نوسوسيال

الدكتور توفيق حمدوش : قراءة سياسية في الصحف الفرنسية

463

ماذا بعد الهدوء الغريب على حدود أوكرانيا؟

مقاتلون في دونيتسك، أوكرانيا (22/01/2022)

معركة الانتخابات الرئاسية في فرنسا تصدرت أخبار الصحف الفرنسية الصادرة يوم الثلاثاء في 25 كانون الثاني/ يناير 2022، الى جانب الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو وتوترات أوكرانيا.

أوكرانيا: الروس يعدّون العدة لكن لماذا؟ 

التوترات على الحدودالأوكرانية حيث احتشد على أبوابها أكثر من مئة ألف جندي روسي تصدّرت أخبار عدد من اليوميات الفرنسية  على رأسها “ليبراسيون” التي خصصت غلافها ل “أوكرانيا حيث الروس يعدّون العدة لكن لماذا؟” كما عنونت على خلفية صورة جندي أوكراني متحصن. موفد “ليبراسيون” الى نقطة الالتقاء بين روسيا، بيلاروسيا وأوكرانيا “ستيفان سيوهان” أشار الى “الهدوء الغريب السائد هناك قبل عاصفة محتملة”.

حرب أعصاب في أوكرانيا في مواجهة التهديد الروسي 

“لوموند” عنونت المانشيت “حرب أعصاب في أوكرانيا في مواجهة التهديد الروسي”. وقد تحدثت موفدتها الخاصة الى كييف “سيلفي كوفمان” عن “حالة ترقب تعيشها العاصمة الأوكرانية التي عبّر %30 من سكانها عن استعدادهم للدفاع عن بلادهم في حال اجتياحها” كتبت “لوموند” وقد لفتت أيضا الى “البلبلة التي أثارها تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي صححه في ما بعد، عن عدم استدعاء التوغلات الصغيرة أي رد”.

أوكرانيا تضع أوروبا أمام مسؤولياتها 

“لوموند” كما “ليبراسيون” اعتبرت في افتتاحيتها أن “أوكرانيا تضع أوروبا امام مسؤولياتها”. “الحلف الأطلسي يعزز دفاعاته شرقا ” كتبت بدورها “لاكروا”. “لي زيكو” خصصت المانشيت ل “تأثير التوتر في أوكرانيا على الأسواق المالية”. أما “لوفيغارو” فقد لفتت الى “اضطراب كييف وقلقها” ونقلت عن الباحثة لدى “المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية”، “ماري دومولان” أنه “على الأوروبيين الاستعداد لتبعات هجوم روسي محتمل على أوكرانيا”.

هل يمكن لواشنطن التغلب على محور موسكو- بكين- طهران؟ 

بدوره الكاتب في صحيفة “لوفيغارو”، “رينو جيرار” تساءل عن “الحد الذي سيصل اليه تدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو خاصة أن السياسة الأميركية الحالية أدارت ظهرها نهائيا” كتب “جيرار” ل “استراتيجية كيسنجر القائلة بضرورة الإبقاء على علاقات جيدة مع كل من موسكو وبكين منعا لتشكيلهما بالاشتراك مع طهران محورا ضد الولايات المتحدة”.

ماذا عن عملية برخان بعد الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو؟ 

في الصحف الفرنسية أيضا مدعاة قلق ثانية تسبب بها الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو. “بوركينا فاسو التي باتت على خطى مالي وغينيا” لفتت “لوفيغارو”. “لاكروا” اعتبرت أن الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس “روك كابوريه” هو “سيناريو كارثي بالنسبة لفرنسا وهو يهدد مصير عملية برخان في منطقة الساحل الإفريقي” وذلك حتى لو كان الانتشار العسكري في بوركينا فاسو أقل عددا مما هو عليه في مالي” كتبت “لاكروا” في افتتاحيتها التي أشارت فيها الى أن “مهمة عملية برخان كانت احتواء المجموعات الجهادية إلى أن تصبح القوات المسلحة المحلية قادرة على أداء هذه المهمة “.

الانقلاب مؤشر فشل الحكومات المنتخبة في الساحل 

ولكن “الانقلابات المتكررة تمنع تحقيق هذا الهدف، ما يستدعي التساؤل” تقول “لاكروا” حول “ضرورة الإبقاء أم لا على عملية بركان. هل حان وقت رحيل قوة بركان والتفاوض على جدول انسحابها، كما فعل الأميركيون في أفغانستان؟” بدورها “ليبراسيون” اعتبرت أن “انقلاب بوركينا فاسو يسيء مرة جديدة الى الديمقراطيات في منطقة الساحل الإفريقي ويعتبر مؤشرا لفشل الحكومات المنتخبة أمام تقدم الجهاديين وفضائح الفساد وابتئاس الشعوب “.

الانتخابات الرئاسية الفرنسية: نقاشات تلفزيونية حاسمة 

وفي ما خص معركة الانتخابات الرئاسية الفرنسية، “النقاشات التلفزيونية ستكون حاسمة” اعتبرت “لوباريزيان” التي خصصت الغلاف للموضوع كما أنها تساءلت عن مدى استعداد الرئيس ماكرون للمشاركة ببرنامج حوار يجمع كافة المرشحين قبل الدورة الأولى من الانتخابات”. تساءلت الصحف أيضا عن كيفية إطلاقه حملته الانتخابية. ونقرأ في “ليبراسيون” مقالا عن كواليس التحقيق القضائي بتهمة اختلاس المال العام الذي استهدف إدارة مرشحة حزب الجمهوريين “فاليري بيكريس” لمنطقة “أيل دو فرنس” وتحديدا “احتمال مخالفاتها قواعد تعيين موظفي القطاع العام”.

تصريح فرنسوا هولاند يطرح أسئلة لم تكن في الحسبان

“لوفيغارو” خصصت المانشيت لنتائج استطلاع للرأي أظهر ازدياد الهوة بين الفرنسيين وممثليهم ما اعتبرته الصحيفة حجبا لثقتهم بساسة البلاد. وختاما نشير الى تساؤلات صحف اليوم حول قول الرئيس السابق فرنسوا هولاند في حوار متلفز مع بضع التلاميذ إنه ليس مرشحا في الوقت الحاضر لكن لديه تساؤلات حول جدوى ترشحه” بسبب تضاءل حظوظ مرشحة حزبه “آن ايداغو” واعدا بتصريح قريب عن هذا الموضوع” ما قد يخلط الأوراق مجددا في حال كان هولاند جاداً فعلا بقوله.