نوسوسيال

 طرطوس : أضوء على*مهرجان الخوابي الرابع لعام 2021

427

                                                                                       

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,       كتب : أمين المير ميرزا ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

على جبال الساحل السوري ..المطلة على شاطئ طرطوس وفي منطقة نهر الخوابي اقيم مهرجان الخوابي السنوي في دورته الرابعة بالمدرسة المحمدية العريقة.                                                                وحول هذا المهرجان ، ورمزية المكان تحدث السيد اللواء المتقاعد الشاعر علي الجندي مدير المهرجان قائلا كانت فكرة… وأصبحت واقعاً ..بالتعاون مع لفيف من المهتمين والعاملين بالحقل الثقافي، والمؤمنين بقوته ..اسسنا  مهرجانٌ يُحيي هذا المكان الفريد ببنائه وغاية إنشائه التنويرية. فهذه المدرسة لها رمزيتها التنويرية الشاملة لكافة الأطياف.. وقد أُحْدِثَتْ منذ عام 1929 عند زيارة سمو الأمير علي شاه لِرَعِيّتِه من الطائفة الاسماعيلية في منطقة الخوابي لتفقد أحوالهم… وعندما طلبوا منه أن يؤمّن لهم مسجداً للصلاة، سألهم عن تعليم أولادِهم فأجابوه أنهم يذهبون للكتاب/ أي عند الشيخ، يحفظون القرآن. فكان ردّه أنِ الصلاة أين اتجهت قِبلة الله، والأَوْلى هو أن يبنى مدرسة لتعليم الأولاد فهم الذين يبنون المجتمع.. فكانت هذه المدرسة، والتي استقدمت المدرسين من كافة الدول العربية؛ من مصرَ و الأردن وفلسطين وغيرها… حيث كان هناك طابق أول عبارة عن صفوف للتعليم، والطابق الثاني مكان إقامة للمدرسين.. يتفاعلون مع المجتمع المحلي ويبنون العلاقات الراقية، وما زالت آثارها حتى الآن، فكان التمازج الاجتماعي والثقافي الذي أنتج أجيالاً تؤمن بالاختلاف وأهميته في بناء الإنسان. ومن هنا كانت دعوتنا للفرقة الكوردية نرسل من خلالها رسالة سلام وتعايش مشترك ووحدة حياة ومصير في بلدنا سوريا، المتميزة بالتنوع الديني والاجتماعي والثقافي والسياسي كقوس قزح. و كان مهرجان الخوابي يمثل حالة ثقافية فريدة.

ولاعطاء فكرة شاملة عن فعاليات الدورة الرابعة لهذا المهرجان النوعي والمتنوع..                               تحدثت الأديبة المترجمة لبانة الجندي عضو اللجنة التنظيمية ورئيسة اللجنة الثقافية للمهرجان عن مجمل الفعاليات:

1- معهد هارموني للموسيقى والغناء بقيادة الآنسة روان الجندي…. من الخوابي

2- صولو على آلة البزق… للعازف آلان مراد، ابن السيد إدريس مراد، عضو في فرقة آشتي للفلوكلور الكوردي…

3- فرقة آشتي للرقص… الفلوكلور الكوردي. وللمرة الأولى تقدم فرقة كوردية عملها في محافظة طرطوس وعلى مسرح المدرسة المحمدية في نهر الخوابي…

وقد أسّسها الإعلامي ادريس مراد عام 2014 . وهم مجموعة هواة من شباب وشابات، تهدف إلى الحفاظ على التراث الكوردي الغنائي والراقص كما هو، وذلك لإيصال هذا التراث العريق الى المسارح السورية بشكل لائق، وتوثيقه بأمانة، وذلك بنقل هذه الرقصات من الشكل العفوي إلى الحالة الأكاديمية المُمَسرحة. قدّمت الفرقة العديد من الحفلات بمشاركتها بهرجان قوس قزح في سوريا، وحفلتين في دار الأوبرا السورية، منها عرض مسرحي بعنوان: “ميم وزين” بمناسبة عيد النوروز. كما أحيت ذات المناسبة لعامين متتاليين في مجمع دمر الثقافي، وكذلك على مسرح القباني بدمشق، والمسرح الروماني في حديقة تشرين، اضافة الى حفلة في قصر العظم بدمشق القديمة، وكامل حفلاتها برعاية وزارة الثقافة.

**فعاليات اليوم الثاني….         

  • مع الشعراء: منذر عيسى من طرطوس، أحمد محمود حسن من منطقة الشيخ بدر، ليندا تقلا.. و د. زينب حسين وليونيد عيزوقي من منطقة الخوابي… والعازف بسام حمودة على آلة العود.

وكان قد اعتذر كل من الشعراء: بدران المخلف من دير الزور، وعماد نداف من دمشق، وعصام كنج الحلبي من حمص، و محمد سعيد حسين من طرطوس، وذلك لأسباب صحية حيث جائحة كورونا..

2- ثم كان الختام مع الفنان كمال حميد وجولة في التراث السوري الشرقي… مع آلة العود…..

وهو من مواليد القامشلي، ملحّن ومغنّي وعازف عود… عضو نقابة الفنانين… له اعمال بالتلفزيون والمسرح والسينما، وعازف عود مع اهم المطربين العراقيين والسوريين…

وهذه رسالة أخرى أردنا بثها لأخوتنا في الشمال والشرق  السوري.

***اليوم الثالث… والأخير لفعاليات المهرجان:

1- مع الشعراء: مصطفى الصمودي من حماه، لجينة نبهان من السلمية، شكيب ابو سعدى من السويداء، عبد اللطيف خضر من الخوابي، ورِماح بوبو من اللاذقية. والعازف ماهر مصطفى على آلة  العود……

والختام مع فرقة دندنة من بانياس. والتي أسسها الفنان سومر محمد من الشيخ بدر في ريف طرطوس والأستاذة بيداء صفا عام 2004 في مدينتي القدموس وبانياس، لرعاية المواهب وتعليم الموسيقا والغناء..

سومر محمد مدرس موسيقى وعضو نقابة الفنانين بصفة عازف غيتار وعود وبيانو.. المشاركون من الفرقة:

ومن الفعاليات التي أقيمت أيضاً المعرض الفني/ للرسم بمشاركة كل من الفنانين والفنانات:

قصي عيزوق / رسم – علي محمد/ رسم – محمد س. حمود/ رسم وخشب – د. غادة زغبور/ رسم – هناء عبدو/ رسم – شيرين عبدو/ رسم – ماسة سعيد/ رسم، والنحّات: علي حسين. والفنان نوار حمود في تشكيلات لافتة من نبات الشواف (اليقطين)، والأشغال اليدوية للمدرسة سحر دياب…

ومعرض الكتاب الذي شارك به فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس بأسعار رمزية جدا، بمعدل ألف كتاب. وهذا ما لاقى إقبالاً لافتا وخاصة من فئة الشباب والشابات بأعمار متفاوتة… وكانت هناك بعض الأعمال قدمت بلا قيمة مادية كهدايا، بهدف التشجيع على اقتناء الكتاب في زمن الشاشة الزرقاء، التي سيطرت على حياة الكبار والصغار وأبعدتهم عن التواصل الحقيقي مع الكتاب ومع محيطهم المجتمعي.

إضافة إلى السوق الخيري الذي عكس قدرة المرأة الريفية من منطقة الخوابي على خلق وابتكار بدائل للحياة والعمل المنتج.. فكانت المنتجات البيتية، نباتات عطرية، وزيوت متنوعة الاستخدام الطبي، وغذائية ومنظفات، وإكسسوارات، وأفكار لافتة لإعادة التدوير، وبإمكانيات محدودة جداً وبأقل تكلفة من منتجات السوق التجارية. وقد لاقى إقبالاً لافتاً من قبل الحضور… كما ألفت إلى تأمين الحضور من وإلى طرطوس من قبل باصات المجلس المحلي في طرطوس ونهر الخوابي.

وختمت الأديبة لبانة حديثها: بأن المكان، وعلى مدى ثلاثة أيام، كخلية نحلٍ بعيداً عن التكنولوجيا والانترنت، متنوّع النشاط، ومتعدد الأطياف والأعمار، وغمر الفرح قلوب الجميع في زمن طغى عليه التعب والظلمة والكآبة نتيجة كابوس عشر سنوات من الحرب والتهجير وفقدان الشباب وغيره.. وهذا ما أضفى حالة ثقافية واجتماعية راقية.  وهنا تؤكد أن في النفس السورية كل فن وعلم وحق وخير وجمال.. وأن على هذه الأرض.. أرض سورية التاريخ والحضارة.. ورغم كل الكوارث والأزمات والظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة والقاهرة.. ما يستحق الحياة.