نوسوسيال

بدران جيا كرد يؤكد: دمشق سدت الطريق أمام الحوار

616

  / نوس سوسيال الدولية /

أكد نائب الرئاسة المشتركة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كرد إن حكومة دمشق سدت الطريق أمام الحوار، وإن لقاءات جنيف الأخيرة أكدت عدم استعداد دمشق للحوار، وقال أيضاً إن “الروس أيضاً ليس لديهم مشروع أو توجه يساهم في تعزيز الحوار وتصريحات بدران جيا كرد جاءت خلال حوار أجرته معه وكالة أنباء هاوار للحديث حول مجمل الأوضاع في سوريا بشكل عام وشمال وشرق سوريا بشكل خاص،

– التحركات الروسية وهجمات الدولة التركية.خلال عام 2020 كيف كان أداء الدول الضامنة في مناطق شمال وشرق سوريا؟ وبشكل خاص الدور الروسي وتأثيره على التوازنات الموجودة؟

خلال العام المنصرم برزت العديد من القضايا الكبرى، وبشكل خاص داخل سوريا. وما زالت تلك القضايا قائمة بدون حل. انتقلت هذه القضايا إلى العام الجديد بدون إيجاد حل لها. العديد من الأطراف تسعى إلى إنهاء الحرب في سوريا وتعزيز الاستقرار في المنطقة. كانت هناك مساعٍ روسية عبر تشكيل اللجنة الدستورية التي تمخضت عن اجتماعات سوتشي. إضافة إلى اجتماعات ومباحثات جنيف، والتي

لم تسفر عن أية نتيجة حتى الآن. العيون الآن تتجه إلى موقف الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالعملية السياسية في سوريا، بعد تسلم جو بايدن مقاليد السلطة. حيث من المتوقع أن تظهر مساعٍ جديدة من أجل الحوار والحل، وإعادة النظر في الصيغ الموجودة حالياً، وإعادة ترتيب المعارضة السورية، وإشراك لاعبين آخرين في العملية السياسية. في هذا الموضوع يوجد دور فاعل وقوي لروسيا بشكل خاص في

الأزمة السورية. ونحن دائماً نقول إنه لا يمكن حل الأزمة السورية بمعزل عن روسيا، ولكن روسيا لوحدها أيضاً لا تستطيع حل الأزمة. لأن القضية السورية تحولت إلى قضية دولية، العديد من الدول الإقليمية مثل تركيا وإيران وكذلك دول عربية أخرى ودول عظمى مثل أمريكا والدول الأوربية باتت

مؤثرة على الوضع في سوريا، في ما يخص عملية الحل السياسي. ربما تبرز مداولات جديدة حول سوريا بين الدول المؤثرة مثل أمريكا وروسيا وتركيا، والسعي من أجل إعادة النظر في الوضع السوري، والتصرف وفق استحقاقات المرحلة الجديدة.

_ما هي أبعاد وتأثير الدور الروسي في مناطقكم؟

الدور الروسي مؤثر في مناطق شمال وشرق سوريا، وبشكل خاص في عفرين والشهباء وحلب، ومؤخراً برز دورها في مناطق منبج وكوباني وحتى في أجزاء من الجزيرة. وبشكل خاص بعد هجمات الدولة التركية على مناطق كري سبي وسري كانيه، والاتفاق العسكري بين قوات سوريا الديمقراطية وروسيا وحكومة دمشق للحد من توسع رقعة هجمات الدولة التركية، حيث تم طلب

المساعدة من القوات الروسية لإيقاف هجمات الدولة التركية. وروسيا تسعى إلى تعزيز دورها وتأثيرها في المنطقة. حيث تسعى إلى بسط سيطرتها على الصعد الإدارية والعسكرية والاقتصادية والسيطرة على مصادر البترول. على هذا الأساس تتطور السياسية الروسية في المنطقة. وتسعى إلى إنهاء وجود التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة. أي أن هذه المنطقة

تحولت إلى ساحة لتصفية الحسابات بين روسيا وأمريكا. الأمر الذي ساهم في تفاقم قضايا هذه المنطقة، ومن الصعب حلها بسهولة. كمان أن هناك العديد من الدول الأخرى التي تسعى إلى تصفية حساباتها في هذه المنطقة. ونحن نناشد الجميع بعدم تحويل وطننا إلى ساحة لتصفية الحسابات. ونطالب جميع القوى الموجودة في المنطقة، أن يساهم وجودها في إيجاد حل للأزمة وتأمين الأمن

والاستقرار. فإذا تفاقمت الأزمات في المنطقة فإن من شأن ذلك المساهمة في تصعيد الصراع، وبالتالي سيؤدي إلى إعادة إنعاش الإرهاب من جديد. فمن المعلوم أن مناطقنا كانت مركزاً للحرب ضد داعش والإرهاب، وكذلك مركزاً للحرب العالمية الثالثة. وعليه فإن ضرب استقرار هذه المنطقة سيؤدي إلى إحداث خلل تستفيد منه قوى الإرهاب لإعادة تنظيم صفوفها.

_ما الذي يدفع روسيا للسماح لتركيا باحتلال مناطق شمال وشرق سوريا؟

من المعلوم أن هناك العديد من الملفات الشائكة بين الدولتين، حيث تتفق الدولتان على العديد من المحاور، فيما تختلفان على الكثير منها. حيث هناك حسابات ومواقف متباينة بين الدولتين. في ما يتعلق بالموقف من ملفات إدلب وليبيا وقرباخ. روسيا حالياً تسعى بشكل أو بآخر إلى بسط سيطرة حكومة دمشق على سائر الأراضي السورية. وعليه فإن روسيا تنتهج سبلاً مختلفة. فهي تخوض الحرب

في بعض المناطق، مثل إدلب حيث تحارب هناك ضد المجموعات المرتزقة وتمكنت من إجبارهم على التراجع وفتحت المجال لقوات النظام بالتقدم هناك. وفي ما يتعلق بمناطق الإدارة الذاتية فإن روسيا لا تنتهج نفس السياسة، وبالتالي محاربة قوات سوريا الديمقراطية. بل تنتهج سياسة مختلفة. فبما

أن تركيا تعتبر وجود قوات سوريا الديمقراطية مشكلة بالنسبة لها، فإن روسيا تسعى للاستفادة من هذا الموقف واستغلاله. حيث تسعى روسيا إلى ترهيبنا، وبالتالي النيل من إرادتنا، وإخراج قوات سوريا الديمقراطية وقسد من المنطقة. وهي تمارس هذه الاستفزازات باستمرار، بهدف السيطرة على مناطقنا.

روسيا كانت مسؤولة بشكل مباشر عن احتلال عفرين. حيث كانت هناك صفقة واضحة بين الدولة التركية وروسيا. حيث اقتضت الصفقة منح تركيا عفرين مقابل الغوطة وريف دمشق، فهي تخلت عن عفرين لصالح تركيا، وبالمقابل فإن تركيا سلمت الغوطة لروسيا والحكومة السورية. لأن دمشق مهمة جداً لروسيا وحكومة دمشق. فضمان السيطرة على دمشق يعني إنعاش حكومة دمشق وإعادة الاعتبار لها.

-جرت مباحثات بين حكومة دمشق والإدارة الذاتية. خلال تلك المحادثات هل كان هناك دور مؤثر لحكومة دمشق، أم الدور الأساسي كان لموسكو؟


لكي تتطور مباحثات ومفاوضات جادة بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق، يجب أن يكون للقوى الفاعلة والضامنة دور واضح وأن يكون لديها مشروع واضح للحل، يساهم في الوصول إلى نتائج ملموسة. لأن حكومة دمشق لا تمتلك موقفاً أو مشروعاً سياسياً من أجل المفاوضات والحل. ومن جهة أخرى فإن حكومة دمشق لا تزال تنتهج العقلية العنصرية، تلك العقلية السابقة التي يرفضها الجميع. حتى الآن ما زالت كل مساعي دمشق منصبة على العودة إلى سابق عهدها، وإعادة تعزيز

قوتها، وبسط سيطرتها على كل مكان. في هذا الموضوع ظهرت عدة مبادرات ومساعٍ روسية وأكدوا رغبتهم في التوسط بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق من أجل بدء المفاوضات والوصول إلى تفاهمات. ولكن في الحقيقة جميع تلك المساعي لم تسفر عن نتيجة، لعدة أسباب؛ حكومة دمشق ساهمت من خلال توجهها العنصري في سد أبواب الحوار، وقد ظهر مؤخراً في اجتماعات جنيف أن حكومة دمشق ليست مستعدة أو جاهزة للحوار مع أي طرف كان. كما أن روسيا ليس لديها موقف أو

مشروع يساهم في تعزيز الحوار وحل الأزمة. ولذلك فإنها لا تتخذ قرارات جادة للضغط على دمشق ودفعها إلى الحوار. كما أن هناك قوى أخرى تؤثر على الموقف الروسي، مثل تركيا وإيران. لأن تركيا وإيران تعارضان فكرة الحوار بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق. وروسيا لا ترغب في الإضرار بعلاقاتها مع هاتين الدولتين. وهذا ما يؤدي إلى ظهور هذه العراقيل. فجميع القوى المهيمنة على كردستان

 

سواء حكومة دمشق أو تركيا وإيران تنتهج نفس السياسة في ما يتعلق بالحيلولة دون تطور الحوار والوصول إلى تفاهمات، إنها تنتهج نفس العقلية. وهدفهم الأساسي هو القضاء على الإدارة الذاتية وكذلك القضاء على حقوق الشعب الكردي وإنهاء نموذج الحياة المشتركة في المنطقة.


– هل روسيا ترغب فعلاً في وجود نظام الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا؟


لا يعرف بالضبط ما هي السياسة الروسية فيما يتعلق بالإدارة الذاتية، فهي لا تقبل، ولكنها لا تطلب بإنهائها بشكل مباشر. في العديد من الاجتماعات قالوا لنا، نحن لن نتدخل في أي تفاهم مع حكومة دمشق سواء حول الإدارة الذاتية أو الفيدرالية أو الحكم الذاتي، وإن قرار ذلك يعود لكم. ولكنها في الحقيقة لا ترغب أن تدار هذه المنطقة بشكل ذاتي عسكرياً وسياسياً وإدارياً واقتصادياً. ما تقبله روسيا بشأن مناطقنا وبشكل خاص للشعب الكردي الحقوق الثقافية. وعدا عن ذلك لم نجد أي شيء آخر في السياسة الروسية.


-ماذا استفادت روسيا من الأزمة السورية؟ وكيف يجب أن تكون السياسة الروسية بالنسبة لمناطقكم خلال عام 2021؟

يجب أن تعمل روسيا بشكل فعال وجاد من أجل إنهاء الاحتلال التركي. يجب إنهاء الجرائم والممارسات التي ترتكبها المجموعات المرتزقة في المناطق المحتلة. فطالما بقيت مناطق مهمة من الأراضي السورية تحت نير الاحتلال، فلا يمكن بأي شكل من الأشكال تحقيق الأمن والاستقرار أو حل الأزمة. يجب أن تتبنى روسيا مشروعاً واضحاً للحل والمفاوضات. فإذا ما سعت روسيا من أجل قيادة المفاوضات،

وكان لها دور ضامن في المباحثات، فإن من شأن ذلك أن يفتح أبواباً واسعة أمام  الحل السياسي. وستوفر فرصا ً كبيرة في سوريا، وتساهم في تعزيز وتقوية سوريا. كما أن من شأن ذلك أن يعزز أيضاً النفوذ الروسي. السياسة الروسية الحالية في سوريا قائمة على استغلال طرف معين لترهيب طرف آخر، ومن ثم عقد الصفقات الآنية على هذه السياسة، وتعزيز نفوذها في مواجهة القوى الأخرى، مما يساهم في تعميق الأزمة، ولا يخدم العملية السياسية.

المجموعات المرتزقة الموجودة في إدلب تشكل خطراً على الجميع، وهذه المجموعات انتقلت حالياً إلى عفرين وسري كانيه وكري سبي. مؤخراً نفذت مجموعة المرتزقة التي تسمى “حراس الدين” والمدرجة على لائحة التنظيمات الإرهابية، والمرتبطة بشكل مباشر مع المخابرات التركية وتتلقى

تعليماتها منها، نفذت عملية انتحارية استهدفت القوات الروسية في عين عيسى. وهذا حدث جديد، مما يعني أن هناك خطراً يهدد روسيا أيضاً. يجب على روسيا أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار، وأن تخوض حرباً فعالة ضد هذه المجموعات المرتزقة، وأن تساهم بشكل فعال في تطور عملية الحل السياسي.

 


-ما هي الرسالة التي تتضمنها تلك العملية الانتحارية؟

روسيا تخوض عمليات عسكرية ضد تلك المجموعات في إدلب. وسبق لهذه المجموعات أن استهدفت القوات الروسية من خلال تنفيذ الهجمات أو تفجير الألغام. وحالياً تتواجد تلك المجموعات في سري كانيه وكري سبي، ونفذت عملية في عين عيسى. والجميع حالياً يتساءل كيف وصلت تلك المجموعات

إلى تلك المنطقة؟ من المؤكد أنها وصلت إلى هناك عبر المناطق التي تسيطر عليها تركيا. وربما كان للدولة التركية يد في العملية بهدف الضغط على روسيا فيما يتعلق بملف عين عيسى. وكذلك أن تعمل الدولة التركية على القضاء على تلك المجموعات بيد روسيا. تلك العملية كانت إشارة أو رسالة موجهة إلى روسيا.

تستمر هجمات الاحتلال ضد مناطق شمال وشرق سوريا. حيث تتعرض عين عيسى لهجمات عنيفة. ومؤخراً جرى تفاهم بين قوات سوريا الديمقراطية وروسيا وحكومة دمشق بهدف الحد من هجمات دولة الاحتلال التركية، ويقضي التفاهم بإنشاء ثلاث نقاط مراقبة مشتركة. ورغم ذلك فإن الهجمات ما زالت مستمرة. ما هي أهمية عين عيسى وما هي مخططات المحتلين؟

لنكن صريحين، إن للدولة التركية مخططاً معداً وجاهزاً في ما يتعلق باحتلال بعض مناطق شمال وشرق سوريا. وهم يثيرون هذا الموضوع على الدوام ويطرحونه على طاولات النقاش، ويبحثون بشكل مستمر عن الفرصة الملائمة لتحقيق هذا المخطط. الدولة التركية تبذل مساعي حثيثة على الصعد

السياسية والدبلوماسية والاستخباراتية، بهدف الحصول على الموافقة الروسية والأمريكية، للتمديد لتنفيذ مخططها الاحتلالي. وهذا ما يحتم علينا كشعوب في شمال وشرق سوريا بأن نكون يقظين وأن نكافح ونناضل ضد سياسات الاحتلال والإبادة. إن المحتلين ينتظرون على الدوام الفرصة الملائمة لتنفيذ مخططاتهم الاحتلالية، ولذلك فإن المجموعات المرتزقة وكذلك الدولة التركية تسعى على الدوام إلى احتلال عين عيسى. وتوسيع رقعة الاحتلال،  ولكن بشكل تدريجي لئلا تواجه ضغوطات المجتمع الدولي. فالدولة التركية لم تلتزم باتفاقية الهدنة منذ بدء الاتفاقية وحتى الآن. 

لعين عيسى أهمية استراتيجية على مختلف الصعد، فهي مركز إداري وسياسي بالنسبة للإدارة الذاتية، وعليه فإن لها أهمية معنوية. حيث تسعى قوى الاحتلال إلى توجيه رسالة مفادها “لقد سيطرنا على مركز الإدارة الذاتية، وقضينا على مشروعهم”. كما أن لعين عيسى أهمية جغرافية أيضاً، حيث تعتبر صلة الوصل بين حلب والحسكة ودير الزور وكوباني، كما أنها تقع على الطريق الدولي الذي

يعتبر طريقاً تجارياً مهماً. لذلك تسعى تركيا إلى قطع أواصر التواصل بين الجزيرة وكوباني ومنبج. وطبعاً مما لا شك فيه أن تركيا لن تقف عند هذا الحد فيما لو نجحت في تنفيذ هذا المخطط. فهي إن بدأت في عفرين وامتدت إلى كري سبي وسري كانيه، فإنها لن تنتهي باحتلال عين عيسى أيضاً. بل إنها تهدف إلى توسيع مناطق الاحتلال لتشمل كوباني ومنبج والجزيرة، وكامل مناطق روج آفا. وعليه فإن علينا التصرف بحكمة واتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجل منع توسيع رقعة الاحتلال.

 


-روسيا تضغط على قوات سوريا الديمقراطية من أجل تسليم عين عيسى إلى حكومة دمشق. ما هي السياسة الروسية في عين عيسى؟ هل هناك أية مستجدات؟


من جانبنا لم نجرِ أن تفاهم أو اتفاق مع روسيا من أجل تسليم عين عيسى إلى حكومة دمشق، ونحن لا نقبل مثل هذا الاتفاق. لن نقبل ذلك، ولا نوافق عليه. ستبقى عين عيسى تحت إدارة الإدارة الذاتية، لديها إدارتها الخاصة وقواتها التي تدافع عنها والمتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية. سوف تصعد المقاومة ضد هذه الهجمات، وقوات سوريا الديمقراطية سوف تتصدى لأي هجمات تطال عين عيسى. أما المساعي الرامية إلى تسليم عين عيسى لحكومة دمشق فإنه أمر غير ممكن الحدوث، ولا يساهم في حل الأزمة. الأمر الصائب والمفيد هو أن تؤدي روسيا مسؤولياتها وتضغط على تركيا من أجل الالتزام باتفاق الهدنة. فتركيا حالياً لا تلتزم برغبة روسيا، وتعمل على إهانة روسيا والتقليل من شأنها. لذلك فإن على روسيا أن تتخذ موقفاً حاسماً. فنحن لن نقبل أن يكون الاتفاق مع أي طرف على حساب إبادة شعبنا.

 

-تواصل الدولة التركية في الآونة الأخيرة إخلاء بعض نقاط المراقبة في إدلب. المراقبون يربطون بين هذا الانسحاب وبين الهجمات على عين عيسى، ويجري حديث عن صفقة روسية تركية لمنح تركيا مناطق شمال وشرق سوريا مقابل إدلب. ما رأيكم في هذا الموضوع؟


إنها وجهات نظر صائبة نوعاً ما. تركيا تواصل إخلاء نقاط المراقبة التي تقع ضمن مناطق سيطرة حكومة دمشق. وذلك بضغط من روسيا. الدولة التركية تتراجع في إدلب. وهذا الأمر يعتبر هزيمة للدولة التركية من الناحية السياسية. وربما تسعى الدولة التركية للتغطية على هزيمتها في إدلب من خلال إطلاق عملية عسكرية في عين عيسى، بهدف الحفاظ على مناصريها داخل تركيا، وكذلك الحفاظ على علاقاتها مع المجموعات المرتزقة ومع مجموعات المعارضة. وربما تجري صفقة معينة بين تركيا وروسيا. على روسيا أن تدرس جيداً، مدى المكاسب التي ستحققها فيما لو منحت مناطق من شمال وشرق سوريا إلى تركيا مقابل إدلب. فإن ذلك في النهاية يعني تعزيز قوة الدولة التركية من قبل الناتو والولايات المتحدة الأمريكية، في مواجهة روسيا. وروسيا الآن منشغلة بالطريقة التي ستخرج بها تركيا من إدلب. السماح لتركيا باحتلال مناطق شمال وشرق سوريا لا يخدم المصالح الروسية، يجب على روسيا أن تدرك ذلك جيداً وألا تفتح الطريق أمام تركيا. 

 

-من المقرر أن يستلم جو بايدن زمام السلطة في أمريكا في الـ 20 من شهر كانون الثاني. ويجري الحديث حول أن تركيا تسعى إلى استغلال هذه الفترة لتنفيذ هجمات احتلالية. ما هو نداؤكم لشعوب المنطقة لمجابهة هذا الهجوم؟

 الدولة التركية تواصل مساعيها بالهجوم على المنطقة وخاصة خلال فترة الفراغ في الإدارة الأمريكية. فهي تعلم أن السياسة الأمريكية الجديدة حول المنطقة لم تتضح بعد. فربما لن تواجه تركيا ردة فعل من أمريكا إزاء تنفيذ أي هجوم، لذلك فإن تركيا تسعى إلى الاستفادة من هذه الفرصة. كما أن روسيا أيضاً تسعى للاستفادة من هذه الفرصة. يجب أن ندرك جيداً أن كلاً من روسيا

وأمريكا هي دول مصالح. تعمل بشكل أساسي من أجل حماية مصالحها. لذلك يجب علينا الاعتماد بشكل أساسي على قوتنا وعلى شعبنا. وأن نستعد على هذا الأساس. فخلال مقاومة كوباني رأينا كيف تغير الموقف الأمريكي، وكيف دعمت مقاومة كوباني. بالنسبة لنا كإدارة ذاتية وكشعوب المنطقة نثق بقواتنا، وهذا هو العامل الأساسي لتحقيق النصر. على جميع المكونات دعم ومساندة قواتها التي تدافع عن هذه الأرض وعن كرامة أهلها. وعدا ذلك فإن انتظار قوات أخرى لا يفيد ولن يحقق النصر لنا.

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
نوس سوسيال الدولية/     نقلا عن وكالة هاوار الكردية في شمال شرق سوريا