نوسوسيال

بقلم / فخري كيكاني : فلكلور الكوردي لعشائر الكيكان والملان ارض الاجداد

656

                                                        موجز عن تاريخ قبيلة الكيكان الكردية
تعتبر قبيلة الكيكان من القبائل الكردية العريقة في تاريخ كردستان وبالعودة الى المصادر التاريخية فان اول ذكر لهذه القبيلة كان في عام ( 1059 ) م ، حيث أشار المؤرخ ( المسعودي ) في كتابه ( الاشراف والتنبيه ) الى قبيلة الكيكان مع ( 28 ) قبيلة أخرى تسكن مابين الموصل والفرات ، وبالعودة الى أماكن وتواجد هذه القبيلة في الجزيرة السورية فهي امتداد لسهول ماردين الى جبال عبدالعزيز في الحسكة السورية .. وشرقا من ملية خضر آغا وحتى ملية إبراهيم باشا غربا .ويخترقها عددا من الأنهار مثل ( نهر الجرجب – ونهر الخابور – ونهر الزركان – وجطل ) ، كما تقع في هذه الجغرافيا هضبة مرتفعة على شكل جبل صغير يسمى ( kepez) ، وقبيلة الكيكان هي من اكثر القبائل التي دافعت عن هويتها القومية ومن اكثر القبائل المتمسكة بأرضها وحدودها ، ودفعت ضريبة إنتمائها القومي على مر التاريخ ، وتتميز قبيلة الكيكان عن باقي القبائل والعشائر الكردية الأخرى بأنها حافظت على الاصالة الكردية من لغة وموروث قبلي ، والكيكان مضيفون جيدون للضيوف ولم يقبلوا يوما ما الذل والظلم والاضطهاد على انفسهم من أي كان ، ومستعدون دوما للنجدة والإغاثة إذا ماطلب منهم ذلك ومعروفون بالشدائد والملمات ، ويتميزون بحماية من يدخل عليهم ( الدخيل ) ويدافعون عنه دفاعا مستميتا ولم يسلموا دخيلهم يوما ما ومهما كان الثمن ، ولغتهم الأم هي الكردية الكرمانجية البوتانية العذبة .والكيكان تعتبر من أكبر القبائل الكردية في ( كردستان الغربية ) رؤزئافا ، ومنتشرة في جغرافيا شاسعة تزيد على المائة قرية ، وقبيلة الكيكان تتكون من عشائر تسمى بأسماء آبائها او مناطق سكناها وقبيلة الكيكان تتكون من شقين ( كيكان جركان ) وهم (أومران_ الازيزان – الشكران – باديني- هاجكا- ملاحظة الهاجكا من العشائر المليةلكن يقطنون هذه المنطق منذ تأسيسها-السمعيلان – النجارى – السروخان – الرماكا – الهيسكا – الموريكا – الميرممي – برهيم زركا – العلي خانا – البحرافا – شمشكا (بيت عبدالعزيز الرستم ) – الشيخان ( سادة ) – آل داؤود – الكلشية (قلندرية ) . (وكيكان خلجان ) وهم الذين يقطنون غرب نهر الزركان وكان اميرهم سابقا ( دلي ميرخان الكيكي ) ، وهذا حسب ماذكره الكاتب التركي ( ZIYA GOKALP ) في كتابه دراسة عن عشائر الاكراد في تركيا ، والكيكان معروفين بتكوينهم القبلي بانهم من القبائل النصف سيارة ( المترحلة ) سابقا حسب بعض المصادر التاريخية وكانت قبيلة الكيكان تتميز بالتنقل والرعي بين المراعي موسميا ، حيث كانت تشتوا في سهل الموصل وتتحول بحلول الربيع الى مراعيها الصيفية بالزوزان وفي مناطق ماردين و ديار بكر و بينكول ، وهذه القبيلة من القبائل العريقة في أصولها وعاداتها وتتميز بالشجاعة والكرم والجود والولاء لاوطانها ورؤسائها ، وبخصوص الموطن التاريخي لهذ القبيلة فهو ( سهل ماردين ) وهذه المنطقة تقع في غرب كردستان وأغلب القبيلة يعيشون في هذه المنطقة ، وقسم من القبيلة تستقرشمال خط ( سايكس بيكو ) 1916 م والقرى والاقضية المحيطة بها ، والمقصود بها كردستان تركيا ،وقسم آخر من القبيلة يقيم في جنوب كردستان على ضفاف نهر دجلة والمقصود بها هو ( سهل الموصل ) شمال مدينة الموصل مافة 30 كلم تقريبا . وخصوصا في قرى ( تل عدس – منارة – تلسين – مسقلاط – كاني شيرين – سيمحلا – محوير ( ده حلا ره ش ) بابنيت – باطط – رونك – كرخوش – ديرهال – بازلان – حسن جلاد وقرى أخرى يصل عددها الى ( 27 ) قرية ، وحسب بعض المصادر التاريخية قسم من القبيلة تم تهجيرهم مع بعض القبائل الى خراسان ( أيران ) في مناطق كيكانلو ( بنجركورد – اسفرايين – آشخانة – كليدر وغيرها من المناطق . في عهد الدولة الصفوية ، وقسم آخر من القبيلة يقيم في الشام في ( حي الكيكية ) وفي عهد الدولة العثمانية تعرضت قبيلة الكيكان في العراق في عهد الأمير ( إسكان آغا ) السمعيلاني الكيكي الى فرمانات عثمانية وآخر هذه الفرمانات كانت هي التي حصلت بحق عائلة وشخص الأمير ( إسكان اغا ) السمعيلاني الكيكي الذي كان يرأس قبيلة الكيكان آنذاك ،وذلك بسبب إمتناعه عن دفع الضرائب للدولة العثمانية وعدم السماح لشباب قبيلته من الذهاب الى الخدمة العسكرية الإلزامية العثمانية وبسبب هذا حصلت العداوة بينه وبين الدولة العثمانية الى درجة ان راح يتعرض للقوافل العثمانية الاتية من استانبول الى العراق ويضربها ويقتل الجنود العثمانيين ، وبفرمان عثماني تم القاء القبض عليه هو والشيخ عبدالكريم الجربا شيخ قبيلة الشمر العربية وتم اعدامهم في الموصل في سنة 1804 / 1805. ويعد إعدام إسكان آغا حصلت نكبة كبيرة في في حياة قبيلة الكيكان وسببا في تشتتها ، فقسم من القبيلة لجأ الى شمال العراق في منطقة البرواري في زاخو ، وقسم آخر لجأ الى الرمادي في غرب العراق وقسم آخر لجأ الى سوريا وتركيا كما حصلت قبلها نكبات أخرى في تاريخ هذه القبيلة مثل ( مقتل تمر بك الزه رى ) في معركة كمالا ومقتل الباش اغا اللاوند ( احمد محمد الخليل الكيكي ) سنة 1780 م في ضواحي بغداد .
والكيكان لها صلات حميمة مع العشائر الكردية والعربية ، ومن العشائر الكردية ( اتحاد الملان والدقورية و الآشيتية والبيتوات والحسنيان و البرازية والجرجرية والهسنيان والموسى رشا و الدوسكية والسليفاني وغيرهم ) ولهم علاقات مع العشائر العربية بحكم المصاهرة والجيرة والجغرافيا مثل ( الحديديين و الخوابرة و الجحيش والعكيدات و الجبور ) ، وكذلك لهم علاقات صداقة وجيرة مع الايزيدية والمسيحيين والتركمان وغيرهم من أطياف المجتمع العراقي .
والكيكان مسلمون سنة وقسم منهم شيعة على مذهب الجعفرية وهم قلة قليلة من كيكان شرق الموصل ووسط وجنوب العراق في منطقة الحلة – الديوانية ( قضاء عفك ) . ولغة الكيكان الأم هي الكردية الكرمانجية البوتانية الا ان قسم من كيكان تلعفر وكركوك يتحدثون باللغة التركمانية وقسم من كيكان الموصل يتحدثون باللغة العربية ، وكيكان شرق الموصل في منطقة برطلة وباصخرة وجبل زرتك يتحدثون اللغة الشبكية وهم من عشيرة الاومران الكيكية ، وهذا بسبب المصاهرة والمعاشرة والجغرافيا والسكن ، وكيكانلو خراسان ( ايران ) يتحدثون اللغة الكردية الصورانية والفارسية .
والحياة المعيشية للكيكان سابقا كانت تقتصر على الزراعة وتربية المواشي ، اما الان فيشغلون أغلب الوظائف الرفيعة ومن كل الاختصاصات في الدول التي يتواجدون فيها ، والكيكان يتواجدون في كل من العراق وتركيا وايران ومصر وهلال الخصيب ( بلاد الشام ) والسعودية والحدود الروسية ، وقد ذكر أغلب المؤرخون العرب القدامى أن الكيكان من القبائل الكردية الأساسية القديمة جدا ، مثل المؤرخ العربي ( علي بن الحسين المسعودي ) المتوفي سنة ( 346 ) هجرية حيث ذكر قبائل الاكراد في زمنه في كتابه ( الاشراف والتنبيه ) طبعة مصر صحيفة / 78 اما في طبعة بيروت ففي الصفحة /87 حيث قال الاكراد كالاتي : ( البازنجان – الشوهنجان – الشاذنجان – البوذيكان – المشاورة – اللوران – الجوزقان – الجوانية – البارسيان – الجلالية – المستكان – الجابارقة – الجروغان – الكيكان – الماجردان – الهذبان ) اما في عصر ( عمادالدين زنكي ) بن آق سنقر السلجوقي فقد ذكر المؤرخ العربي ( القلقشندي ) المتوفي سنة ( 821 ) هجرية ، وطذلك ( المقريزي ) وكذلك ( ابن الاثير الجزري ) فقد ذكروا قبائل الكرد كالاتي المحيطة بالموصل في عصرهم وهي ( الجوزقان – الزوم – اللر – الجلالية – الجوانية – الداسنية – الدنبلية – الكورانية – الهذبانية – البشنوية – الشاهنجانية – الرلجية – اليزولية – المهرانية – الزرارية – الشنبكية الحميدية ) .
إلتحق الكيكان بالأيوبيين وانتقلوا الى مصر إلا أن دورهم السياسي غائب في التاريخ الأيوبي ومنهم الأمير ( عزالدين خضر بن محمد الكيكاني ) ، وقد ذكر المؤرخ ( القلقشندي ) بأن جيش صلاح الدين الايوبي كان يتكون غالبية جيشه من الكرد ومعهم بعض العرب والتركمان ، وذكر بان جيش صلاح الدين الايوبي كان جناحه الأيمن من قبيلة الهكارية والميسرة من القبيلة الكيكانية والمؤخرة من القبيلة الزرارية ، وطبعا كانت معهم قبائل أخرى ولان المؤرخ لايمكن أن يحصي جميعهم ، ويعد القلقشندي في ( صبح الاعشى ) في الجزء الرابع صحيفة (373 – 973 ) عشرين طائفة من الكرد ومناطق سكناهم وعدد محاربيهم وأسماء أمرائهم ، كما يعدد طوائف أخرى من الكرد الذين تفرقوا بعد اجتماع ، اما المؤرخ ( محمد أمين زكي ) في كتابه خلاصة تاريخ الكرد والكرستان وفي تاريخ الدول والامارات الكردية في العهد الإسلامي فيعد أربعة عشرة دولة ثم يعدد الامارات الكردية في مناطق الجبال والجزيرة ودياربكر وفي انحاء الشام ولبنان خمسة وثلاثون إمارة ولكن مع ذلك نقول ( محمد أمين زكي ) مؤرخ حديث وليس قديم .
وقبيلة الكيكان كانت إحدى القبائل الرئيسية مع قبيلة الهكارية في جيش ( صلاح الدين الايوبي ) في تحرير القدس من ايدي الصليبيين سنة ( 583 ) هجرية ، ثم شاركت ضمن جيش ( توران شاه ) حين أرسله أخاه السلطان ( صلاح الدين الايوبي ) بالقضاء على الداعية في اليمن الذي ادعى بانه ( المهدي المنتظر ) وقضوا عليه وبقوا في اليمن ( 50 ) سنة ، وفي عهد الايوبيين كانت قبيلة ( الكيكان ) تحت أمرة صلاح الدين الايوبي مع قبيلة الهكارية والزرارية وغيرهم وكانوا في الشام ثم في مصر وفي الجزيرة ( ديار بكر – ماردين – اورفا – الموصل ) وغيرها من البلدان حسب الحاجة والضرورة بعد سقوط الدولة الايوبية لم نجد في صفحات التاريخ ذكر لهذه القبيلة سوى شرفخان البدليسي في كتابه ( شرفنامة ) و المؤرخ الروسي ( شاميلوف ) في كتابه ( الاقطاع عند الكرد )، حيث ذكر هذا المؤرخ بان بيكوات ديار بكر وماردين كانوا يظلمون العشائر الضعيفة من الاكراد والنصارى ويفرضون عليهم الاتاوات ويشغلونهم بالسخرة ، حتى تذمر هؤلاء المستضعفون وهجروا المنطقة الى جبال ( كورديك ) وهناك تزعمهم رجل اسمه ( تالور ) واسم زوجته ( غزالة ) ونظموا انفسهم تنظيما حربيا جيدا وكونوا جيشا قويا وهجموا على ( بيكوات ) ديار بكر وماردين وقتلوا البعض منهم وكادت ثورتهم ان تنجح لو لا ان ادركهم من الخلف ( تيمور باشا ) رئيس قبيلة الكيكي القوية وابادهم كاملة وسميت هذه المعركة ( تالوريكا ) وكانت في القرن السابع عشر الميلادي وهذا موجود في أرشيف إذاعة ييريفان في أرمينيا بصوت احد المغنين الكرد في ييريفان ، هذا ماقاله المؤرخ الروسي ( شاميلوف ) وذكر شجاعة وبسالة ( غزالة ) زوجة ( تالور ) وترجم كتاب ( شاميلوف ) الاقطاع عند الكرد الى العربية ، حيث ترجمه الأستاذ ( كمال مظهر احمد ) أستاذ كلية الاداب في جامعة بغداد ونشر بداية 1972 – 1973 م .
المصادر/
1- صبح الاعشى في كتابة الانشا ج / 4
2- الاشراف والتنبيه للمسعودي
3- السلوك في معرفة الملوك للمقريزي
4- خلاصة تاريخ الكرد و الكردستان / محمد امين زكي
5- عشائر الشام
6- تاريخ الفيوم
7- الاكراد من القرن السابع الى القرن العاشر الميلادي / ارشاك بولاديان
8- تاريخ الموصل / علي الصوفي
9- الاقطاع عند الكرد / شاميلوف
10 – تاريخ الدول والامارات الكردية / محمد امين زكي
11 – كتاب Ziya Gokalp دراسة عن العشائر الكردية في تركيا
12 – الشرفنامة / للبدليسي