نوسوسيال

أمطار عفرينية… من واحة الشاعر السوري عبدالرحمن محمد

653

 

الكلمة الصادقة والحرة لما تحمله من قضايا، هي نور يمس ذهن الأمم وشعلة تمضي بهم نحو القمم، هي سهم العطاء وذاكرة الخلود اعتمد عليها الإنسان منذ الأزل في قول تاريخه وحضارته وحفظ يوميات حياته، تبناها الأدباء والفنانون وعظماء الشعراء فمنها يبنى الشعر وبها تصنع القصائد.ومنذ ذلك الحين اعتبر الشعر الذاكرة الخالدة لتاريخ الشعوب والأمم وسلاحها الحاد في مواجهة ظروف العصر، فالبحث في طبيعة الشعر هو بحث عن الزمن وما طرأ عليه من تغيير، فمنذ العهد الروماني والإغريقي وقبل صدر الإسلام وبعده، والشعر يتلون بألوان العصر تارة بالنهوض وأخرى بالركود تباينت مفاهيمه وتنوعت وظائفه وتعددت غاياته من ذكر للحروب وتمجيد للبطولات إلى التغني بالوطن والأرض والشاعر السوري عبد الرحمن محملاحساسد رقيق المشاعر و الاحساس وهو الشاعر المحلق … والعصفور الطائر بلاجواز أوعنوان في طبيعة الأرض الطيبة الخصبة وزيتونها المقدس بمياه السماء وزخات المطر يروي زيتونها الأخضر في جبالها وسهولها الخضراء وجمالها في عيون شاعرنا المتألق بغزل الحروف عبد الرحمن محمد في قصيدته أمطار عفرينية

أمطري عطراً وياسميناً
يا سماء
أمطري
وعمدي زيتونها
و تباركي
إذ تلامسين
حيث سار الأنبياء
قَبّلي
اقدام بارين وآفستا
وزفي البشرى
لكلهات
لآرين
ينبوع النقاء
أمطري…
حباً… وورداً
ومدي عين دارا
من طهر الصفاء
أرعدي
أبرقي
أزبدي
وزلزلزلي الأرض
وهزي عروش الجبناء
هاهنا
نبي هوري
جنديرس
ماباتا
وراجو
هاهنا أبناء الشمس
بقامات من ضياء
أمطري …واصرخي
وقولي
هاهنا “كردو”
على مر العصور
لم ولن يركع للجبناء
هاهنا…
كلنا عفرين…كلنا بارين
كلنا نار ورصاص
في صدور الجبناء
هاهنا أسود
أحفاد كاوا
لا يرهبنا
نباح أو عواء