,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

قال المعارض السوري والسجين السابق فاتح جاموس، إن هناك فرصة تاريخية لتحرير سوريا من الاحتلال التركي الفاشي من خلال التحالف بين مسد والسلطة السورية، ورأى حل القضية الكردية في حزمة المهام الوطنية ويستحيل أن يحتل حلها موقع المؤخرة.أرسل المعارض السوري والسجين السابق “فاتح جاموس” القيادي في “تيار طريق التغيير السلمي” المعارض من الداخل السوري، مؤخراً رسالة مفتوحة إلى مجلس سوريا الديمقراطية، تقدّم فيها ببعض المقترحات، منها العودة إلى فعاليات الحوار الوطني وتشكيل وإطلاق معارضة وطنية داخلية جادة وشجاعة، وقبولهم كتيّار، أو (فاتح جاموس) كشخص، في موقع الأقلية والمعارضة داخل إطار “مسد” مع تحديد الحقوق والواجبات في ذلك ومراعاة خلافاتنا المتعددة، وغيرها من المقترحات.

وللحديث عن هذه الرسالة والأزمة السورية وموقع حل القضية الكردية في سوريا وكيفية إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية، أجرت وكالتنا حواراً مع المعارض السوري والسجين السابق فاتح جاموس، الذي أكد أن السياق العالمي هو سياق تناقضي وصراعي وليس سياقاً تفاهمياً أو توافقياً، لافتاً أن لدى مسد قدرات كبيرة ستشكل عاملاً مهما للمعارضة، وأوضح أن نظام الادارة الذاتية بمجرد أن يتخذ خطوات تطويرية سيكون لمسد حصة أكبر في الحل التفاعلي للخروج من الأزمة.

ونص الحوار كالتالي:

* تعتبر الأزمة السورية مرآة لأزمات الشرق الأوسط، التي لم تستطع الدولة القومية حلها. برأيكم ما هو الحل الأمثل لأزمات الشرق الأوسط ككل والأزمة السورية بشكل خاص؟

 ـ أعتقد بشكل عام، أن الدول التي حاولت التصدي لحل عدد متنوع من الأزمات في الشرق الأوسط، في الميادين: الاجتماعي، والوطني – الديموقراطي، والقومي والتحرر الوطني، بما فيها سوريا، هي ليست الدولة القومية التي عنيتموها بسؤالكم، الدولة القومية، هي دولة الأمة، وفي حالات نادرة جداً في الشرق الأوسط، يمكن اعتبار بعض الدول هي دولة الأمة، ربما يمكن اللحظ  الجزئي للحالة الإيرانية والتركية، في أحسن حالاتها الدول الكثيرة الأخرى هي دول- سلطة وطنية متخلفة، وفي أحسن حالاتها ادعت أنها تتبنى الفكر والأيديولوجيا القومية في توجهها، بالتالي كان بديهياً بالمعنى التاريخي، أنها لم تستطع التصدي للأزمات التي عرفناها بتنوعها، أما في تركيا وإيران فهناك نكوص إيديولوجي، أو هناك لبوس ديني لمشروع قومي، مثل ذلك النكوص واللبوس، وعلى الرغم من تقدم المشروعين فعلياً، بالمقارنة مع بقية الدول، إلا أن هناك العديد من المشاكل التي سببت وتسبّب أزمات فعلية بين فترة وأخرى، أهمها: قضية القوميات الأخرى وحقوقها، واحتمالات تفجرها.

في سوريا لم تقم دولة الأمة القومية، بل دولة وسلطة وطنية، تبنّت الفكر القومي والطموح القومي وصولاً للدولة الأمة كهدف، وللحق مثل هذا الطموح والتبني للفكر، وكما كانت سلطاته تقمع قوميات أخرى، فإنها تعرضت لضغوط شديدة من المراكز الرأسمالية العالمية الحليفة للكيان الصهيوني.

الأزمة السورية الآن غدت مركّبة جداً، وعلى درجة عالية من التعقيد، أصبح الوطن بجماع وحقيقة وجوده في حالة خطر، لا يحتمل أية فانتازيا تصنيفية، الحل الأمثل للشرق الأوسط، وهو حل نظري وذهني يتمثل في تعايش شعوبه بصورة ديموقراطية لزمن طويل، بصورة حضارية وراقية، حتى تتآكل وتنتفي شروط التعصب القومي، وخاصة تآكل المشروع الصهيوني، وفي سوريا يجب اعتبار حماية كامل جغرافيا الوطن ووحدتها، ودولتها وسيادة هذه الدولة، بالترافق مع حوار وطني داخلي، لطرح كل القضايا على الحوار والحل، بصفتها حزمة مهام، مترابطة مع وجود مهام  لها الأولوية في التصدي للحل، والآن في الأولوية مقاومة الاحتلالات وهزم الفاشية الأصولية وأدواتها، والتقدم في التغيير الديمقراطي السلمي التوافقي التدريجي والآمن وصيغته القانونية، والاهتمام الإنقاذي بالوضع المعيشي لكتلة الغالبية الاجتماعية، لنبقي حالة وجود وطن، ثم لنطرح بقية القضايا وحلها ديموقراطياً وبصورة عادلة، كقضايا الهوية، والقوميات، وجدل الوطني والقومي ..الخ

* أحد أسباب اعتقالكم- كما أوضحتم في رسالتكم لمسد- الذي دام أكثر من 22عاماً، كان نظرتكم إلى القضية الكردية، وضرورة حلها في الإطار الوطني، والآن في خضم ما تعيشه سوريا من أزمة، هل ما زالتم على موقفكم من الحقوق المشروعة للشعب الكردي أم تراجعتم عنه؟ وإن لم يكن كذلك، ما هو الحل الأمثل للقضية الكردية في سوريا؟

ـ بالتأكيد لا أزال، وبدون أي تغيير في المفاهيم والقيم وطابع الحلول الانتقالية والاستراتيجية التاريخية تجاه القضية القومية العربية والكردية، في الحالين أعتبر أنه لدينا أمة مقسمة، وفي الحالين هناك ضرورة لقيام دولة- سلطة وطنية وديمقراطية، ودولة أمة في المنظور التاريخي، مع حقوق قومية منصوص عليها في الدساتير، مع حتمية لحظ الشرط القائم في سوريا، وربما المنطقة، الذي لا يسمح أبداً بحلول تاريخية أساسية أو نهائية، ومثل هذه الطروحات ستتواجه بردود متعصبة، وستدخل على الشروط السلبية النبذية في الأزمة، لتساعدها في عملية استمرار وتركيز صيغ الأمر الواقع للتقسيم واستمرار العنف.

* يقول البعض إن فاتح جاموس ضد القرار الأممي 2254 فيما يخص سوريا، ألا يعتبر هذا تناقضاً مع ما تتبنونه من وجوب التغيير الجذري الشامل في بنية النظام السياسي بسوريا؟

ـ للوهلة الأولى يوحي الأمر لمن لديه القناعة البرنامجية أن المهمة المركزية في سوريا هي مهمة التغيير الديمقراطي، مهما كانت وسائلها: إسقاط النظام، أو تغييره، سلمياً أو عنفياً، ومن لديه قناعة أن القرار المعني هو حصيلة توافق فعلي عميق داخل المجتمع الدولي، بشكل خاص بين أمريكا وروسيا، توافق سيفرض على النظام السوري عملية التغيير الديمقراطي، أو من هو منحاز إلى الصف الأمريكي – التركي – السعودي، وله ثقة بأن هذا الصف سيتابع تدخلاته وضغوطه حتى تحقيق القرار 2254، هذا اتجاه في الانقسام الوطني السوري، يعتقد بداهة أن رفض القرار 2254 يعني تناقضاً صريحاً مع الادعاء والمطالبة بالتغيير الديمقراطي. ولكن! عندما يرى أحد مثلي أن هناك غياباً تاماً في ميدان التوافق الدولي، بل هناك تناقضات جادة، وصراعات حتى الآن بالوكالة، وأنه لا توجد ساحة واحدة في العالم ساخنة، جرت فيها عملية توافق أممي، في هذه الحالة يصبح ذلك القرار وسيلة وحجة في تصريف الوقت لتحسين المواقع في الصراع، والوجه الأكثر أهمية بالنسبة لي هو افتراض تحقق التوافق الدولي، وافتراض تطبيق القرارات الأممية في سوريا، في هذه الحالة سيتحول تنفيذ القرار إلى اقتسام كعكة فعلي، عميق وشامل بين صفين وطرفين، الديكتاتورية من جهة والأصولية الفاشية من جهة أخرى، وسيكون مثل هذا الحل على حساب المصلحة الوطنية العليا، وعلى حساب مصلحة كتلة الغالبية الشعبية، وإذا تابعنا السيناريو المحتمل في تنفيذ القرار، أي عملية انتخابية شفافة تشرف عليها الأمم المتحدة، أي عملية صندوق اقتراع ديموقراطية، والسؤال هو، هل ستتحقق فعلاً عملية التغيير الديمقراطي، أعتقد جازماً أن القوى المنتصرة، والتي ستنتقل إليها السلطة هي: الجمهور الانتخابي للعلم التركي، والعلم السعودي، وفي النهاية بعض من النخب الليبرالية تحت العلم الأمريكي، وبعض من طبقة أمراء الحرب والفاسدين من السلطة، هل هذا سيجلب وسيحقق عملية التغيير الديمقراطي؟ أبداً بل مستحيل، بالتالي لا حل ديمقراطي إلا بهزيمة الأصولية الفاشية وحلفائها المحتلين أولاً وبالترافق عملية حوار وطني داخلي، بديل ونقيض للمسار الخارجي، سموه إن شئتم اقتسام كعكة، إنما بين قوى مختلفة، وبالطبع لن يأتي النظام بسهولة، ولا بصعوبة إلى مسار الحوار الداخلي، سيأتي عندما نتحول إلى قوة معارضة وطنية داخلية، شجاعة، فعالة وجادة، تعتبر النظام بكل ما فيه طرفاً مهماً جداً في ذلك الحوار، وعبر عملية سلمية تدريجية توافقية تشاركية، تراكمية وآمنة ستتحقق عملية التغيير الديموقراطي، بتغيير نهج وبنية وطبيعة السلطة، بسلطة تشاركية بديلة، لاحظوا أن هناك شبه استحالة في كسر العظم مع السلطة، وأن تطور الوقائع هو في صالحها ولو كانت بطيئة، وأن السلطة تصرف الوقت وغير جادة مع حلفائها الروس بخاصة، على تنفيذ القرارات الأممية، حتى الصف الأمريكي التركي السعودي غير مستعجل، وغير جاد، وما يجري ويتطور في سوريا من وقائع العنف والتدمير الجيوسياسي، هو مكسب كبير له، الحل الموضوعي، والتاريخي، والمتاح إذن بوجه عام، هو في تطور علاقات القوى الوطنية الداخلية، ومسار حواراتها وقراراتها الخاصة بأرقامها هي، هنا وفي هذا السياق ستتحقق عملية التغيير الديمقراطي.

* يقول الكثيرون إن المرحلة الحالية هي مرحلة تعويم النظام الحاكم في سوريا، لأن بديله الإسلام السياسي الذي يلاقي الرفض من قبل الغالبية في الشرق الأوسط. ما هي البدائل التي طورتموها كتيّار يساري، وما هي مسؤوليتكم في إيجاد نظام بديل عن الاثنين؟

ـ الذين يعوّمون النظام، ويساعدونه في إعادة إنتاج نفسه هم حلفاؤه ومؤيدوه، وليست هناك عملية أممية واحدة من الأطراف المتصارعة لتعويمه، ليس هناك تواطؤاً أو مؤامرة من أجل ذلك، والإسلام السياسي لا يلاقي الرفض من الجميع أبداً، بل غالبية الصف الأمريكي التركي السعودي، تريد شكلاً من أشكال الإسلام السياسي، على الأقل تريد الإسلام السياسي بغاية استمرار عملية التدمير الشاملة، من جهتنا طورنا منظومة تفكير سياسي وبرنامجي عندما ينطلق صراع غير ثوري بين مشروعين استثنائيين ( أي غير ديمقراطيين وغير ثوريين)، منظومة بخريطة طريق خاصة، أساسها أن الأصولية الفاشية أكثر خطورة من منظور تاريخي، من الديكتاتورية، والمهمة المركزية هي في هزيمتها مع حلفائها الاحتلاليين، وفرض مسار الحوار الوطني الداخلي، وهذه هي العملية الصحيحة والمتاحة، مع بطئها وصعوبتها، من أجل نظام مختلف وآمن أيضاً، إن طابع الأزمة والتحديات بالمقابل لن تسمح للسلطة بإعادة إنتاج ذاتها ديكتاتورياً وقمعياً كالسابق، وهذه فرصة موضوعية أيضاً للمعارضة الداخلية.

* ذكرتم أكثر من مرة أن مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” يستطيع أن يكون مركز جذب للمعارضة. ما هي المقومات التي يتميز بها مسد عن غيره؟ وهل كانت لكم خطوات للمّ شمل المعارضة والاستفادة من الطاقات الموجودة لدى مسد؟

ـ أهم ما يتميز به مسد من سمات وعوامل تجعلنا نتابع جهودنا ليكون مركز جذب للمعارضة الوطنية الداخلية، وللعمل الوطني بشكل عام هي: (آ) وجودها جسدياً، ووجود حاضنتها الاجتماعية داخل جغرافيا الوطن السوري. (ب) لديها نهج وموقف معارض من السلطة، وهو الأساس المعياري لمفهوم المعارضة، على الرغم من خلافاتنا حول المهمة المركزية، والموقف من الاحتلال الأمريكي. (ج) تقاطع عميق حول خطورة موقف السلطات التركية، ودورها الاحتلالي والداعم للأصولية الفاشية والاتفاق على ضرورة قيام معارضة وطنية سورية جادة لمواجهته. (د) تقاطع عميق أيضاً حول خطر الأصولية الفاشية وضرورة هزمها. (ه) الافتراض أن هناك تأثير وتثمين قيمي وسياسي عالٍ، لمرحلة التحالف مع السلطة السورية في مواجهة السلطة التركية وقضية المياه، (1980إلى 1999) ومفهوم أخوة السلاح، كل ذلك يجعلنا نقدر أن هناك صعوبة في أن يصل التناقض مع السلطة إلى حد المواجهة العسكرية العنيفة، وهذا عامل إيجابي جداً وسيساعدنا في حواراتنا المشتركة للسعي ليغير مسد مهمته المركزية وتحالفاته، وأن يركز على العوامل والقوى الداخلية والكفاح الداخلي، وتكوين صف ومنظومة معارضة وطنية داخلية جادة ونظيفة. (أخيراً) للحق أيضاً، عند مسد قدرات مادية ولوجستية كبيرة ستشكل عاملاً مهماً للمعارضة الداخلية.

* والآن لنأتِ إلى الرسالة التي أرسلتموها إلى مسد. إذ أرسلتم رسالة مفتوحة إلى مسد أشرتم فيها إلى استعدادكم للانضمام إليها. لماذا اخترتم أن تكون الرسالة مفتوحة؟ ولماذا في هذا التوقيت؟

ـ الأمر مختلف قليلاً عن مصطلح الانضمام المعروف، الذي استخدمتموه في سؤالكم، لا شك أنه شكل من أشكال الانضمام، لكنه بالمحتوى الذي قصدته، وسألت الأصدقاء إذا كان لديهم الاستعداد لنقاشه، يمثل طلباً ورغبة غير معروفين في حياة التنظيمات، يحتاج الأمر لتنظيم ديمقراطي معاصر، ويحتاج من جهتنا إلى سلوك دقيق يجب أن يكون متفقاً عليه، مع توفر الثقة والأريحية الرفاقية، وأفترض أن كلا الأمرين موجودان، للدقة تقول صيغة طلبي الفقرة(ج) “هل لديكم الاستعداد لنقاش الفكرة التالية والعمل بها: قبولنا كتيّار، أو أنا كشخص، في موقع الأقلية والمعارضة داخل إطار مسد، مع تحديد الحقوق والواجبات في ذلك، ومراعاة خلافاتنا المتعددة” بالتالي هناك فكرة، وإن وافقوا على نقاشها، سنحدد معاً الحقوق والواجبات، وستكون تجربة ديمقراطية جديدة وفريدة.

أما لماذا الرسالة مفتوحة، فلأنها جزء من مجموعة رسائل، كوسيلة تفاعل في مشروع حواري وطني أطرحه متوجهاً عبرها إلى العديد من الأطراف السورية المفيدة في ذلك، منها السلطة والرئاسة تحديداً، ومنها الهيئة العليا للتفاوض، باستثناء الأطراف المسلحة العنيفة، وهناك أطراف أخرى، وكذلك هي مفتوحة لاعتقادي الأخلاقي العميق، أنه لا يجوز القيام الآن بأي عمل مستور عن الكتلة الغالبية الشعبية، وفي الأساس أنا أحب وافضل العلنية التامة، وهكذا لا ربط بين الرسالة وكونها مفتوحة، أما لماذا الآن كل هذه الرسائل وهذا المشروع الحواري، فلقناعتي وخوفي الشديد من احتمالات التطور الكارثية في الوطن السوري، لا بد من طرح وفعل أشياء ذات طابع إنقاذي.

* هل تلقيتم الرد من مسد بخصوص رسالتكم؟ وكيف كان الرد وانطباعكم عنه؟

ـ بالطبع حتى الآن لا ردّ فعلياً ونهائياً، أو ما يسمى بالعلاقات “رسمياً” لكن هناك اهتمام أيضاً مختلف عن اهتمام السلطة والرئاسة، واهتمام الهيئة العليا للتفاوض، وهناك وعد بالاهتمام والتفاعل، وهذا مهم وأساسي، مع التمني أن تتحلى كل الأطراف بمثل هذه السمة.

 * كنتم أحد المشاركين في جلسات الحوار التي أقيمت في عين عيسى وكوباني في الأعوام السابقة، والتي نظمها مسد. وكنتم عضواً في لجنة كتابة البيان الختامي في اجتماع أيار عام 2019، لماذا توقفت الحوارات؟ وهل الانضمام إلى مسد هو هدف استراتيجي بالنسبة لكم؟

ـ توقّف الحوارات يتعلق أولاً بسياسات مسد والشروط المحيطة، وكذلك اعتقاد مسد أنها لم تعد مفيدة، وأنا أرى استمرارها مفيداً جداً، كون مسد هي الطرف الداعم لوجستياً، فتوقف الدعم والدعوات يوقف مثل فعاليات الحوار تلك، وتوقفت لعجز المعارضة الوطنية الداخلية من التأمين اللوجستي ودعوة مسد بالمقابل إلى منطقة جغرافية أخرى، حصل بعض من هذا في حلب، لكنه لم يتحلَ بنفس الزخم، ولم يتابع نفسه.

مشروع مسد هو أحد المشاريع المطروحة في الوطن مع الأزمة السورية وسياق الخروج منها، ولا يوجد أي مشروع سيكون قابلاً للتحقق لوحده كاملاً، بالتالي كلها مشاريع متعلقة بالأزمة تتغير وتنزاح معها، اقتراحي إذن بذلك الشكل من الانضمام لا يمكن أن يكون استراتيجياً، فهو بحد ذاته انتقالي ومتحرك ومتفاعل مع غيره، على الأقل نحن في تيارنا عندنا منظومة وخريطة طريق، ولنا ثقة عالية جداً بذلك، واقتراحي بشكل الانضمام ذلك، سيسمح لي أن أكون أكثر فعالية في طرح منظومتنا، وتحديد التقاطعات المشتركة بيننا.

* كيف يمكن تطوير معارضة داخلية فاعلة وموزونة تعترف بجميع القاطنين في سوريا وحقوقهم المشروعة؟ وإلى أي درجة يستطيع نظام الإدارة الذاتية أن يكون الحل للأزمة في سوريا؟

ـ تماماً عبر استمرار الحوار المتوقف، والاتفاق على إطار موحد ومنظومة، وذلك عبر الحوار وتحديد التقاطعات، والممارسة الفعلية على قضايا التقاطعات البرنامجية، حتى لو بدأت صغيرة.

إن نظام الإدارة الذاتية يحتاج إلى خطوات عديدة في تطوير ذاته ومنظومته، وحلفائه ومهمته المركزية في النضال، يحتاج لأن يخرج فعلياً من منظومة الاعتماد على قرارات الأمم المتحدة، والاعتماد على حلفاء خارجيين هم ألد أعداء الدولة السورية العميقة، إلى منظومة خلق مركز معارض وطني داخلي فعال، يبدأ فعلياً بطموحات وممارسات تمثل كتلة الغالبية الشعبية السورية ومصالحها، بذلك تصبح الفرصة أكثر احتمالية ليكون لمسد حصة أكبر في الحل التفاعلي للخروج من الأزمة.

* وفق أحاديث المعارضة السورية، تعد القضية الكردية قضية وطنية لا بد من حلها. يقول البعض حان الوقت لحلها، ويقول آخرون إن حلها يجب أن يتم بعد الانتهاء من الأزمة وبلورة شكل الحكم. أنتم هل ترون أن يكون هذا الحل ضمن الرزمة الكاملة لقضية الحل في سوريا؟ أم ترونها في المقدمة أو المؤخرة، بمعنى آخر، تقديركم لموقع حل القضية الكردية؟

ـ أراها في حزمة المهام، مع جدلية ترابط تلك التحديات والمهام، مع لحظ المهمة المركزية وما تفترضه من جهود، وكذلك المهمات الأساسية الأخرى، وفي كل الأحوال، يجب طرح الموضوع بالارتباط مع قضايا عديدة، قضية الدستور، القوميات، جدل القومي والوطني، موضوع الهوية، بالتالي هي بجدلها ليست في المقدمة، ويستحيل أن تكون في المؤخرة، لأنها حقاً ليست في هذا الموقع، وأهم ما في الأمر، أن تشعر كتلة الغالبية السورية الشعبية، أنه ليس هناك استغلالاً لشرط الأزمة الكارثي، لتحقيق أهداف خاصة، والأكثر خطورة إن كانت ذات طابع استراتيجي تاريخي، أعني تحديداً في المسألة القومية،، أظن أننا يجب أن نتلافى أي اشتراط وسلوك متعصب، وأي شيء يفتح الحروب القومية، ستمضي في المستقبل وإلى المستقبل كل الشعوب والقوميات لحقيق أهدافها المحقة، ويجب أن تمضي بأمان، وهذه مسؤوليتنا.

* هناك من يستخلص نتيجة من ما تمر به سوريا، بأنه لا السلطة في دمشق هي من جلبت موسكو، ولا الإدارة الذاتية هي من جلبت الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما هناك نظام عالمي جديد يتشكل. هل هذا الاستخلاص في محله وكيف ترونه؟

بينما النظام العالمي الجديد يتشكل، فارضاً حالته أولاً على الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها تقاوم ذلك، وترفضه مع سياسات كثيرة وخطرة في رفضه، سياسات طرحت وتطرح ردود فعل دفاعية من روسيا والصين، أعني أن السياق العالمي هو سياق تناقضي وصراعي، وليس سياقاً توافقياً أو تفاهمياً، بالتالي سوريا ساحة صراعية، كما كل الساحات المشتعلة والساخنة في العالم، وهكذا فوجودهما في الساحة السورية ليس وجوداً توافقياً، على العكس بالمطلق، ومن هذه الزاوية المهمة جداً يجب النظر إلى التحالفات أو التفاهمات الضمنية للأطراف، على الأقل يحق من زاوية الشرعية الدولية للدولة والنظام السوري بدعوة موسكو للتدخل، وهناك وثائق صريحة جداً بذلك، كما بقية وثائق الشرعة الدولية، بينما جاء التدخل الأمريكي خارج ذلك السياق قيمياً وسياسياً وأخلاقياً، عدا عن أنه من أكثر أعداء الدولة السورية الوطنية العميقة عداوة، هي اخترقت القوانين والشرعة الدولية، بعكس موسكو، فلماذا علينا أن نعطيها أية شرعية في ذلك كما تفعل مسد، على الأقل يجب الانتقاد الدائم لهذا الاحتلال الصريح، ويجب من ثم فك أي صيغة تحالفية أو اتكائية معه، مع ضرورة التدبر اللوجستي والسياسي بالترافق، بالتالي ذلك الاستخلاص هو طرح تلفيقي، بل يبتغي فعلياً شرعنة وتسويغ العلاقة مع أمريكا، هل يستطيع ويريد مسد أن تفعل نفس الموقف مع الاحتلال التركي؟!

* وأخيراً: ما هي حلولكم الفعلية والعملية للقضاء على الفاشية التركية، وإنهاء احتلالها للأراضي السورية؟

ـ بتطوير سريع وجدّي لمقاومة وطنية سورية فعالة، ببنية ونهج وأهداف وشعارات ومسميات وطنية، وكذلك موقف موحد نظرياً وسياسياً من الاحتلالات الحقيقية بجماعها، وبالعودة فوراً إلى نهج وفعالية التحالف القديم بين حزب العمال الكردستاني والسلطة السورية واعتبار الساحة التركية ساحة تركيز العمل السياسي والجيوسياسي، وهذه المرة مسد محل حزب العمال الكردستاني، والمقاومة متركزة في سوريا، هناك فرصة تاريخية في ذلك لتحرير سوريا من الاحتلال التركي الفاشي الابتلاعي، كما ستكون الفرصة الأكثر أهمية في رفع سوية المد القومي الكردي في أكثر من ساحة، كما العربي، وسيساعد ذلك في تأمين العديد من الأهداف القومية الانتقالية، وليست هناك أية مشكلة في توحيد جبهة أكثر اتساعاً ضد السلطة التركية الاحتلالية، نواتها وأساسها وطني سوري.