نوسوسيال

الصحف العربية ..انقلاب في السودان وأزمة سياسية في العراق

454

الانقلاب العسكري في السودان إضافة إلى مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية العراقية، والجدل حول الكاتب إيريك زمور في فرنسا، من بين أبرز المواضيع التي تناولها الصحف العربية اليوم في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

السودان: إما سلطة مدنية، وإما ثورة أبدية 

كتب راتب عشو في صحيفة العربي الجديد أن عسكر السودان لمسوا أن سبيل المسار الانقلابي ليس سالكاً سواء بسبب المواقف الخارجية، أو بسبب الجهوزية الشعبية، فاختاروا “السياسة” أولاً بالرهان على تفتت القوى المدنية، وثانياً من خلال ترتيب مواكب موالية للجيش تطالب بتوسيع الشراكة، بغرض إدخال قوى أخرى مساندة للجيش، وإشاعة حالة شارع ضد شارع. ثالثاً، من خلال إجراءات خشنة، مثل تقييد حركة بعض الوزراء وبعض مسؤولي “لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد” التي تهدف إلى تفكيك النظام القديم، إضافة إلى عرقلة عمل اللجنة بإصدار تعليمات بانسحاب القوات العسكرية التي تقوم بمهمة حراسة العقارات والأصول المستردّة من عناصر النظام القديم.

ويرى الكاتب أن تشتت القوى الديمقراطية وتباين مواقفها في الصراع الجاري قد يكلفها غالياً، ويعيد دورة الصراع إلى نقطة البداية.

لماذا تنتخب الشعوب قادة غير مؤهلين؟ 

تساءلت هيفاء زنكنة في صحيفة القدس العربي ما الذي يجعل الشعوب، سواء كانت عريقة الديمقراطية كبريطانيا وأمريكا أو مستحدثة الديمقراطية كالعراق، تختار لقيادتها، في العقد الأخير، خاصة، حكاما يتميزون بأنهم غير مؤهلين إما سياسيا أو أخلاقيا أو عقليا.

وترى الكاتبة أن عملية الاختيار الديمقراطي لا تخلو من الانتقام العام، حيث يلجأ المواطن للتصويت ضد مرشح حزبه الذي طالما ناصره حين يُصاب بخيبة أمل في سياسة الحزب تجاه مسألة أو قضية يعتبرها مبدئية. أو تلجأ الجماهير للتصويت لصالح شخص لا ينتمي لأي حزب كان وغير معروف نسبيا انتقاما من الأحزاب المنشغلة بالفساد والمصالح الشخصية، وهو ما حدث في تونس، حين أُنتخب قيس سعيّد رئيسا للجمهورية وبأعلى نسبة من الأصوات.

سنوات العراق…المُقْفِرة والمُفْقرة 

كتب داود الفرحان في صحيفة الشرق الأوسط أن الميليشيات الإيرانية في العراق لم تفق بعد من هول الصدمة التي توقعتها معظم الأحزاب والحركات والشخصيات السياسية العراقية باستثناء قادة تلك الميليشيات الإرهابية. واكتشف حاملو الأسلحة المنفلتة فجأة أن زمن قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الإيراني قد ولى في العراق  وأن المرحلة المخجلة التي كان فيها سليماني يقول للسياسيين العراقيين سواء من المنافقين أو الموالين لإيران: «كونوا…» فيكونون، قد طويت بلا رجعة وإلى الأبد.

ويرى الكاتب أن المعركة طويلة وليست سهلة لكنها لن تخرج عن السيناريو الإيراني الذي تعاونت معه الولايات المتحدة منذ أول أيام الغزو إلى أن انقلب السحر على الساحر. أما الولايات المتحدة المسؤولة عن كارثة العراق المزمنة فقد «نأت بنفسها» عن الانتخابات، وهي على وشك الهروب الكبير كما فعلت في أفغانستان.

إيريك زمور.. الشبح المرعب الذي يحوم حول الإليزيه

كتب حميد زنار في صحيفة العرب أن خطاب إيريك زمور هو نتيجة لتقاطع تأثيرين كبيرين: الهوية القومية التي تبلورت في نهاية القرن التاسع عشر، والنزعة الشعبوية الحالية التي تنامت مع دونالد ترامب في الولايات المتحدة، وفيكتور أوربان المجري في أوروبا وغيرهما. مضيفا أنه مع سطوع نجم زمور كمثقف احتجاجي مناهض للنخب السياسية المحترفة وآتٍ من خارج الفضاء السياسي التقليدي، وفي تناغم مع موجة “إرحلوا جميعا” التي مسّت أوروبا والعالم بأسره في السنوات الأخيرة، كان من الحتمي أن تصبح مارين لوبان أمامه مجرد امرأة سياسية من الحرس القديم يجب أن ترحل كغيرها.

أقوال زمور قديمة، يعلق الكاتب، قدم الحركة اليمينية المتطرفة في فرنسا، وأصبحت صادمة بسبب تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام . وما أعطى لتلك الأفكار قوة وشعبية هو شخصية الرجل الهادئة، وعودته المتكررة إلى ذكر أحداث التاريخ الفرنسي.