نوسوسيال

القراءة في الصحف العربية: تقدمها لكم سيدار رشيد

546

 

 

 

النووي الإيراني، مجلس التعاون الخليجي، والسودان من المواضيع التي عالجتها الصحف العربية الصادرة يوم الخميس 16 كانون الأول/ ديسمبر 2021.

هل ستقع حرب خليجية ثالثة؟

بداية “هل ستقع حرب خليجية ثالثة؟” وهو سؤال طرحه “جواد العناني” في صحيفة “العربي الجديد” وقد لفت الى أن “السعودية وقوات التحالف في اليمن تشدّد من ضرباتها لقوات الحوثي، في وقتٍ ترسل هذه القوات طائرات مسيرة ومفخّخة إلى المدن السعودية، فهنالك تصعيد على جبهة القتال. وهنالك لقاءات دبلوماسية مباشرة. وينطبق الحال نفسه” يضيف “جواد العناني” على “اللقاءات الإماراتية مع مسؤولين إيرانيين وإسرائيليين. وحيال هذا كله، التفسير الوحيد لما يجري أن الكل يلعب مع خصمه أو خصومه لعبة “من يرمش أولاً” أو من الممكن أن ننظر إلى الجانب المتشائم أن هذه اللقاءات الثنائية ليست إلا غطاءً للاستعدادات العسكرية الجارية، تمهيداً لحرب كبيرة ضد إيران لا يسمح لروسيا في أثنائها بغزو أوكرانيا، ولا يسمح للصين باحتلال تايوان.

ماذا وراء التحركات الإماراتية؟ 

“الإمارات تستقبل بينيت وفلسطين تدفع الثمن” عنوان افتتاحية صحيفة “القدس العربي”. هذا ليس مجرد تطبيع ولا مجرد تعاون، بل هو تحالف من النوع الثقيل: كتبت “القدس العربي” التي اعتبرت أن “الإمارات تحاول استغلاله للحصول على مكاسب من إيران، وفي المقابل تعمل على أخذ ما تريد من إسرائيل والولايات المتحدة عبر التلويح بفتح باب التصالح مع إيران”. وقد رأت “القدس العربي” أنّه “من المستحيل أن تستطيع الامارات أن تربح من الطرفين، فالكل يعرف أنها ليست في منتصف الطريق، فهي أقرب إلى تل أبيب سياسيا وأمنيا، وأقرب إلى إيران جغرافيا، وهذا بحد ذاته مصدر للتوتّر والمخاطر” خلصت “القدس العربي”.

كيف ستتصرف دول الخليج مع أي اتفاق غربي إيراني؟ 

بدوره “عبد الرحمن الراشد” اعتبر في مقاله في صحيفة “العربي الجديد” ان “السؤال الكبير هو كيف ستتصرف الحكومات الخليجية مع أي اتفاق غربي إيراني في مفاوضاتهم الحالية؟ الطرح الخليجي ليس ضد الاتفاق النووي، كما يظن البعض” كتب “عبد الرحمن الراشد” وقد لفت الى أن دول الخليج تعتبره حلاً ناقصاً لرفعه العقوبات الاقتصادية من دون إلزام نظام طهران بوقف العمليات العسكرية المزعزعة لاستقرار المنطقة، التي هي وراء الحروب والمآسي التي نراها أمامنا”.

الصراع على موارد السودان يهدد انتقالها الديمقراطي

في صحيفة “العربي الجديد” تحقيق حول “الصراع على موارد السودان” كما عنونت مقالها. تقول “العربي الجديد” أن “الصراع على موارد السودان الغنية بالثروات المعدنية والزراعية إضافة إلى الموقع الاستراتيجي، يهدد الانتقال الديمقراطي في البلاد على الرغم من الضغوط الأميركية على قادة الجيش السوداني، والتي يقابلها دعم روسي وصيني لأسباب اقتصادية واستراتيجية” كتبت “العربي الجديد” وقد اشارت الى ان “الحكومة الروسية تتجه لاستغلال العزلة الدولية التي يعاني منها المجلس العسكري الحالي لمنحه الغطاء الأمني مقابل التوقيع على حزمة أمنية اقتصادية شاملة تمنح موسكو حرية التنقيب عن الذهب والمعادن واسـتـغـلال الـنـفـط والـغـاز الطبيعي وبـنـاء قـاعـدة بحرية فـي ميناء بـورتـسـودان على البحر الأحمر شرق البلاد”.

الاستثمار السياسي في مباراة الجزائر والمغرب 

دوما في صحيفة “العربي الجديد” تعليقات على بطولة كأس العرب. “ياسر أبو هلالة” تفاءل ب “نجاح بطولة كأس العرب، تنظيماً وحضوراً ومشاركة، بمعزل عمن سيفوز فيها، ما يؤكد مقولة إنّ الرياضة تُصلح ما أفسدته السياسة” كتب “ياسر أبو هلالة”. “عمر كوش” تحدث بالمقابل عن “الاستثمار السياسي في مباراة الجزائر والمغرب” وقد لفت الى أن “احتفال اللاعبين الجزائريين فور انتهاء المباراة وحملهم العلم الفلسطيني، فيه “رسالة سياسية” بحسب “عمر كوش” وقد خلص الى ان “مردود الاستثمار السياسي لم يأتِ مثلما أراده أصحابه، إذ على الرغم من الحملات العدائية البغيضة الممنهجة، فإنّ شعوب المغرب الكبير أثبتت أنّها أكثر وعياً من حكّامها”.

واشنطن جنت على نفسها عندما تراخت مع إيران وأحرجت نفسها عندما قررت الضغط عليها

العلم الإيراني
العلم الإيراني © رويترز

الملف النووي الإيراني وليبيا وخطر المجاعة في السودان من المواضيع التي تناولتها الصحف العربية الصادرة اليوم.

الجوع يضرب السودان 

“الجوع يضرب السودان” عنوان غلاف صحيفة “العربي الجديد” التي اشارت الى انه “مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات أكثر من 400 % خلال سنتين، يـــخـــيـــم شـــبـــح المجاعة عــلــى الــســودان، وسـط أزمــة اقتصادية قـاسـيـة تـتـرافـق مـع ضـعـف الـدعـم الدولي وتعقيدات المشهد السياسي المحلي. وتــتــخــبــط الــحــكــومــة فـــي عــمــلــيــة تـطـبـيـق توجيهات صـنـدوق النقد الـدولـي مـع تزايد الهموم المعيشية للمواطنين، فيما تجدد الـصـراع في عـدد من ولايات الـسـودان” كتبت “العربي الجديد” ولفتت الى ان الأمم المتحدة اشارت الى “ان %30 من سكان السودان سيحتاجون إلى مـسـاعـدات غـذائـيـة العام المقبل، بـزيـادة 800 ألف شخص عن عام 2021”.

ليبيا: التوتّرات الأمنية تعزز احتمال تأجيل الانتخابات 

الانتخابات الليبية التي كانت مقررة الأسبوع المقبل باتت مهددة، هذا ما أجمعت عليه صحف اليوم. “اضطرابات طرابلس تهدد الانتخابات. تركيا تعلق نقل المرتزقة من ليبيا وإليها” كتبت صحيفة “الشرق الأوسط” في المانشيت. بدورها صحيفة “العرب” عنونت “حكومة الدبيبة تفشل في تجهيز المناخ الأمني لإجراء الانتخابات. الميليشيات الورقة الأخيرة لتأجيل الانتخابات الليبية”. بدورها “العربي الجديد” اشارت الى انه “قبل سبعة أيام من الموعد المحدد لإجراء الانتخابات الرئاسية الليبية، والتي ساد اعتقاد منذ فترة بأن مصيرها التأجيل، عزز عضو في مفوضية الانتخابات أمس هذا الاتجاه “. بدورها “القدس العربي” كتبت في المانشيت “التوتّرات الأمنية تعزز احتمال تأجيل الانتخابات… والمجلس الأعلى يحمّل مجلس النواب المسؤولية”. “القدس العربي” التي عنونت افتتاحيتها “إلى أين تتجه أوضاع ليبيا؟” خلصت الى ان “الانتخابات، كما كل عناصر القوة الأخرى في ليبيا، هي وسيلة إضافية للصراع، وحين لا تحقق النتائج المتوخاة منها، فإن أطراف الصراع ستعود للقتال، اللهم إلا إذا حدثت معجزة، وحصل توافق إقليمي ودولي، يمنع الأطراف المحلية من القتال”.

واشنطن حائرة في خياراتها 

الملف النووي الإيراني بما يحمله من مخاطر، من المواضيع التي اثارت التعليقات. “العربي الجديد” ركزت على “بدء وفد أميركي جولة لتشديد الحظر على إيران وسط تعثر المفاوضات. وسيزور الوفد الإمارات العربية المتحدة ودول من بينها تركيا وماليزيا والصين للتأكد من تطبيق الحظر وفرض عقوبات على بعض الشركات التي خرقت الحظر”. بدورها صحيفة “الشرق الأوسط” عنونت “إيران تتحدث عن طرح «مسوّدة ثالثة» في فيينا. ربطت تركيب كاميرات المراقبة في «كرج» برفع العقوبات” وفي التعليقات كتب “مصطفي فحص” في صحيفة “الشرق الأوسط” ان “واشنطن حائرة في خياراتها، وتفضل إبقاء شعرة «معاوية» بينها وبين طهران، فهي جنت على نفسها عندما تراخت معها وأحرجت نفسها عندما قررت الضغط عليها، لذلك فإن اليوم التالي بعد فشل المفاوضات سيكون كما سبقه” خلص فحص.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال لقائة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله ( 25 مايو 2021)
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال لقائة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله ( 25 مايو 2021) © رويترز

الوضع السياسي في تونس والملف الفلسطيني إضافة إلى العلاقات التركية العربية من بين المواضيع التي تناولتها الصحف العربية اليوم .

صحيفة العربي الجديد  : قيس سعيّد وتغيير هيئة الدولة التونسيّة 

كتب بشار نرش أن “الإجراءات” السياسية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس التونسي قيس سعيّد في خطابه أخيرا، زادت من حالة الانقسام والتباين السياسي في المشهد الداخلي التونسي،حيث يرى بعضهم أن خريطة الطريق التي وضعها قيس سعيّد،حملت إشكالا كبيرا تمثّل في ترحيل موعد الانتخابات البرلمانية إلى ديسمبر/ كانون الأول 2022، أي بعد سنة، الأمر الذي يعني استمرار عيش تونس في “إجراءات استثنائية” يحتكر فيها الرئيس كل السلطات سنة إضافية

ويأخذ بعضهم على هذه “الإجراءات” والقرارات أنّها لم تأتِ على ذكر أي دور لفاعليات المجتمع المدني والقوى السياسية في المرحلة المتبقية من الفترة الاستثنائية وتصميمه على تجاهل أي شكل من الحوار مع الأحزاب أو هيئات المجتمع المدني

العقيدة العسكرية الجزائرية: هوامش لرؤية مغايرة 

كتب أبو بكر زمال في صحيفة القدس العربي أن الشغل الشاغل لجل رؤساء الجمهورية الجزائرية هو البحث عن الطريقة المثلى للتحكم في الجهاز حتى اعتبرت مركزية اهتمامهم، كل رئيس يعبر إلا ويحمل معه رزمة من الأفكار تتعقب الجهاز، وكانت في الغالب بهدف وحيد أبدي وأزلي وهو السيطرة المطلقة

ويرى الكاتب أن ن إصلاح كل المؤسسات العسكرية أمر دون التفكير بعجالة في إخراجها من العتمة والظلال والعقيدة التقليدية التي مر عليها الزمن والوقت وشاخ غير ممكن، و المطلوب ليس فقط تحديثها من حيث الهياكل والبنية التحتية والأطر والتصنيع والواجهة، بل هندسة روحها وإذكاءها بقيم جديدة أكثر سلاسة وفاعلية تترافق مع التحولات الكبرى التي تتزاحم على مشارف المستقبل.

فلسطين وأميركا: الحاجات أُم التنازلات 

كتب نبيل عمرو في صحيفة الشرق الاوسط أن الفلسطينيين ذهبوا  إلى ثنائيتهم المعهودة، وهي أن كل التنازلات أو التحولات التي تتم بفعل الحاجة لا تزال تغطى بشعارات نقيضة تُختصر غالباً بجملة «التمسك المبدئي بالثوابت»، وهذا الانفصام بين اللغة والسلوك وجد حلاً ناجعاً وفعالاً عند الأميركيين؛ فهم مع «الثابت الفلسطيني» بحق إقامة دولة قابلة للحياة، ولكنهم مع تأجيل هذا الثابت السياسي لمصلحة ترجيح كفة المتحول الاقتصادي، وهذا المخرج الأميركي لا يوفر للقيادة الفلسطينية تقدماً نحو الهدف الأساسي بقدر ما يغطي توغلاً في الحل الاقتصادي.

وفق نظرية «الحاجات أمُ التنازلات والتحولات» .إن القيادة السياسية الرسمية تسوّق خيارها الاقتصادي بدافع الضرورة، فماذا تفعل وقد بلغت حافة الكارثة على الصعيد المالي؟ ثم ماذا يفعلون في أمر تفضيل الحل الاقتصادي على السياسي ما دام العرّابون الفعالون يريدون ذلك؟

موسم التطويق السياسي لتركيا 

كتب محمد أبو الفضل في صحيفة العرب أن تركيا استغلت  تدهور الأوضاع العربية ونجحت في توظيف بعض الأوراق السياسية الفترة الماضية، بما ساعدها على كسب نفوذ طالما سعت له ، ولم يغير النظام التركي حساباته مع الدول التي خاض معها جولات من المشاحنات، لكنه أدخل تعديلا في سياساته معها ودخل في محادثات مع بعض القوى المختلف معها، حققت نتائج متفاوتة، وفي المحصلة هدأت المشاحنات التي تصاعدت الأعوام الماضية.

وحسب الكاتب ان لدى الدول العربية التي قبلت بالتقارب أو تطبيع العلاقات مع تركيا أوراق سياسية يمكن أن تستثمرها في ممارسة ضغوطها على أنقرة إذا وجدت لذلك ضرورة ومن دون حاجة إلى الدخول في مواجهات خشنة، خاصة أن الأجواء التي وظفتها تركيا ومكنتها من توسيع نفوذها في كل من سوريا والعراق وليبيا آخذة في التراجع.