نوسوسيال

المخرج الكردي علي بدرخان/ الاقتباس إبداع.. والنقل سرقة تخرج أعمالًا فنية بلا قيمة

549
أكد المخرج الكبير علي بدرخان، أهمية الدور الذي تلعبه السينما في المجتمع، لافتًا إلى أن السينما تعتبر لغة بحد ذاتها، وتعمل على مخاطبة الأحاسيس والمشاعر الموجودة في النص الأدبي، ولكن لا يمكن للسينما أن تصل للأفكار والأطروحات الفلسفية التي يطرحها النص الأدبي، واصفًا، في الوقت ذاته، فكرة الاقتباس بأنها إبداع وأن النقل يعتبر سرقة تخرج أعمالاً فنية بلا قيمة.

وقال علي بدرخان – خلال ندوة “فن السينما..ما بين الرواية والسيناريو”، والتي أقيمت مساء اليوم الجمعة، بقاعة ملتقى الإبداع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بمشاركة كل الكاتب والروائي شريف عبد المجيد، والكاتب والروائي حبيب عبد الرب سرورى من اليمن – إن الأديب يتأثر بالسينما كما تتأثر السينما بالأعمال الأدبية، وأكبر مثال على ذلك، روايات نجيب محفوظ، موضحًا أن العمل السينمائي يختلف دائمًا بحسب رؤية مخرج العمل.

وأشار بدرخان إلى أن المخرج يؤثر في العمل السينمائي النهائي من خلال ثقافته وبيئته وسلوكه ومعتقداته، حتى أن المخرج من الممكن أن يخالف رؤية صاحب النص الأدبي الأصلي، وهو ما حدث معه بالفعل في فيلم “الراعي والنساء”، حيث أن رؤية المؤلف هي أن الخير والشر هو قدر في حياة الإنسان، ولكن رؤيته لإخراج الفيلم أظهرت أن الخير والشر في حياة الإنسان ليس قدرًا.
وأوضح بدرخان أن العمل السينمائي دائمًا ما يختلف باختلاف رؤية مخرجه، لافتًا إلى أننا إذا أسندنا عمل فني لاثنين مختلفين من المخرجين، فإننا سنخرج بعملين مختلفين تمامًا وهذا ناتج عن التفاعلات المختلفة من شخص لآخر والثقافات المختلفة من شخص لآخر، والتي تنتج بالضرورة رؤى مختلفة وبالتالي أعمال مختلفة تماما عن النص الأدبي الأساسي، وهذا يختلف تمامًا عن السرقة التي نراها الآن من النصوص أو أعمال أجنبية، التي تركز على القشور، فالسرقة تختلف اختلافا كليًا عن الاقتباس، فالاقتباس فن ومهارة أما النقل فهو سرقة ويخرج بأعمال لا قيمة لها.
من جانبه، قال الأديب اليمني حبيب عبد الرب سرورى، إن الرواية والسينما كل منهما أثر في الأخر بشكل كبير، خاصة أن كتاب الأعمال الروائية تأثروا بعنصر المشاهد والسيناريو الموجود في السينما حتى أنه بدأت تظهر نوعية من الكتابات الأدبية السينماتوغرافية، التي تعتمد على الصورة وإمكانية تحويل مشاهد الرواية إلى عمل سينمائي.
وأضاف سرور: “كما تأثرت أيضًا السينما بالرواية والأعمال الأدبية، من خلال إفساح المجال بشكل أكبر لتحقيق عنصر الخيال الموجود في الأعمال الأدبية في العمل السينمائي،من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة وأيضا من عنصر الإنتاج السينمائي، الذي يحاول تقريب الوصف الموجود في الصفحات الأدبية في صورة مشاهد سينمائية مخدومة بالصورة والصوت”.
من جهته، أشار الروائي والقاص شريف عبد المجيد، إلى أن علاقة السينما بالأدب في مصر، بدأت منذ البدايات الأولى للسينما، حيث أن أول أفلام السينما المصرية كانت تعتمد على الرواية والأدب، وازدهرت الأعمال الأدبية وتألقت في السينما المصرية،خاصة أثناء ثورة يوليو، حتى أن الأعمال الأدبية لكبار الكتاب في هذا التوقيت، أمثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، كان يتهافت منتجي الأعمال السينمائية على التعاقد عليها لتحويلها إلى عمل سينمائى حتى قبل أن ينتهى كاتب العمل الأدبى من روايته”.
وأضاف عبد المجيد أنه إذا نظرنا فى تاريخ السينما المصرية بشكل مكثف،فإننا سنجد أن السينما المصرية استفادت بشكل كبير من الأعمال الأدبية، حتى أن أفضل 100‪ فيلم في فيلم في تاريخ السينما المصرية،إذا دققنا فيها، سنجد أن 70 فيلما منها مأخوذين عن أعمال أدبية.
وأشار إلى أن أكبر نموذج على تأثر السينما بالعمل الأدبي والعكس صحيح، أنه ليس طوال الوقت كما هو متعارف، أن العمل الأدبي فقط هوالذي يتحول إلى عمل سينمائي، ولكن العكس قد حدث في حالة فيلم “شباب امرأة” الذي تحول إلى رواية بعد إنتاج العمل السينمائي.