نوسوسيال

سيدار رشيد : شعوب قديمة سكنت سوريا

513

شعوب قديمة سكنت سوريا، تعتبر سوريا من أقدم وأهم دول بلاد الشام وقد كانت شاهدة على الكثير من الحضارات القديمة التي تعاقب على الإقامة فيها الكثير من الأقوام والشعوب ذات الهويات   المختلفة.و هنا نود التعرف على شعوب قديمة سكنت سوريا حيث كانت سوريا منذ القدم محط أنظار الكثير من الشعوب التي لجأت إليها و أ تخذ تها مكان للسكن الخاص بها، وتعاقب الكثير من الشعوب منذ أعوام ما قبل الميلاد على السكن في مناطق سوريا المختلفة.

شعوب-قديمة-سكنت-سوريا

السومريون

منذ أوائل الألف الخامس ق . م ، شهد السهل الرسوبي( دلتا الرافدين ) قفزة نوعية هامة في تأريخ البشرية، تلك هي الانتقال من القرى الزراعية الى حياة المدن. ففي هذا السهل ،

وفي ذلك الوقت المبكر، قامت المدن الأولى مثل أريدو ، أور والوركاء. وفي هذه المدن كانت بدايات التخطيط البشري للسيطرة على الفيضانات ، وإنشاء السدود وحفر القنوات والجداول .

حتى مر على هذا السهل زمن كانت فيه شبكة القنوات معجزة من معجزات الري .

إن المعنيين بالدراسات الحضارية يجمعون على أن السومريين هم بناة أقدم حضارة في تأريخ البشرية . . أكدت هذه الحقيقة جميع التنقيبات الأثرية التي أجريت في حواضرهم

في حدود ( 3200 ق . م) ابتكر السومريون الكتابة ، وعمدوا الى نشرها . . فقامت في بلاد سومر أولى المدارس في تاريخ البشرية .

الأكاديون

هم ساميّون نزحوا من شبه الجزيرة العربية، جذبهم إلى سوريا حضارة السومريين وخصوبة الأرض السورية.عاشوا منذ أقدم العهود مع السومريين جنباً الى جـنب ، وآلت إليهم السلطــة في نحو ( 2350 ق .م ) بقيادة سرجون. استطاع سرجون الأكادي أن يفرض سيادته على جميع المدن السورية، وامتد الى الخليج العربي، حتى دانت له كل المنطقة . . وبذلك أسس أول إمبراطورية معروفة في التاريخ

أزياء-آشورية-مجلة الماس

وتروي القصص التاريخية عن ولادة سـرجون وأصله . . ان معنى اسمــــــه ( شروكين ) الملك الصادق، وكانت والدته من نساء المعبد ، ولما ولدته وضعته في سفط ، وألقت به في مياه الفرات حيث عثر عليه بستاني ورباه.لفت هذا الطفل نظر الآلهة عشتار، وبينما كان يترعرع ويشب ، كانت تشمله بعطفها وحبها ، وما لبث أن وحد المدن السومرية تحت لواء إمبراطورية واحدة .شهدت البلاد في هذا العصر انتعاشاً اقتصادياً كبيراً بسبب توسع العلاقات التجاريـة ، كما انتظمت طرق القوافل،وكان منها طريق مهم يصل مدينة أكد -عاصمة الإمبراطورية-، التي تقع في وسط العراق ، بمناجم النحاس في بلاد الأناضول ، حيث كان هذا المعدن ينقل لكي يستعمل في صناعة الأدوات والمعدات الحربية .

البابليون

بعد ضعف الدولة الأكاديّة هاجمتهم قبائل من الغرب وانتصرت عليهم وعلى الدولة السومرية، وبدأ حكم البابليين.1894 – 1594ق. م بلغ عدد ملوك سلالة بابل والتي تعرف بـ(السلالة الآمورية) أحد عشر ملكاً ، حكموا ثلاثة قرون .في هذا العصر ، بلغت الحضارة السورية أوج عظمتها وازدهارها ، وعمت اللغة البابلية ، تكلماً وكتابة ، وارتقت العلوم والمعارف والفنون، واتسعت التجارة اتساعاً لا مثيل له، وكانت الإدارة مركزية ، والبلاد تحكم بقانون موحد سنَه الملك حمورابي لجميع شعوبها.

حمورابي

حكم هذا الملك العظيم في بابل بين عامي 1792 – 1750 ق . م وعندما تسلم الحكم كانت في البلاد قوى مختلفة ، ودويلات متفرقة تتنازع السلطة ، .فاستطاع أن يوحدها ، وأن يبني بها صرح إمبراطورية مترامية الأطراف ، ضمت جميع أنحاء سوريا الطبيعية ومناطق أخرىلئن كان حمورابي شخصية عسكرية عالية القدرة ، فان الجانب الإداري والتنظيمي لديه لم يكن يقل عنه في الجانب العسكري.إن مسلته الشهيرة المنحوتة من حجر الديوريت الأسود والمحفوظة الآن في متحف اللوفر بباريس ، تعتبر واحدة من أقدم وأشمل القوانين في وادي الرافدين والعالم .تحتوي مسلة حمورابي على 282 مادة تعالج مختلف شؤون الحياة . فيها يجد القارئ تنظيماً واعياً لكل مجالات الحياة، وتحديداً وعلى جانب كبير من الدقة لواجبات الفرد وحقوقه في المجتمع ، كل حسب وظيفته ومسئوليته .وتولى الحكم بعد وفاة حمورابي خمسة ملوك . . أخرهم “سمسو ديتانا” حيث هاجم الحثيون البلاد في زمنه بعد أن ضعفت حتى احتلوها ، وخربوا العاصمة ونهبوا كنوزها ، ثم قفلوا راجعين الى جبال طوروس .. وكان ذلك في عام 1594 ق. م.

الكاشيون

1680-1157 ق. م الكاشيون أقوام جبلية، ورد عنهم في ثبت الملوك البابلي. زحفوا إلى بلاد بابل من الجبال الشمالية الشرقية، واحتلوا مدينة بابل بعد أن تراجع عنها الحثيون ،فأسسوا فيها سلالة كشيه التي ورثت جميع ممتلكات الدولة البابلية القديمة، ولقب ملوكهم أنفسهم بلقب ” ملك أكد وبابل ” .

أشهر ملوكهم ” كور يكلزو ” 1438-1412 ق. م. وقد عاصر امنوفيس الثاني فرعون مصر، شيد هذا الملك عاصمه جديدة له سماها باسمــه ” دور كوريكلزو” ، وتعرف أطلالها اليوم باسم ” عقرقوف ” ،

وهي على نحو25 كيلو مترا الى الشمال الغربي من مدينة بغداد، وأبرز ما فيها زقورتها الشــاهقـة ، القائمة حتى يومنا هذا ، لعبادة الإله الأعظم ” أنليل ” .

لم يضف الكاشيون شيئاً متميزاً، وانما اقتبسوا من الحضارات التي كانت سائدة فيه . وقد كانت لهم صلات واسعة مع أقطار الشرق القديم في عصر أخناتون ، فقد وجدت أخبارهم في ألواح تل العمارنة في العراق .

الآشوريون

شعوب قوية مهنتها الحرب، سكنوا الجبال شمال بلاد ما بين النهرين. كان جيشهم منظّم، وحكموا سوريا كلها أيام سنحاريب.استوطنوا القسم الشمالي من العراق منذ الألف الثالث قبل الميلاد. وكان أمراؤهم يتحينون الفرص للاستقلال بمدنهم عن حكم الدول المسيطرة في جنوب العراق .

الزي-الآشوري٢-مجلة-الماس-1

برزوا كقوة منافسة على مسرح الأحداث في الشرق القديم في بدايات الألف الأول ق. م ، حين استطاع ملكهم ” أداد نيراري الثاني ” أن يخضع الأقاليـــم المجاورة ، ويتحالف مع بابل ،وبه بدأت الفتوحات الآشورية التي أسست صرح أعظم إمبراطورية في التاريخ القديم ، ضمن أقطار الشرق القديم .وابتداء من زمن حكم هذا ا الملك ، أرخ الآشوريون أخبـارهـم بالطريقـة المعروفـــة بـأســم ” اللمو ” ، وهي إعطاء تأريخ كل سنة يحكم فيها موظف كبير ، ابتداء من اعتلاء الملك العرش .من أشهر ملوكهم : آشور ناصر بال الثاني : 884-858 ق. م. سنحاريب : 705-681 ق. م. آ شو ر بانيبا ل :669-629 ق.م.

الآشوريون-مجلة-الماس

الكلدانيون

626-539 ق.م. قدموا من غرب سوريا وهاجموا الدولة البابلية بعد موت حمورابي.في عام 612 ق. م. سقطت مدينة نينوى بيد الأمير الكلداني ” نبو بلاصر” ، بعد أن حاصرها ، ودك حصونها فأحرق آخر ملوكها ” سن شر أشكن ” نفسه في قصره،وهكذا انتهى النفوذ السياسي والعسكري للآشوريين، وبدأت صفحة جديدة من التاريخ القديم حمل فيها الكلدانيون مشعل الحضارة.أشهر ملوك الكلدانيين ” نبوخذ نصر “ حكم 43 سنة ، قضاها في تعمير بابل، ولعل أعظم أعماله العمرانية ، وأوسعها شهرة ، الجنائن المعلقة التي عرفت في التاريخ بكونها إحدى عجائب الدنيا السبع، وهي قصر عجيب بناه نبوخذ نصر لزوجته ” أمانيس ” بنت ” استيا كس ” .ولأنها من سكنة الجبال ، فقد أراد نبوخذ نصر أن يوفر لها مناخاً شبيهاً بمناخ المناطق الجبلية ، فبنى قصرها هذا من عدة طوابق، وكل طابق فيه مكسو بالحدائق والأشجار، سحب المياه لسقيها بطرق غاية في البراعة والإبداع .ومن الإبداعات العمرانية التي زخرت بها مدينة بابل (باب عشتار) ، المحفوظة الآن في متحف برلين .وقد زينت بآجر مزجج وملون بألوان زاهية، تبرز على جدرانها تماثيل جدارية تمثل الأسد والثور والحيوان الخرافي المسمى ” مشخشو ” وهو رمز الإله مردوك، يبلغ ارتفاع باب عشتار مع أبراجها خمسين متراً، وعرضها ثمانية أمتار، وهي تؤدي الى شارع الموكب الذي يبلغ طوله أكثر من مائة متر ، تحيط به ، عن جانبيه الأبراج .

لقد شملت أعمال نبوخذ نصر العمرانيـة جميع بلاد بابل مثل فتح الترع وبناء السدود . . ولكونه مصلحاً دينياً فقد نشر الثقافة البابلية في جميع أرجاء المنطقة .

وبعد وفاة نبوخذ نصر سنة (562 ق.م. )، اعتلى عرش بابل ملوك ضعفاء ، لم يقدموا للحضارة شيئاً يذكر ، ولا استطاعوا المحافظة على ما تركه السابقون، وفي عام (539 ق.م.)، استطاع كورش ملك بلاد فارس بمساعدة اليهود غزو مدينة بابل .

الأمو ريون

سكنوا أواسط سوريا، شمال وشرق حلب وحماة، وعلى ضفاف الفرات.

الكنعانيون

سكنوا سوريا الجنوبية في الأرض الكانعة، أي المنخفضة، في فلسطين.

الفينيقيون

سكنوا الساحل السوري، وأصل تسميتهم من كلمة فينكس التي تعني اللون الأرجواني الأحمر