نوسوسيال

بقلم: الكاتبة حنان بديع/عن شيء ما.. تثرثر المرأة .. لكنها لا تتفلسف

856

تثرثر المرأة كثيرا وتبرع بالقفز من موضوع لآخر، لتدلي بدلوها وتتحدث في كل شيء وعن أي شيء، إلا أنهن قليلات بل ونادرات من يبدين رأيهن في ميدان الفكر والسياسة، فالمرأة العربية تحديدًا لا تحفل كثيرًا بالقضايا المجردة! فلماذا؟

ولماذا رغم تفوق هذه الأنثى في جمع طوابع الاهتمامات، إلا أنها لا تذهب في العادة لأبعد من زينتها وفساتينها، مطبخها، زوجها، إلى حدود أولادها والجيران!!

نعم وإلى يومنا هذا تبدو المرأة أكثر إصرارًا على أن تكون أكثر حسية وواقعية في اهتماماتها الفكرية تاركة للرجل مستويات أكثر رحابة، وأفكارًا أكثر تعقيدًا وشمولية ليخوضها وحده كالحرية والوطن والعدالة والفكر والفن.

لكن لا أحد يعلم هل يعود ذلك إلى طبيعة المرأة أم إلى تسلط الرجل؟ أم إلى أسباب أخرى مجهولة النسب؟ وهل تحتاج الفلسفة إلى عقل متأمل تفتقده عادة النساء؟

بمعنى أدق، هل الأسباب بيولوجية أم تربوية تاريخية؟

بكل الأحوال فلنعترف بأن الخيال والتفكير النظري لعبة الرجل وحده بينما تشكل القيم المجردة بالنسبة إلى المرأة عوالم تفتقر إلى الجاذبية الكافية لتغريها بنوع آخر من الثرثرة؟

لكن آن الأوان لنسأل ونحن في عصر المرأة المعلمة والطبيبة والقاضية والمحامية والعالمة والفنانة والسياسية، لماذا لم نلج عصر المرأة الفيلسوفة بعد؟

أين هي المرأة التي شاركت الرجل ربيعه العربي وسبقته إلى جائزة نوبل للسلام، من الاهتمامات الأكثر عمقًا وتعقيدًا من عالمها الأنثوي الصغير؟

وهل بات من الممكن الركون إلى حجة التمييز الجنسي بين عقل كل من الرجل والمرأة في وجود فيلسوفات شهيرات، كالفرنسية سيمون دي بوفوار أو الألمانية حنا أرندت اللتين غردتا خارج السرب وخاضتا المجالات النظرية بذكاء وجدارة ؟

إذا كانت أصابع الاتهام تشير إلى عزلة المرأة بين جدران البيت وتخصصها في إدارة عالمها الصغير وانفصالها عن المشاركة في المجتمع لأجيال طويلة فإن الرهان حتما سيكون على الزمن وقدرته على خلخلة هذه العزلة النفسية.

ثم إلى ذلك الوقت سنبقى أسرى سؤالنا اللقيط هذا عاجزين عن تفسير وجود المرأة الذكية واختفاء نظيرتها الفيلسوفة!

هل أخمن ببساطة بأنه لا توجد امرأة حرة، فيما الفلسفة ممارسة عشقية بامتياز، ليست بثمرة العقل وحده بل ثمرة العقل والحدس والخيال والذوق والحرية معًا.

هل أبدو كمن يصنع المفاهيم ويتلاعب بها؟

وهل هذه هي أعراض حمى الفلسفة والتفلسف؟

ربما