نوسوسيال

بقلم الأديبة والكاتبة ا لسورية ندى محمد عادلة / ماذا تريد ؟

508

حواسي تدعوني لأقفز فوق النار
كلي مطالب خاسرة
كلي من ربيع مهجور بلا جواز سفر
بعضي متعثر يبحث عن وطن على عتبة الصدق , وبعضي ممتلئ بملامح العتم ,
أشع بالنور , أثور كعاصفة في اللا مكان الآمن
في كل العيون أعيش , أشرب من دمعها ‘ كحلها ‘ بريقها
بين سطور الكلمات أنام ولا أنام ‘ أضم سحابة عطش تهذي ضياعاً
وأستيقظ قبل نفاذ الصباح بقشعريرة الهلع من الضواري من العناكب من الحيتان ‘ في بلاد تكتظ بأقلام الببغاوات
يا قاتل جموح الفرس وجيوب العاشق ‘ لدي صفات كثيرة لتعريفك
لن أعطيك ابتسامتي ولا عشقي ولا جوع مدينتي
أنا عجوز وحيدة ‘ أرى شبابي في محاربة قراقوش والمنصور
أرى جمالي في رائحة الزعتر بين أصابع حفيدي في ثيابه المتسخة بملاعب الوطن
أرى مقامي في كمال الماضي وهو يتثاقل على كتفي ويمزق حاضري
لن أعطيكم عنواني كي لا تكسروا أصابعي
نصحتني أمي بأن أبقى أميرة على إيبلا وبابل ‘
أطل من على قاسيون وبيدي الجوري فوق الحدائق المعلقة ‘ وأهدي سلام الشرق لرمسيس ونفرتيتي
نصحتني أمي أن أعشق عقيدة عيسى وموسى
وأن أكون مهذبة مع إسلامي
لم يعد يهمني مهما حاصرني الجراد والأفاعي , وقاتلوا شجيرات الفستق والغار ‘ وأحرقوا الكرز الموشح بالزيتون
سأبقى أذهب باتجاه وجهي ‘ أخاطبه كل مرة ليعود بي إلى تكويني
لن أرحل ‘
لن أرحل أيها المارد ‘ ولو أتيتني بكل غزاة الأرض ‘ سآتيك بهديل قصائدتي
في كل لحظة سأغني فوق هرم من أهراماتي التي لا تحصى ‘
سأضحك لأهزم دمعتي وأبتسم لمدن بلا سكان ‘
وأدعك جالساً وحدك على ضفاف بلا أنهار
سأبقى مع من بقي معي ‘ بانتظار من يعيد للأماكن عطرها
سنبقى في وطن يعلمك كيف ترافق الورد وتنحني للقبلة والموسيقى
يعلمك كيف تستقبل صباحاتها القديمة والجديدة بنور يجلد الغربة والألم ,
ويحيك من الأحزان عيداً ونصرا .
ندى م عادلة