نوسوسيال

بقلم أمين المير ميرزا : شهيد الأمة السورية الزعيم أنطون سعادة

476

الزعيم أنطون سعا ده شهيد الثامن من تموز00 مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي..

انطو ن سعا ده باعث نهضة وصاحب مدرسة فكرية عز نظيرها في الشرق والهلال الخصيب..

ولفهم فكر سعا ده لابد من الانطلاق من نظرته المميزة للأمة – الشأن القومي باعتبارها مقولته الأساسية . فالأمة عنده هي المتحد الأتم على قاعدة علم الاجتماع لأنه تجرى فيه حياة واحدة ذات دورة اجتماعية اقتصادية تشمل المجموع كله وتنبه فيه الوجدان القومي الاجتماعي أي الشعور بوحدة الحياة ووحدة المصير فتتكون من هذا الشعور الشخصية الاجتماعية بمصالحها وادارتها وحقوقها (نشوء الأمم- سعا ده) .

والاتحاد في الحياة الذي هو أساس “المتحد الأتم” هو حصيلة تفاعل بين الجماعة البشرية والبيئة الطبيعية , أي حصيلة عملية دينامية وحركية .

ويعود وعي سعا ده المبكر إلى حين ظهر مقالة السوريون والاستقلال في مجلة الجريدة “1921” وهو يرصد مرحلة بكاملها من مؤامرة سايكس-بيكو “1916” التي مزقت وحدة وطننا الطبيعي في سورية “الهلال الخصيب” مروراً بوعد بلفور “1917” وكتاباته في “1925” إلى انشاء الحزب “1932” ومشاركته في ثورة “1936” إلى استشهاده “1949” وهو  يواجه المشكلة القومية من جذورها .. ويربط عضوياً بين التجزئة السياسية القومية التي شلت قدرات وبنية مواردها وعملية اغتصاب فلسطين وسلب لواء اسكندرو ن وكيليكيا وهذا محور تفكير سعا ده المنهجي..

وانطلاقاً من مصلحة الأمة وفي ظل الاحتلالين الفرنسي و الانكليز ي حذر من غزوة استيطانية استعمارية أشد خطراً, وهي في طور الكينونة فيقول في مجلة “المجلة” في حزيران “1925 ” فاليهود مجتمعون في كل صقيع من أصقاع الأرض للتآمر علينا مع المستعمرين .. ويتحدث عن أن السوريين يكونون قد تخاذلوا إذا تركوا الصهيونيين ينفذون مآربهم ويملكون فلسطين وإذا لم تقم حركة معاكسة للحركة الصهيونية , فإن هذه الحركة سائرة بإجراءاتها إلى النجاح ..صرخة أطلقها يوم رأى بثاقب بصيرته التي تستشرف خط سير التاريخ ما يحيط بالأمة من مخاطر وجودية ..

ومن هنا كان تأسيسه الحزب السوري القومي الاجتماعي عام “1932” ودعوته لخوض حرب التحرير القومية  و الذي شارك في ثورات فلسطين منذ عام “1936” وقدم العديد من الشهداء ..

ومن هذا المنطلق ركز سعاده على مسألة الهوية القومية ,  ونهضة الأمة و بناء الانسان الجديد بالاستناد إلى مبادئه الأساسية والاصلاحية سورية للسوريين والسوريين أمة تامة ومصلحة سورية فوق كل مصلحة والأمة السورية مجتمع واحد.. متجاوزاً عصبيات العرق والدين واللغة إلى مفهوم حضاري قومي وعلماني ..

ويعتبر سعا ده من بداية تساؤله خلال فترة الاحتلال التركي العثماني , من الذي جلب على أمتي كل هذا الويل.. حيث المرض والجوع والفقر والجهل.. فكان جوابه أن فقداننا السيادة القومية على وطننا هو الأساس وهو نتيجة فقداننا الهوية والوعي القومي ..وعلى هذا نرى أن المبادئ الأساسية التي تحدد الهوية والانتماء وتطرح تاريخ أمتنا, وتحدد جغرافيتها , وتراثها القومي ومزيجها السلالي المتنوع والغني ومصلحتها العليا في الحياة , وارتباط الأمة بالوطن .

ويقول سعا ده : إن انعدام الوعي القومي أفقدنا معظم مواردنا الأولية المهمة , فهناك بترول الموصل – منطقة الجزيرة – وبترول النقيب ا لسو ري , وأملاح البحر الميت –  وأراضي كيليكيا والاسكندر و ن وفلسطين الخصبة التي انتزعت من السيادة السورية.

وبعد تحقيق الهوية القومية وعلى أساس أن الأمة مجتمع واحد قامت المبادئ على فصل الدين عن الدولة , ومنع رجال الدين من التدخل في شؤون السياسة والقضاء القوميين , وإزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب , وهذا الطرح يركز على وحدة الحياة القومية في المجتمع القومي فالتجزئة الاجتماعية يقضى عليها بالوحدة القومية الاجتماعية التي يجسدها لأمته مجتمع واحد لا حواجز طائفية ولا عنصرية ولا عشائرية تفتت المجتمع ..

إن هذه المبادئ عند سعا ده تحقق الإصلاح السياسي وتعمل على بناء الانسان الجديد.. انسان المجتمع الحضاري .

و لأن سعا ده الذي نشأ خلال نهايات الاحتلال العثماني ورفض عندما كان فتى يافعاً حمل العلم التركي في مدرسة برمانا- جبل لبنان- أثناء زيارة جمال باشا السفاح ولأنه و من بداية شبابه استشرف وحذر من الخطر اليهودي – الصهيوني و أسس الحزب لمواجهة هذا الخطر – ولأنه واجه الاحتلالين الفرنسي والانكليز ي لبلاده.. وعرى الماسونية و أهدافها .. والوهابية ودعوتها الدينية التكفيرية و الظلامية والأطماع التركية في لواء اسكندرو ن و كيليكيا ودعا لاستخدام النفط في المعركة ضد دول العدوان .. وأسس فكرياً وايديولوجياً لنهضة قومية اجتماعية واعتماد دساتير علمانية حضارية و لإقامة نظام اقتصادي واجتماعي جديد كانت المؤامرة الكبرى عليه التي بدأها حزب الكتائب ” الفا لانج” اللبناني الطائفي العنصري.. بالهجوم واحراق مطبعة  الحزب في ا لجميزة ببيروت.. وضمن مخطط ومؤامرة كبيرة رسمت في عدد من العواصم الاستعمارية والعربية.. وتم تنفيذها من الأدوات المحلية الصغيرة..

ومطاردته من قبل أجهزة الدولة المتأثرة فلجأ إلى الشام بعد وعود رئيسها حسني الزعيم لدعمه ولكن غدر به وسلمه إلى السلطات اللبنانية حيث حاكمته و أخذت  قرار الاعدام وأعدمته خلال 24  ساعة في الثامن من تموز 1949″” .