نوسوسيال

نوس سوسيال الدولية : تكشف عن ملف الإبادة الجماعية الأرمنية

650
 

 

                              /   تقرير : حسن ظا ظا  /

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

 

الإبادة الجماعية الأرمنية
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

الإبادة الجماعية الأرمنية، تسمى أيضا المحرقة الأرمنية ويطلق عليها الأرمن تسمية “Metz Yeghern” والتي تعني الجريمة العظمى. يقصد بالإبادة الأرمنية عمليات القتل والتدمير المنظم التي مارستها السلطات العثمانية بحق السكان الأرمن في الإمبراطورية أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، حيث تعرض الأرمن خلال تلك العمليات إلى مختلف أنواع التعذيب من ترحيل قسري وتجويع وبطش مع نوع من التعليمات التي كانت تهدف إلى القضاء عليهم خلال الترحيل والتي كانت وجهتها النهائية في الصحراء السورية حيث ينتظرهم الموت جوعا وعطشا.

بلغ عدد الضحايا الأرمن أثناء عمليات الإبادة تلك 1.5 أرمني وفقا للجانب الأرمني والعديد من السفراء والقناصل المعتمدين آنذاك لدى الامبراطورية العثمانية إلا أن الأرمن لم يكونوا وحدهم في مواجهة الموت حيث مجموعات عرقية أخرى أيضا كانت هدفا للتنظيمات التركية التي خصصت لهذه الغاية، فلم يسلم الآشوريين واليونانيين وبعض القوميات الأخرى من البطش والتعذيب والقتل، حيث يذهب البعض إلى أن تلك الإبادة لم يكن هدفها القضاء على العنصر الأرمني وحسب بل أيضا القضاء على الوجود المسيحي بشكل عام في الإمبراطوية العثمانية. إلا أن هذه الرواية لا تلقى التأييد الدولي حيث يعتقد الكثير من المؤرخين الدوليين أن ما تعرض له أبناء المجتمعات المسيحية الأخرى وإن كانت لاتقل فظاعة عن ما تعرض له الأرمن إلا أنها لا ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية المنظمة كما هو الحال بالنسبة للعنصر الأرمني

تعتبر الإبادة الجماعية الأرمنية من أولى الإبادات في العصر الحديث بالأخذ بعين الاعتبار الاسلوب المنظم لتلك الإبادة حيث كانت تهدف إلى إزالة الاسم الأرمني من الوجود فيعتبرها العلماء في مجال الإبادات الجماعية ثاني أكبر إبادة وأكثرها تناولا ودراسة بعد الهولوكوست. وقد تم ابتكار مصطلح إبادة (Genocide) خصيصا لوصف ما تعرض له الشعب الأرمني ولا أدل على فظاعة ما أرتكب بحق الأرمن من المقولة الشهيرة لوزير الداخلية طلعت باشا:

“سوف يتم إفناء وإبادة جميع الأرمن القاطنين في تركيا دون الأخذ بعين الاعتبار لا النساء ولا الأطفال ولا العاجزين. سوف يتم وضع حد نهائي لوجودهم ولا يهم مدى فظاعة الوسائل التي ستستخدم لهذه الغاية ولا يجوز أبدا أن تتحرك مشاعر الشفقة تجاههم”.

يحيي الأرمن ذكرى هذه الإبادة كل عام في يوم الـ 24 من أبريل/نيسان، ففي مثل هذا اليوم سنة 1915 كانت البداية حيث قامت السلطات العثمانية باعتقال أكثر من 250 من المفكرين والمسؤولين الأرمن في العاصمة القسطنطينية وقامت بابعادهم والقضاء عليهم جميعا. بعد ذلك أجتث الجيش العثماني الأرمن من بيوتهم وأجبروهم على السير مئات الأميال بعد أن حرمتهم من الطعام والماء ليصلوا إلى الصحراء السورية بعد أن كان قد مات معظمهم أثناء الترحيل ليلحق بهم الباقون إما قتلا أو موتا من العطش على رمال دير الزور ومن اع النجاة استقر في أماكن أخرى ليشكلوا فيما بعد ما بات يعرف بالشتات أو المهجر الأرمني.

الجمهورية التركية الحديثة، الوريثة الشرعية للإمبراطورية العثمانية، ترفض رفضا قاطعا توصيف تلك الأحداث “بالإبادة” رغم أنها تتعرض – خاصة في السنوات الأخيرة – إلى ضغوطات دولية عديدة للاعتراف بحقيقة تلك الأحداث.

قامت أكثر من 20 دولة غربية حتى الآن و43 ولاية أمريكية بالاعتراف رسميا بالإبادة الأرمنية، إضافة إلى العديد من كبار المؤرخين والمنظمات الدولية وكبرى وسائل الإعلام العالمية.

أسماء بعض ضحايا ليلة 24 أبريل/نيسان 1915

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

رغم مرور 100 عام على الإبادة الجماعية الأرمنية التي قام بها العثمانيين ضد الأرمن، إلا أن ذكراها لازالت باقية مع العدد الهائل الذي راح ضحيتها من الأرمن ووصل إلي مليون ونصف المليون قتيل، غير ملايين المشردين والمشتتين الذين أبعدوا قسرا عن وطنهم وعاشوا بأوطان أخرى.

فيما يلي أسماء بعض رجال الفكر الأرمن ممن قضت عليهم تركيا ليلة الـ 24 من أبريل/نيسان سنة 1915.

                    كريكور زوهراب:

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
كاتب ومحامي وخبير في القانون الدولي، ويعد أمير ورائد القصة القصيرة في الأدب الأرمني الحديث، ولد عام 1861 وبدأ حياته الأدبية شاعراً ثم انتقل الى النثر ولفت الأنظار إليه بروايته(جيل مضى) والتي صدرت عام 1887 وتنتمي للواقعية.

         سيامانتو (أتوم ياركينيان):
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

شاعر وكاتب صحفي وكان واحدا من المثقفين الأرمن وقد ظهرت موهبته الشعرية أثناء صغره في الدراسة ومثل كثير من المثقفين الأرمن كانت المصاعب والقسوة التي تعرضوا لها تحت الحكم العثماني محورا لكثير من أعماله الأدبية.

                  تانيال فاروجان:
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
أحد ركائز الأدب الأرمني، ولد 20 أبريل 1884 وفي عام 1905 إلتحق بإحدي الجامعات البلجيكية لدراسة الأدب وعلم الاجتماع والاقتصاد وفي عام 1914 أسس جماعة أدبية سماها Mehian وقد أنتج طوال حياته 4 مجلدات شعرية كبيرة.

                نازاريت داجافاريان:

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

طبيب وفيزيائي وعالم في اللغة وأحد مؤسسي الإتحاد الخيري الأرمني العام وله العديد من المؤلفات العلمية في الطب والدين والتاريخ ولد عام 1862 ودرس في إحدي كليات اسطنبول وإستكمل دراسته في جامعة باريس.

                 ماري بيليريان:

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

روائية وكاتبة صحفية كانت تعشق الصحافة وكرست حياتها لهذه المهنة وجاءت لمصر ضمن أرمن كثيرين قاموا بدور كبير مهم مثل الصحافة والطباعة والزنكوغراف وأنشأت ماري بيليريان مؤسسة الطباعة “أرتيميس” كما أسست وأصدرت مجلة للمرأة بنفس الإسم عام 1902م.

            ديريان كيليكان:

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
روائي وكاتب صحفي ومحامي درس في الأكاديمية الفرنسية للعلوم وقد تولي رئاسة تحرير عدة صحف منها “جيهان” و”الصباح”، كما عمل مراسلا لصحيفة “ديلي ميل” و”برس” ونشرت له العديد من الكتابات الصحفية حول الإبادة كما قام بعمل قاموس”فرنسي-تركي”

             هوفانيس هاروتيونيان:

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

كاتب وروائي تميزت أعماله بالجمال والروعة، ولد 1860 وكان يحب الأدب من صغره وبات موهوبا في هذا الفن، وكتب القصص والقصائد القصيرة في سنة صغيرة، وتميزت كتاباته بالواقعية أكثر من الرومانسية التي كانت سائدة حينها في الأدب الأرمني، وتناول مشاكل الأرمن والظلم الذي تعرض له الأرمن.

               إيروكان:

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
كاتب وروائي ومترجم، ولد في عام 1870 وظهرت ميوله الأدبية منذ صغره حيث كان لديه نفور من المواد العلمية خاصة الرياضيات لدرجة أنه كان يكره مدرسي الرياضيات وقرأ العديد من روايات كتاب كثيرين أوروبيين وأرمن وكتاباته الخاصة به كانت متميزة وشهد لها الكثير من كبار المثقفين في عصره.

 

                 روبين سيفاك:

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ة

روائي وكاتب وشاعر، ولد في 15 فبراير 1885، ويعد من أبرز الشعراء الأرمن الذين يتميزون بالوطنية والإنسانية، ويجسد شعره تاريخ وجوهر الأدب الأرمني وكانت كثير من أعماله تنتمي للشعر الغنائي خاصة الرومانسي وتتميز باللغة السليمة ودقة العبارات والوزن والموسيقي.

               روبين زارداريان:

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

كاتب وروائي ومترجم، ولد 1874 وكان شخصية بارزة في الأدب الأرميني، وكتب القصائد الشعرية وهو في سن 11 عاما، وفي عام 1903 غادر البلاد بسبب نشاطه السياسي، وفي 1908 عاد مع العديد من المثقفين الأرمن الآخرين لمواصلة دورهم الوطني.

           فاردكيس سيرينكوليان:

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

ناشط سياسي وعضو في البرلمان العثماني، ولد عام 1871 وعرف باسم هوفانيس أو Gisak، وفي عام 1901 حكم عليه بالسجن لمدة 101 عاما، لكن أطلق سراحه عام 1908 وفي عام 1915 ألقي القبض عليه مرة أخري وتعرض للتعذيب حتي الموت

                   رجال دين:

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

ومن رجال الدين هناك الأسقف سمبات ساديتيان الذي ولد عام 1871 وكان يقوم بالوعظ في القرى الأرمنية، والأسقف اغناطيوس مالويان الذي ولد في 19 مارس 1869ـ والدكتور هاكوب زيتونتسيان عالم اللاهوت الذي ولد في عام 1884 وحصل علي دكتوراه في الفلسفة وأخري في اللاهوت.. وآخرون

 

6377.jpg

الأسئلة الأكثر شيوعا عن الإبادة الجماعية الأرمنية

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

نقدم لكم فيما يلي قائمة بالأسئلة الأكثر شيوعا عن الإبادة الجماعية الأرمنية التي احييت أرمينيا مئويتها في الـ 24 من أبريل/نيسان 2015.

الإبادة الجماعية الأرمنية بدأت بسنوات قبل العام 1915 إلا أن العمليات الكبرى والمحالة الشاملة لإفناء الشعب الأرمني من الوجود قد بدأ عشية الـ 24 من أبريل/نيسان كم العام 1915 حيث اعتقلت السلطات التركية النخبة المثقفة والمسؤولة من الأرمن واعدمتهم جميعا لتبدأ بعدها عمليا الترحيل والقتل الجماعي.. ومن لم يقتله العثماني قتله الجوع، العطش أو العراء التي جميعها كان سببها أيضا العثماني.

فيما يلي بعض الأسئلة وقريبا سنطرح غيرها أيضا:

 

كم يبلغ عدد شهداء الإبادة الجماعية الأرمنية؟

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

إن الرقم المتفق عليه دوليا لضحايا الإبادة الجماعية الأرمنية بين الأعوام 1915-1923 هو مليون ونصف المليون أرمني.

كان يعيش 2 مليون أرمني في الإمبراطورية العثمانية عشية الحرب العالمية الأولى، تم تهجير أكثر من مليون منهم سنة 1915 وتم القضاء على مئات الآلاف من هؤلاء عن عمد كما مات العديد من الآخرين نتيجة الجوع والأوبئة التي انتشرت بين صفوفوهم في معسكرات الإعتقال.

الآلاف من الأرمن ممن كانوا يعيشون قرب الحدود الروسية نجو من المصير الأسود الذي لحق لأبناء جلدتهم ممن كانوا في الولايات الداخلية للإمبراطورية حيث توجه العديد منهم إلى داخل الحدود الروسية وأقاموا هناك كلاجئين. كما أن غالبية الأرمن في مدينة إسطنبول لم يتعرضوا لما تعرض له باقي الأرمن ربما بسبب تواجدهم في عاصمة الإمبراطورية حيث السفراء الغربيين ووسائل الإعلام التي قد تفضح علنا ما يحدث.

في سنة 1918 نقل النظام التركي المتطرف حربه هذه المرة إلى القوقاز التي كان يعيش فيها قراية 1.800.000 أرمني تحت السيادة الروسية. القوات العثمانية تقدمت في أراضي أرمينيا الشرقية وآذربيجان مرتكبة مذابح منظمة بحق الأرمن.

تم إستئناف عمليات الإبادة بحق الأرمن في أرمينيا الغربية ولكن هذه المرة من قبل القوميين الأتراك بين الأعوام 1920 و1922 وتم إضافة عشرات الآلاف إلى الضحايا السابقين.

في سنة 1923 كانت آسيا الصغرى بأكملها وآراضي أرمينيا التاريخية قد أفرغت تماما من سكانها الأصليين علما أنهم كانوا قبل عقد من الزمن يشكلون غالبية السكان في معظم ولايات شرق الأنا

 ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

918.jpg

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

ما المقصود بالإبادة الجماعية الأرمنية؟

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

يطلق على الأعمال الوحشية التي ارتكبت ضد الشعب الأرمني في الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى تسمية “الإبادة الجماعية الأرمنية

يقصد بالإبادة الجماعية القتل المنظم لشعب ما بهدف وضع حد لوجودهم على كوكب الأرض. وبسبب نطاقه الواسع، يتطلب تنفيذ عملية الإبادة تخطيطا مركزيا وآلية مناسبة ما يجعل فقط الحكومات قادرة على تنفيذها لأنها الوحيدة التي تملك الموارد اللازمة لتحقيق دمار كبير من هذا النوع.

الإبادة الجماعية الأرمنية خطط لها مركزيا وتمّ إدارتها من قبل الحكومة التركية ضدّ كامل السكان الأرمن القاطنين في الإمبراطورية العثمانية. وتمت تلك العمليات خلال الحرب العالمية الأولى بين الأعوام 1915 و1918. حيث تعرض الشعب الأرمني للترحيل، السرقة، الاختطاف، التعذيب، التذبيح والتجويع والتشريد.

الأغلبية الساحقة من الشعب الأرمني أجبر على الرحيل من أرمينيا الغربية والآناضول إلى سوريا فأرسل معظمهم إلى الصحراء للموت جوعا وعطشا. أعداد كبيرة منهم قتلوا بطريقة منهجية في جميع أنحاء الإمبراطورية العثمانية. النساء والأطفال تعرضوا إلى الخطف والاعتداء بصورة وحشية كما تمّ مصادرة الثروات الكاملة للشعب الأرمني.

بعد سنة واحدة فقط أو أكثر قليلا من الهدوء النسبي في نهاية الحرب العالمية الأولى تجددت الأعمال الوحشية بين الأعوام 1920 و 1923، فتعرض الأرمن لمزيد من المذابح والاضطهاد وعمليات الطرد.

في سنة 1915، قبل 33 عاما من اعتماد الأمم المتحدة لاتفاقيتها الشهيرة حول منع الإبادات الجماعية، أدان المجتمع الدولي ما تعرض له الشعب الأرمني واعتبروها جريمة ضد الإنسانية.

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

3541.jpg

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

من هم المسؤولون عن الإبادة الجماعية الأرمنية؟

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

إن قرار تنفيذ الإبادة الجماعية بحق المواطنين الأرمن في الإمبراطورية العثمانية أتخذ من قبل الحزب السياسي الحاكم في البلاد آنذاك، جمعية الإتحاد والترقي، والمعروفة أيضا باسم تركيا الفتاة. ثلاثة من أعضاء الجمعية المذكورة كانوا مسيطرين على الحكومة، وهم:

– محمد طلعت، وزير الداخلية سنة 1915 ورئيس الوزراء سنة 1917.
– أنور إسماعيل، وزير الحربية.
– أحمد جمال، وزير الحربية والحاكم العسكري لولاية سوريا.

هذه الحكومة وبقبضة هؤلاء الثلاث أعتمدوا أيضا على أعضاء آخرين من جمعية الاتحاد والترقي ممن كانوا في مناصب حكومية عالية واستغلوا وجودهم لإعطاء الأوامر العسكرية لتنفيذ مخطط الإبادة الجماعية بحق المواطنين الأرمن.

بالإضافة إلى وزراة الحربية والداخلية فقد اعتمد أيضا هؤلاء المتطرفون على مجموعة شكلت حديثا من عدد من المجرمين والخارجين عن القانون وقد سميت هذه المجموعة بـ “التشكيلات المخصوصة”، وكان وظيفتها الأساسية تنفيذ المذابح الجماعية بحق الأرمن المهجرين. كان المسؤول عن هذه الجماعات الخاصة الطبيب بهاء الدين شاكير.

حاول المدعو ضياء غوكالب إقناع أجهزة الإعلام بالنيابة عن جمعية الاتحاد والترقي للترويج للأفكار الطورانية التي تحلم بتأسيس إمبراطورية جديدة تمتد من الآناضول إلى آسيا الوسطى ويقطنها سكان من أصول تركية على وجه الخصوص. هذه المفاهيم التي تم نشرها بررت بين الأتراك الخطط التي تقدم عليها الحكومة من أجل تصفية أرمن الإمبراطورية باعتبارهم ليسوا ذو أصول تركية وقد يشكلون عائقا أمام تحقيق الإمبراطورية المنشودة.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وجهت إتهامات للعديد من الشخصيات السياسية والعسكرية من لجنة الإتحاد والترقي وأعضاء آخرين ممن كانوا في الحكومة وقت الحرب بالإضافة إلى العديد من المسؤولين الإقليميين.. وجهت إليهم جميعا تهم بخصوص ما أصاب الأرمن أثناء الحرب. العديد من هؤلاء المسؤولين عن المآساة الأرمنية كانوا قد غادروا البلاد إلا أنهم رغم ذلك حكموا غيابيا بتهمة إرتكاب جرائم كبرى.

بين الأعوام 1920 و1923 تجددت الأعمال الوحشية بحق الأرمن ولكن هذه المرة من قبل الوطنيين الأتراك الذين كانوا يعلنون معارضتهم لسياسة الاتحاد والترقي ولكنهم في الحقيقة كانوا يشتركون معهم بالعديد من الأفكار والنظريات المتطرفة.

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

7649.jpg

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

هل ثمة شهود عيان عن الإبادة الجماعية الأرمنية؟

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

رغم القيود الكثيرة التي فرضتها السلطات العثمانية على كتابة التقارير حول الأحداث المآساوية التي تعرض لها الأرمن أو حتى على التصوير إلا أن وجود عدد كبير من الأجانب في الإمبراطورية أدى إلى ظهور عدد من شهود العيان على تلك المذبحة.

أهم شهود العيان هؤلاء كان الدبلوماسيون الأمريكيون والمبشرون القادمين من مختلف الولايات الأمريكية. فقد كان لهؤلاء الفضل في نشر أولى الأخبار عن مآساة الأرمن إلى العالم الخارجي لدرجة أن تقارير البعض منهم تحولت إلى عناوين تصدرت كبرى الصحف الأمريكية والغربية.

إضافة إلى الأمريكيين كان هناك أيضا العديد من شهود العيان من آلمانيا. فبما أن آلمانيا كانت حليفة للدولة العثمانية في الحرب العالمية الآولى فقد تواجد العديد من ضباطها بمهمات عسكرية في داخل أراضي الإمبراطورية.

بعض هؤلاء الآلمان عارضوا علنا السياسة التي كانت تتبعها حكومة الإتحاد والترقي وآخرون أرسلوا سرا تقارير مفصلة لأسيادهم في ألمانيا حول الفظاعات التي ترتكب بحق المدنيين الأرمن.

وعندما احتل الروس أجزاء من الآناضول شاهد العديد منهم الفظاعات الكبيرة التي خلفتها اليد التركية بحق مواطنيها من الأرمن.

كثير من العرب في سوريا – التي كانت المحطة الأخيرة للمبعدين الأرمن – شاهدوا بأم أعينهم الظروف الصعبة التي وضع فيها أبناء هذا الشعب الذين كان جرمهم الوحيد أن الله اختار لهم أن يبصروا النور أرمن.

وأخيرا، العديد من المسؤولين الأتراك أنفسهم تحولوا إلى شهود عيان عن الإبادة الأرمنية بعد أن اعترفوا في المحاكمات التي جرت بعد الحرب بالجرائم التي ارتكبوها بحق الأرمن العزل.