رغم تضارب مصالح الطرفين في العديد من الملفات ,وتصاعد التوتر بينهما على كافة المستويات , واشنطن تدعو موسكو إلى عقد حوار استراتيجي. وفي السباق تنتظر إدارة الرئيس الأميركي بايدن , رد إيران على الدعوة الأوروبية لبحث سبل العودة إلى الحوار بين الطرفين. في وقت تدعو فيه أنقرة إلى “تسوية المشاكل”بالحوار مع أثينا.
سورياً ,وبعد 10 سنوات من الأزمة السورية يتأمل الجميع بالعودة إلى الحوار.
كردياً, وبقصد خلق توافق كردي واشنطن تشجع وتدعم الأطراف الكردية السورية على الحوار, طالت المدة كثيراً, ومازال الحوار الكردي مستمراً..
فلماذا يلجأ الجميع إلى الحوار في النهاية؟
في قراءة لمشهد الدعوات إلى الحوار يمكننا أن نشير بأن الحوار عمليــة لتبــادل وجهــات النظــر تستند علــى الانفتــاح والاحـتـرام بـيـن المتحاورين فــي إطــار مــن التفهــم والاحـتـرام.
والحوار رغم كونه أسلوباً حضارياً في التخاطب والتفاهم وتسوية الخلافات والصراعات ونضوج في الرؤى، بيد أننا لا نلجأ إليه دائماً. فقد يتم الاعتماد إلى استخدام القوة أو التهديد أو إلحاق الأذى بالآخر. ولعلنا لا نغالي إذا قلنا إن الكثير من حالات المواجهة بالعنف يمكن تفاديها فيما لو اعتمد الحوار كأسلوب من أساليب الحسم, فمن حق أي جهة التعبير عن وجهة نظره، ولا أحد ينكر عليه هذا، لكن لماذا نلجأ دوماً إلى الخيار الأصعب ،لماذا نختار الحلول الأكثر تعقيداً،والتي نخسر فيها جميعاً، أليس
بالإمكان الجلوس على طاولة حوار دون شروط مسبقة، ثم لماذا استباق المراحل ؟
يقول أحدهم :”إن الحوار المستمر بين الأطراف السياسية الكردية هو أمر إيجابي إذا حقق الشروط الواقعية ، وارتبط بطبيعة الظروف السياسية التي تحكم دول المنطقة وطبيعتها والحوار هو مطلب شعبي عام، لأنه يساعد على تمتين قوة الموقف الوطني الديمقراطي في سوريا المستقبل”.
بالمحصلة ,وحتى لا يبقى الحوار الكردي – الكردي مرتبطًاً بتحقيق أهداف صغيرة ومحدودة سياسياً
من هذا الطرف أو ذاك، يتطلب اليوم من جميع الأطراف الكردية السورية, ولأجل مصلحة شعبنا الذي ما زال يعاني من آثار الانحرافات السياسية والاختلافات الحزبية التي أحدثت هزة وزلزالًا في بنيانه، وضع مصالحها الشخصية والحزبية جانباً والابتعاد عن كل التبعيات السياسية والأيديولوجية المفروضة عليها، والتوافق فيما بينها ومن ثم بين جميع مكونات المنطقة بما يخدم مصالح الجميع. وأخيراً نستشهد بقول الجنرال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية : “يجب أن يعمل طرفا الحوار الكردي على أساس مستقبل وآمال الشعب الكردي وقضيته”.