… وحشود عسكرية روسية على أوكرانيا

528

                       تقرير : نوس سوسيال الدولية

                                                                     ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

التفاؤل حيال إمكانية نجاح الجهود الرامية لمنع أي غزو روسي ‏لأوكرانيا، فيما تكثّف قوى غربية حراكها الدبلوماسي الخميس، عبر لقاء ‏مرتقب بين المستشار الألماني أولاف شولتس وقادة دول البلطيق في ‏برلين بينما يتوجّه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى مقر ‏الحلف الأطلسي وبولندا.‏

وانطلقت في الأثناء، في بيلاروسيا مناورات عسكرية مشتركة بين ‏الجيشين الروسي والبيلاروسي “بهدف الاستعداد لوقف وصد هجوم ‏خارجي”، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس، فيما لم ‏يكشف عدد الجنود المشاركين فيها.‏
وفي مواجهة أسوأ أزمة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة، أجرى ‏القادة الغربيون جولات مكوكية في أنحاء القارة على أمل نزع فتيل ‏الأزمة.‏
وقبيل لقائه المرتقب مع قادة دول البلطيق الثلاث، أكد شولتس أنه يرى ‏‏”تقدّما” على الصعيد الدبلوماسي. ‏
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الحكومة الدنماركية ميتي ‏فريدريكسن الأربعاء “تتمثّل مهمتنا بضمان الأمن في أوروبا، وأعتقد أن ‏ذلك سيتم تحقيقه”. ‏
ومن المقرّر أن يتوجّه المستشار الألماني الجديد الذي اتُّهم باتّخاذ موقف ‏فاتر حيال الأزمة، إلى كييف وموسكو الأسبوع المقبل لعقد محادثات ‏منفصلة مع الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير ‏بوتين، علما أن اجتماعه مع الأخير سيكون أول لقاء مباشر بينهما. ‏
وفي مؤشر أقل تفاؤلا، أعلنت بريطانيا الأربعاء أنها على استعداد “لنشر ‏ألف جندي إضافي للتعامل مع أي أزمة إنسانية على صلة بأوكرانيا”. ‏
وفي تصريحات أدلت بها من موسكو قبل لقاء نظيرها الروسي سيرغي ‏لافروف، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إن “على الكرملين ‏اختيار المسار السلمي حيال أوكرانيا وإلا فسيواجه “عواقب هائلة” ناجمة ‏عن عقوبات غربية”.‏
بدوره، يلتقي جونسون الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ‏ستولتنبرغ في بروكسل الخميس، قبل عقد لقاء آخر مع الرئيس البولندي ‏أندريه دودا.‏
تخفيف التوتر ‏
وفيما يتّهم الغرب روسيا بحشد أكثر من مئة ألف جندي قرب الحدود ‏الأوكرانية تحضيرا لعملية اجتياح، نفت موسكو أي خطط لغزو جارتها ‏واتّهمت دول الحلف الأطلسي باستخدام خطاب عدائي.‏
وبعد حراك دبلوماسي قام به خلال الأيام الأخيرة، أكد الرئيس الفرنسي ‏إيمانويل ماكرون أن بوتين أبلغه بأن موسكو “لن تكون مصدر تصعيد”.‏
وفي هذه الأثناء رأى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن ‏الجهود “الدبلوماسية تواصل تخفيف التوتر”.‏
لكن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي حذّر من أن بوتين ‏يواصل إرسال جنود إلى الحدود. ‏
وقال للصحافيين الأربعاء “شهدنا خلال الساعات الـ24 الأخيرة تواصل ‏تدفق إمكانيات إضافية من مناطق أخرى في روسيا إلى هذه الحدود مع ‏أوكرانيا وبيلاروسيا”.‏
وأفادت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار أنّ القوات الروسية ‏المحتشدة على حدود بلادها “ليست جاهزة لاجتياح وشيك”، لكنّها تستخدم ‏من أجل “ضغط سياسي وابتزاز” يمارسه الكرملين.‏
وقبل مرور أقل من 24 ساعة على زيارته إلى واشنطن، أعلن شولتس ‏إلى جانب الرئيس البولندي وماكرون في وقت متأخر الثلثاء أن ‏‏”الأوروبيين يقفون صفا واحدا لتحقيق هدفهم المتمثل بتجنّب الحرب”. ‏
وأكّد بوتين، الذي طالب الحلف الأطلسي والولايات المتحدة بضمانات ‏أمنية واسعة، بعد محادثاته مع ماكرون أن موسكو “ستقوم بكل ما يمكن ‏للتوصل إلى تسويات تناسب الجميع”.  ‏
خطوط حمراء ‏
وبينما أرسل معدات عسكرية إلى الحدود الأوكرانية، قدم بوتين مطالب ‏اعتبرها الغرب غير مقبولة، تشمل منع أوكرانيا من الانضمام إلى الحلف ‏الأطلسي وسحب قوات الحلف في شرق أوروبا.‏
ولفتت الرئاسة الفرنسية إلى أن “ماكرون قدّم مقترحات من طرفه إلى ‏موسكو تشمل تعهّد الطرفين عدم القيام بأي تحرّكات عسكرية جديدة ‏وإطلاق حوار استراتيجي وبذل جهود لإعادة إحياء عملية السلام في ‏النزاع الأوكراني”.‏
كما تحدّثت عن اتفاق يضمن انسحاب حوالى 30 ألف جندي روسي من ‏بيلاروس في ختام التدريبات العسكرية المشتركة التي بدأت الخميس في ‏بيلاروسيا وستستمر عشرة أيام.‏
وشدد الكرملين على أنه “لم يكن يخطط لإبقاء قوات في بيلاروسيا بشكل ‏دائم”.‏
ويواجه الغرب مهمّة صعبة تقضي بمحاولة إقناع زيلينسكي بالقبول بأي ‏تنازلات.‏
وحدّدت كييف ثلاثة “خطوط حمر” تقول إنها لن تتجاوزها من أجل ‏التوصل إلى حل وهي: عدم تقديم أي تنازلات في ما يتعلق بسلامة ‏الأراضي الأوكرانية وعدم الخوض في أي محادثات مباشرة مع ‏الانفصاليين وعدم السماح بأي تدخل في سياستها الخارجية.‏