نوسوسيال

استذكار شهداء السيفو

230

بحضورٍ شعبيٍ غفيرٍ من أبناءِ شعبِنا السرياني الكلداني الآشوري في مدينةِ “القامشلي”، وبمشاركةِ ممثلي الأحزابِ والمنظماتِ المدنية وممثلي الإدارةِ الذاتيةِ ومؤسساتِ مجلسِ بيث نهرين القومي، أقامَ حزبُ الاتحادِ السرياني في سوريا، في الخامسِ عشرَ من حزيران، الاستذكارَ السنويَ السادسَ بعدَ المئة لمجازرِ السيفو التي تعرضَ لها شعبُنا على يدِ العثمانيين الأتراك عامَ ألفٍ وتسعِمائةٍ وخمسةَ عشر، والتي راحَ ضحيتَها نحوُ سبعِمائةٍ وخمسينَ ألفَ سرياني، ومليونٌ ونصفُ مليونِ أرمني.
وبدأ الاستذكارُ بالوقوفِ دقيقةَ صمتٍ على أرواحِ الشهداء، تلاها إيقادُ الشموعِ من قبلِ الرئاسة المشتركة للحزب الممثلة بكلٍ من “سنحريب برصوم” و”نظيرة كورية”
من ثم ألقت “نظيرة كورية” كلمةَ الحزب، قالت فيها إنّ العثمانيين أصدروا قراراً قضى باقتلاعِ شعبِنا وطمسِ حضارتِه وهويتِه وتاريخِه وثقافتِه، حيث استشهدَ الملايين من أبناءِ شعبِنا والشعبِ الأرمني واليوناني، ولا زالت تلك السياساتُ العدوانيةُ مستمرةً بحقِ شعبِنا حتى وقتنا الحالي، وذلك على يدِ الدولةِ التركيةِ حفيدةِ العثمانيين.
وأضافت “كورية” بأنّ الحزبَ يسعى لتدويلِ القضيةِ والضغطِ على تركيا للاعتراف، وسيبقى يناضلُ لدفعِ المجتمعِ الدولي والدولِ التي لم تُقدِم على هذه الخطوةِ بعد، على الاعترافِ بالمجازر، واتخاذِ إجراءاتٍ كفيلةٍ بتثبيتِ حقوقِ شعبِنا.
وتابعت بالقول، إنّ ما حصلَ في سوريا من دخولٍ تعسفيٍ لقواتِ الاحتلالِ التركي وصولاً لداعش، كان ولا يزالُ تهديداً لشعبِنا ووجودِه في أرضِه التاريخية، وتسببَ بدمارِه، وعلى الرغمِ من تمكن قواتِ سوريا الديمقراطيةَ من دحرِ إرهابِ داعش، غيرَ أنّ الوجودَ التركيَ لا يزالُ مستمراً حتى اليوم، ولا زالت تتبعُ ذاتَ السياساتِ الإقصائيةِ بحقِ شعبِنا.
واختتمت بالقول، إنّه وبهذه المناسبة، نسعى لإحياءِ الضمير الإنساني ونحث الدولَ على تطبيقِ القانون الدولي ومحاسبة المجرمين ونيلِ حقوقِ شعبِنا في العيشِ، فنحن أبناءُ الشهداء وسنبني مستقبلَنا ضمن سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية، وسنبذلُ الجهودَ لإيجادِ حلٍ سياسيٍ كفيلٍ بإنهاءِ الأزمةِ السورية.
تلاها كلمةٌ لمسؤولةِ الاتحادِ النسائي السرياني في القامشلي “جورجيت برصوم”، قالت فيها إنّ المجازرَ التي حصلت استهدفت المدنيين، وهدفت لاقتلاعِ الوجودِ المسيحي من أرضِه التاريخية من قبلِ الأنظمةِ الاستبدادية الفاشية، وذكرت “برصوم” المجازرَ التي ارتُكبت بحقِ شعبِنا منذُ عامِ ألفٍ وثمانِمائةٍ وثلاثةٍ وأربعين، وصولاً لإرهابِ داعش، وخلالَ كلِ تلك المجازر، كانت المرأةُ هدفاً أساسياً من خلالِ محوِ هويتِها وتعرضِها لأبشعِ الجرائم، كالقتل والاغتصاب والخطفِ والتعذيبِ وقتلِ أطفالِها والمراهنةِ على جنسِ جنينِها، إلا أنّ المرأةَ أبدت مقاومةً وأخافت العدوَ الذي أرادَ كسرَ إرادتها وقوتِها وعزيمتها، وشددت “برصوم” على أنّه يتوجبُ على نساءِ شعبِنا إدراكُ المسؤوليةِ الملقاةِ على عاتقهن، والمساهمةِ في العملِ والنضالِ في مختلفِ نواحي الحياةِ جنباً إلى جنب مع الرجل، وحماية الأسرة وبنائها، والحفاظ على اللغة والثقافة والتراث السرياني، والسعي للمساواةِ والعدل وتفعيل قضية السيفو في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام.
واختتمت “برصوم” بالقول، إنّ التضامن الدولي مهم، ويجبُ توحيدُ الجهودِ وزيادة الفعاليات لاسترجاعِ حقوقِ شعبِنا المسلوبة.
من بعدِها قدمت فرقةُ “إينانا” لوحةً فلكلوريةً من وحي الاستذكار، تلاها وصلةٌ موسيقيةٌ من قبلِ “هاروتيون مادارجيان” و”ريناس ملكي”
من ثم تم عرضُ سينافيزيون عن مجازر السيفو وتاريخِها وتداعياتِها على الشعبِ السرياني.
وانتهى الاستذكارُ بتنظيمِ مسيرِ شموعٍ من مقر الجمعيةِ الثقافيةِ السريانية إلى النصبِ التذكاري الخاصِ بمجازرِ السيفو.