/ خاص : نوس سوسيال الدولية /
أكد البيت الأبيض أن الشخصية المستهدفة من العملية العسكرية الأميركية في أطمة السورية هو زعيم تنظيم “داعش” أبو ابراهيم الهاشمي القرشي ويعتقد أن اسمه الحقيقي عبدالله قرداش، فمن هو القرشي؟ وما كانت مهامه في سوريا؟
وأكدت واشنطن والاستخبارات العراقية أن أبو إبراهيم الهاشمي القرشي هو عبد الله قرداش أو حجي عبد الله، رغم تحفظ التنظيم وعدم الكشف عن أي معلومات عن الرجل. وكانت وزارة العدل الأميركية رصدت عشرة ملايين دولار لقتله أو اعتقاله.
ورغم قلة المعلومات المثبتة والمتوفرة عن الرجل، نشرت وسائل اعلام وثائق وصوراً ومعلومات تكشف أن قرداش من الرعيل الجهادي الأول في العراق، وأنه تدرج في مناصب دينية وأمنية كبيرة داخل التنظيم طيلة العقدين الماضيين، وأنه عمل من مناطق نفوذ سيطرة قوات سوريا الديموقراطية “قسد” لإعادة بناء التنظيم.

وبحسب بعض السجلات، فان قرداش واسمه الكامل أمير محمد سعيد عبد الرحمن السلبي المولى، ولد في بلدة المحلبية التابعة لمحافظة نينوى عام 1976، لوالدٍ كان مؤذناً في أحد الجوامع، ومتزوج من امرأتين أنجبتا سبعة ذكور، أمير أصغرهم، إضافة إلى تسع إناث.
ويقول الرائد أحمد إن عبد الله قرداش كان يدير أغلب أمور “دولة الخلافة” حتى قبل مقتل أبو بكر البغدادي، وهو معروف في أوساط التنظيم على أنه صاحب فكر ودراية كاملة بعناصر التنظيم، على اعتبار أنه بدأ العمل معهم منذ العام 2003-2004.
ويقول جهادي معتقل يدعى عمر إنه التقى عبد الله قرداش ثلاث مرات حين كان على رأس عمله في الجهاز الأمني للتنظيم في الموصل، وإنه كان يشغل منصب قاضي الدولة، بمثابة وزير العدل، وأنه بالإضافة لذلك كان يشرف على ديوان الجند والدواوين الأربعة عشر الأخرى.
وتعرف عمر على صورة قديمة لأمير عرضناها عليه، وأكد أنه هو عبدالله قرداش، لكنه اختلف كثيراً لاحقاً، إذ بات كث اللحية ويلبس عمامة ولباساً عسكرياً، كما يحمل سلاحه معه أينما حل.
بعد بدء عمليات التحالف ضد التنظيم عام 2015، قُتلت مجموعة من أهم قيادات الصف الأول، ومن بينهم أبو معتز القرشي المعروف بأبي مسلم التركماني الذي كان يشغل منصب نائب البغدادي وقتل بقصف جوي استهدف سيارته في الموصل، وأبو علي الانباري الذي واكب انضمام عبد الله قرداش للتنظيمات الجهادية منذ اليوم الأول، وقُتل بتفجير نفسه خلال اشتباك مع قوة أمريكية اعترضت طريق عودته للعراق قادماً من سوريا.
وتنقل هيئة الاذاعة البريطانية عن عمر قوله إنه بمقتل هذين الرجلين على وجه التحديد، وغيرهم من قياديي الصف الأول والثاني، لم يتبق للبغدادي من خيار إلا الاعتماد على حجي عبد الله ذي المعرفة الدينية والأمنية والتنظيمية الكبيرة.
وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلن في وقت سابق من اليوم الخميس، أن قوات العمليات الخاصة الأميركية تحت إدارة القيادة المركزية نفذت مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غرب سوريا.
وأضاف المتحدث جون كيربي في بيان: “كانت المهمة ناجحة. لم يسقط ضحايا أميركيون“.
وكان سكان ومصادر من مقاتلي المعارضة السورية لفتوا الى أن غارة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت اليوم من يشتبه بأنه جهادي تابع لتنظيم “القاعدة” في بلدة أطمة في شمال سوريا مما أسفر عن سقوط عدة ضحايا من المدنيين.
وفي السياق، أعلن مدير “المرصد السوري” رامي عبد الرحمن لـ”النهار العربي” أنّ “المستهدف هو بالتأكيد شخصية من الصف الأول”، مضيفا: “لا يخاطر التحالف في عملية كهذه من أجل شخصية من الصف الثالث أو الرابع”.