نوسوسيال

​​​​​​​نورمان بيتش:أوجلان تجاوز الحدود ويجب الإفراج عنه فورًا

277

قال البروفيسور نورمان بيتش إن فرض العزلة المشددة لمدة (22 عامًا) هو إجراء ظالم وغير إنساني، ونوه إلى أن بإمكان القائد عبدالله أوجلان أن يكون شخصية رئيسة في مفاوضات مسيرة السلام، كما دعا إلى الإفراج عنه فورًا.أوضح البروفيسور نورمان بيتش أن الدولة التركية لم تحقق هدفها بعزل القائد عبدالله أوجلان، وأضاف بهذا الصدد: “وحتى الآن يمكن القول إن أوجلان يعتبر القوة السياسية الأكبر التي ساهمت في تحقيق التغيير الديمقراطي في تركيا، وإحلال السلام والديمقراطية الاجتماعية”.وتأسست المبادرة الدولية “الحرية لأوجلان والسلام لكردستان” بعد اعتقال القائد عبدالله أوجلان من قبل الدولة التركية بتاريخ 15 شباط عام 1999، وساهمت حتى الآن في تنظيم العديد من النشاطات العالمية، ومن إحدى نتاجات هذه المبادرة صدور كتاب بعنوان “حوارات بناء الحياة الحرة”، الذي شارك في إعداده عدد من الأكاديميين والكتاب والثوريين، والمهتمين بأفكار القائد عبدالله أوجلان، الذين استلهموا آراءهم من أفكاره، ونُشر الكتاب لأول مرة عام 2019، من قبل دار نشر آرام بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ 22 للمؤامرة الدولية ضد القائد عبدالله أوجلان.وكان لنا لقاء مع البروفيسور نورمان بيتش أحد المشاركين في إعداد هذا الكتاب، الذي تحدث بشكل خاص حول العزلة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان.وحول أهداف وأبعاد المؤامرة الدولية، يقول البروفيسور نورمان بيتش في كتابه “حوارات بناء الحياة الحرة‘: “نُفذت المؤامرة بهدف تصفية أوجلان، ولم يكن هدف الجميع استهداف شخص معين بقدر ما كان استهدافًا لرمز نضالي. ولتحقيق هذا الهدف تم استخدام مسدس أيضًا، حين أعطى السفير اليوناني لدى كينيا مسدسًا لأوجلان، ليس للدفاع عن نفسه بل للانتحار” (الصفحات 22-23).‘العزلة المفروضة منذ 11 عامًا إجراء ظالم وغير إنساني’ووصف نورمان بيتش القائد عبدالله أوجلان بأنه السياسي والقائد الأساسي للحركة الكردية في تركيا، وقال إن العزلة المفروضة منذ (22 عامًا) على أوجلان هي إجراء ظالم وغير إنساني، وأضاف أيضًا “كان الهدف من المؤامرة إضعاف الإدارة الذاتية والاعتراف بالهوية الكردية، ولولا أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وكذلك ألمانيا وهولندا واليونان، ساهموا في عدم منح حق اللجوء السياسي، لما تمكنت تركيا وحدها من اعتقال القائد أوجلان”.

‘المؤامرة انتهاك واضح لمعاهدة جنيف الخاصة باللاجئين’

وقال نورمان بيتش إن رفض منح القائد أوجلان حق اللجوء السياسي قبل المؤامرة، هو انتهاك واضح لمعاهدة جنيف الخاصة باللاجئين، وأضاف بهذا الصدد “مما لا شك فيه أن أوجلان كان لاجئًا سياسيًّا، ومن حقه الحصول على اللجوء السياسي، ولكن تم نفيه إلى تلك الدول التي تسمح له بالدخول إلى أراضيها”.

ونوه نورمان بيتش إلى أن الدولة التركية لم تنجح في تحقيق هدفها الرامي إلى عزل القائد أوجلان، وقال “يجب على محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، وكذلك المسؤولين في الدولة التركية إعادة النظر في الظروف اللاإنسانية التي يحتجز فيها أوجلان في سجن إمرالي.

 لقد استطاع أوجلان الوصول إلى أماكن خارج حدود تركيا من خلال العديد من كتبه وكتاباته، كما أن العزلة المفروضة عليه هي إجراء لاإنساني، والمطلوب ليس فقط تغيير ظروف وشروط الاعتقال، بل يجب الإفراج عنه”.

‘أوجلان شخصية محورية في مسيرة مفاوضات السلام’

وحول الدور الطليعي للقائد أوجلان للقائد أوجلان قال نورمان بيتش: “يمكن لأوجلان أن يكون الشخصية المحورية في المفاوضات والمباحثات ومسيرة السلام، فكما ظل نيلسون مانديلا محتجزاً في جزيرة روبين لمدة (27 عامًا)، وتعرض للعزلة، وفيما بعد أصبح رئيسًا لجنوب أفريقيا، كذلك الأمر بالنسبة لأوجلان، يجب ألا يبقى محتجزًا لمثل هذه الفترة الطويلة جدًّا، وفي ظروف لاإنسانية، إنه يستطيع الآن أن يكون القوة السياسية الأكبر من أجل السلام والديمقراطية في تركيا”.

‘يجب محاكمة تركيا في محكمة الجنايات الدولية’

وتابع نورمان بيتش: “في ربيع عام 2015، عندما قررت الحكومة التركية برئاسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إنهاء مباحثات السلام والحل السياسي مع أوجلان، بدأت مرحلة سياسية جديدة بالنسبة لتركيا، تمثلت بتصعيد الهجمات ضد شعب شمال كردستان وروج آفاي كردستان، حيث هاجم جيشها المدن الكردية مثل جزير، وآمد، وسلوبي وكذلك شمال سوريا، دون أن يكون له أية شرعية وفق المواثيق والقوانين الدولية، لقد ارتكب جرائم حرب حقيقية ضد الشعب الكردي.

 وفي عام 2018 هاجم مقاطعة عفرين، في انتهاك لجميع القوانين والمواثيق الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، وقد التزم حلف الناتو الصمت إزاء ذلك، ثم هاجم كري سبي وسري كانيه، ولهذا يجب أن يتم محاكمة تركيا على هذه الانتهاكات في محكمة الجنايات الدولية”.

‘يجب على الناتو التخلي عن دعمه للاحتلال’

وطالب نورمان بيتش تركيا بالخروج فورًا من المناطق المحتلة، كما دعا الناتو إلى التخلي عن دعمه للاحتلال، وأضاف أيضًا بهذا الصدد: “الشعب السوري هو ضحية هجمات داعش ومرتزقة الدولة التركية، وهذا سبب كافٍ لحلف الناتو، للتأثير على شركائه من أجل إنهاء العنف، والانسحاب من الأراضي الأجنبية، واحترام حقوق الإنسان الأساسية.

 تركيا ترتكب جرائم كبيرة وتنتهك المواثيق الدولية، وما كانت لتستطيع ذلك لولا صمت ودعم وتجاهل حلف الناتو، الذي يعتبر شريكاً لها بهذا الصمت، يجب على جميع القوى الديمقراطية التصدي لهذه السياسة المنافية للديمقراطية، والمطالبة بإنهاء العنف العسكري، واحترام حقوق الإنسان”.

من هو نورمان بيتش؟

نورمان بيتش بروفيسور فخري في جامعة هامبورغ، وبرلماني سابق ومختص في القانون الدولي، ولد في مدينة بريمن الألمانية في 12 نيسان عام 1938، وبدأ العمل في وزارة الاقتصاد الفدرالية في مدينة بون، وواصل نشاطه في مجال البحث في مركز الأبحاث التابع لاتحاد العلماء الالمان، وفي عام 1975 عمل استاذاً للعلوم السياسية في جامعة هامبورغ. وترأس جمعية المحامين الديمقراطيين لمدة 9 أعوام، وهو رئيس تحرير مجلة الديمقراطية والقانون، وألّف العديد من الكتب، وكتب العديد من المقالات في مجال القانون الدولي.