نوسوسيال

كتب حسن ظاظا : الكرد و دورهم في بناء الدولة السورية

322

 

شارك الكرد في سوريا، بشكل فعال في نهضتها وذلك منذ استقلالها عن الحكم العثماني وحكم الانتداب الفرنسي على البلاد السورية.

بالرغم من كل الصراعات والخلافات الداخلية والاقليمية في سوريا وبلدان الشرق الاوسط، بقيت مواقف الكرد في سورية ثابتة  ومبدئية في بناء سوريا الجديدة، سوريا المستقبل بعد رحيل كل الانظمة الاستبدادية التي حكمت البلاد على قاعدة العشيرة والقبيلة والعائلة والطائفة وهكذا حال كل الانظمة في البلدان العربية والشرق الاوسط ايضاً.

حيث بات الكرد اليوم، الركيزة الاساسية للحفاظ على وحدة سوريا بمشروع جديد يضمن مشاركة كل المكونات المجتمع السوري بتجربتهم الجديدة وهي الادارة الذاتية الديمقراطية في روج افا، والتي تشكل الحل الامثل لبناء سوريا جديدة حرة ديمقراطية تعددية، حيث ان الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا تربة ناجحة وهي خير دليل على وحدة مكونات المجتمع كافة.

كما ويشكل الكرد جزءاً اساسياً من النسيج السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي في سوريا على مر العصور والعهود، ولهم حضورهم في التاريخ السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي ايضاً.

وقد برزت منهم قيادات سياسية وثقافية ودينية وإدارية في العهد العثماني، وفي العصر الحديث، بالإضافة الى مساهماتهم الكبيرة والكثيرة في تاريخ النضال الوطني السوري ضد الاحتلال العثماني تحت شعار “الخلافة الاسلامية” والاحتلال الفرنسي، للسيطرة على الخامات الموجودة في البلاد السورية ومن اجل مصالحها الاقتصادية والسياسية، وقد تبوء الكرد الاوائل مناصب عليا في قيادة الثورات السورية والتصدي لأعداء الوطن السوري من اجل وحدة سوريا حرة ديمقراطية تعددية.

الدور الكردي في الثورة العربية الكبرى

ومن بين الثورات الكبيرة التي جرت والدور البارز الذي لعبه الكرد فيه هي الثورة العربية الكبرى، حيث ساهم الكرد في الثورة العربية  الكبرى ضد العثمانيين  في سوريا وبلاد الشام مع الشريف حسين بالمال والرجال والسلاح وعلى الصعيد العسكري؛ ولا بد هنا من ذكر اسماء الضباط الكرد الذين انشقوا عن الجيش العثماني وانضموا الى الثورة العربية الكبرى مع نخبة من الضباط العرب وجميع هؤلاء الضباط كانوا من اعضاء جمعية العهد التي تأسست عام 1914 في اسطنبول بهدف الحصول على الاستقلال الذاتي للبلاد العربية وكردستان داخل الامبراطورية العثمانية التي احتلت بلاد الكرد، كردستان، والبلدان العربية تحت شعار “الخلافة الاسلامية”، وقد اغفل الكثير من المؤرخين العرب الموالين للانظمة الدكتاتورية، دور الكرد في بناء الدولة السورية  ودورهم التاريخي في تحري واستقلال مصر وبلاد الشام وتوحيدهم، كما اغفل المؤرخون الدور الكبير لباني مصر الحديثة،  محمد علي باشا، وهو من اصل كردي من مدينة آمد الكردستانية (ديار بكر) في شمال كردستان ودور ابنه إبراهيم باشا، وهناك خطأ تاريخي تقصده المؤرخون العرب وذلك بتزوير نيبه بجعله البانياً.

وقد قدم الكرد الدعم المالي لهذه الثورة وقاموا بجميع التبرعات من الكرد في سوريا ومن المهاجرين العرب والكرد في امريكا وجمع الاموال من الجمعيات السورية في الولايات المتحدة الامريكية، ومن ابرز النشطاء الذين قاموا بحملة التبرعات من الكرد في سوريا هم:

-عبد القادر ميرزو وهو من العشيرة المشكينية المعروفة في مدينة ماردين وكردستان.

-علي كيكي من عشيرة كيكان الكردية وخال المناضل الكردي الدكتور حسين توفيق كيكي المؤسس لاتحاد طلبة كردستان في المانيا.

-حسين رقية من عشيرة ملان (مللي) الكردية.

-ابراهيم بايرو الزازي مستشار الرئيس الامريكي السابق (ويلسون) للشؤون الزراعية.

وهؤلاء كانوا عام 1912  في الهيئة التأسيسية لحزب اللامركزية الادارية الذي عقد مؤتمره التأسيس في القاهرة.

الضباط الكرد في جمعية العهد

اسس جمعية العهد الضابط الكردي المصري عزيز علي للعمل داخل صفوف الجيش العثماني بهدف استقلال البلاد العربية وكردستان معتمداً بشكل سري على الضباط الكرد والعرب داخل صفوف الجيش العثماني وقد عمل معه كل من الضباط الكرد في سوريا والعراق وهم:

_ الضابط المدفعي يوسف العظمة الكردي الدمشقي الذي حمل حقيبة الدفاع الوطني للبلاد السورية في حكومة ملك سوريا الدستورية عام 1918 فيصل ابن الشريف حسين قائد الثورة العربية الكبرى، حيث يعتبر الشهيد يوسف العظمة اول وزير للحربية في البلدان العربية.

-الضابط حسني البرازي الذي اصبح رئيساً لوزراء سوريا في خمسينيات القرن الماضي.

-الضابط خليل بكر ظاظا الذي ساهم مع الملك عبدالله ابن الشريف حسين في تأسيس المملكة الاردنية الهاشمية.

-الضابط علي جودة الايوبي الذي اصبح رئيساً لوزراء العراق في ثلاثينيات القرن الماضي، وهو كردي الابوين من مدينة الموصل.

-الضابط رشيد مدفعي الذي ساهم في الثورة العربية الكبرى وعينه الملك فيصل ابن الشريف حسين مستشاراً للشؤون العسكرية مع الضابط خليل بكر ظاظا، ولرشيد مدفعي وخليل بكر ظاظا مساهمة كبيرة في تأسيس المملكة الاردنية الهاشمية بالتعاون مع المشرع والكاتب الصحفي علي سيدو الكوراني مع الملك عبدالله الاول.

– الضابط جميل مدفعي الذي اصبح رئيساً لوزراء العراق في اربعينيات من القرن الماضي، وهو  من اب كردي وام عربية.

– الضابط الكردي نوري السعيد الذي تنكر لكرديته واسمه نوري بن ملاطه القره غولي وهو من عائلة كردية هاجرت من القرى الكردية التابعة لمدينة قونية في تركيا، وقد حمل حقائب وزارية عديدة مع حقيبة رئاسة الوزراء حتى انقلاب عبد الكريم قاسم عام 1958.

شارك الكرد في سوريا، بشكل فعال في نهضتها وذلك منذ استقلالها عن الحكم العثماني وحكم الانتداب الفرنسي على البلاد السورية.