نوسوسيال

الكويت من مظلومية (صدام) إلى الظالم في عفرين

921

 

الكويت التي كانت من الدول المحايدة والتي لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى في كثير من الأحيان وفق ما هو معروف عنها خلال العقود الأخيرة وخاصة العقد الأخير فيما كان يُسمى بثورات الربيع العربي، إلا أنها باتت تطفوا على السطح معلومات مؤكدة عن دعم وتمويل المؤسسات الخيرية التابعة للاخوان المسلمين في الكويت لمشاريع استيطانية لعوائل وارهابيي ومرتزقة تم استخدامهم من قبل اردوغان في حروبه العبثية في سوريا والعراق وليبيا وأرمينيا واليمن والآن يتم ترحيلهم إلى أفغانستان لاستكمال استخدامهم كإنكشاريي اردوغان والإسلام السياسي لنشر الفوضى في كل مكان تطأه نعالهم.
كلنا نعلم كيف أن الثورة السورية تم تغيير مسيرتها وعسكرتها من قبل اردوغان الذي استطاع من خلال دغدغة مساعر البسطاء بشعارات دينية وتحويلهم إلى مجرد مرتزقة يقاتلون من أجل القتل والمال بعدما حولوا مبادئ الثورة إلى جمع الثروات على حساب الشعب السوري أولاً وشعوب الدول التي ارسلهم أردوغان إليها ليعيثوا فساداً وخراباً وقتلاً فيها. وهو كان في الدول التي تم زجهم فيها باسم الدين والمال، وكثيرة هي وسائل الاعلام التي كشفت هذه الحقائق للرأي العام العالمي وأنهم ليسوا سوى مرتزقة وبنادق مأجورة تحت الطلب.
رغم كل الحقائق والمعلومات الموجودة وغير الخافية على سذج الناس الذين يتابعون ما يجري في الشمال السوري من تغيير ديموغرافي يتم على قدم وساق من قبل هذه الفصائل المرتزقة والمدعومة من أردوغان بشكل مباشر، حيث تم تهجير سكان المدن التي احتلوها مثل عفرين وسريكانية/رأس العين وكري سبي/تل أبيض وغيرها الكثير من المدن التي لاقت نفس المصير بدخول خفافيش الظلام وأنيابهم تقطر دم سكان هذه القرى والمدن والمناطق التي احتلوها.
الان وبعد كل ما يجري نسمع ونرى أن بعض المؤسسات الخيرية والمحسوبة على الاخوان المسلمين والمسجلة بشكل رسمي في دولها، نراها تقدم الدعم وترسل التمويل لبناء مستوطنات فيها بعد طرد سكانها الأصليين من قراهم وأرضهم. هذه المستوطنات التي تحولت إلى بؤر لتفريخ مرتزقة آخرين يتم إعدادهم من الآن ليكونوا بنادق مأجورة مستقبلاً للقتل والاغتصاب والفساد برعاية المال الذي تم تقديمه من قبل تلك المؤسسات الخيرية التي تدعي أنها تفعل خيراً لكنه في حقيقة الأمر تحفر شراً في صفحات تاريخها الذي سيكون وصمة عار عليها في قادم الأيام.
أسئلة ربما يمكن طرحها على المعنيين في الأمر أو من يدّعون أنفسهم مثقفين وسياسيين وأكاديميين في دولة الكويت من قبيل؛ ما هدف الحكومة الكويتية في معاداة الشعب الكردي؟ ولماذا تشارك دولة الكويت في تدمير جغرافية الكرد؟ ولماذا حكومة الكويت تشارك الاتراك في محاربة الشعب الكردي المسلم والمسالم؟
هل نسيت أم تناست الحكومة الكويتية حينما احتل صدام الكويت وشعبها وشردهم في بقاع الأرض، لتأتي اليوم لتسير على خطاه وتدعم احتلال تركيا لجغرافية شعب تعاطفوا معها يوماً ضد الطاغية صدام. كيف تحولت الكويت من حالة المظلومية التي عاشتها وعانت منها كثيراً حتى تعاطفت الكثير من الشعوب معها التي فتحت أبوابها للشعب الكويتي وقدمت لهم كل الدعم والمساندة لحين تحرير أرضهم من نظام صدام الدكتاتوري المستبد؟ كيف تحولت هذه الكويت المظلومة إلى دولة تسير على درب قاتلها ومحتليها لتقوم بتقديم الدعم لتركيا لاختلال مدن ومناطق في شمالي سوريا والتي بدأت مع احتلال عفرين. عفرين المحتلة من قِبل مرتزقة أردوغان وجيشه منذ ثلاث سنوات، نرى الآن المؤسسات الخيرية الكويتية تمول مشاريع بناء المستوطنات لتكريس التغيير الديموغرافي فيها بعد أن تم تهجير وطرد سكانها الكرد الأصليين منها.
أهذا الذي كان مأمولاً من دولة الكويت التي عانت هي بنفسها الاحتلال والظلم والقتل والتهجير، لتتحول إلى مجرد دولة تبني المستوطنات لمرتزقة قتلوا وهجروا سكان نفس الأراضي التي يتم بناء المستوطنات عليها. وتحت اسم (قرية كويت الرخمة “الرحمة”)، والتي تم افتتاحها مؤخراً أعطت الكويت بأنها تعيش حالة من البحث عن وجودها بعد اغترابها عن حقيقتها. وربما تكون الكويت قد تم احتلالها ثانية من قبل الاخوان بعد الاحتلال الصدامي الأول. حينها على دولة الكويت أن تحرر نفسها من الاحتلال الاخواني الثاني لأنه أخطر بكثير من الاحتلال الأول.
نأمل من حكومة الكويت أن تعيد النظر في سجل مؤسساتها الخيرية وخاصة المرتبطة بالاخوان المسلمين وأين يصرفون أموالهم ويرسلونها، وإلا إن بقيت صامتة عمّأ تفعله وتموله هذه المؤسسات حينها يمكن اعتبار هذا الصمت هو قبول ما تقترفه أيديهم من ذنوب لا يمكن غفرانها لأنها تساعد على القتل والتهجير والفساد، وكل ذلك باسم الدين و “الله أكبر”.