الخطة التي وضعتها الإدارة الأميركية في عهد الحزب الديمقراطي عندما كان باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة، التي تتمثل في إعادة ترسيم المنطقة من جديد بعدما وجدت أن تقسيمها وفق معاهدة “سايكس بيكو” لم تعد تجدي نفعا، خصوصا بعدما تغيرت موازين القوى العالمية، وأصبحت
هي القوى العظمى، سياسيا وعسكريا واقتصاديا.ومن ركائز هذه الخطة خلق فوضى خلاقة، كما أعلنت بذلك وزيرة الخارجية، في عهد أوباما، كوندليز رايس التي تمثلت في اشعال الثورات العربية لإسقاط حكوماتها، وتنصيب حكومات جديدة تكون إما موالية لإيران، او موالية لتركيا، بهدف خلق
نظام شيعي بزعامة إيران، و أخر سني بزعامة تركيا الحليفتين في المنطقة.ولقد شاهدنا تنفيذ هذه الخطة على أرض الواقع بتسهيل سيطرة إيران على كل من العراق وسورية ولبنان، وتدخلها في اليمن، وتسهيل سيطرة تركيا على أجزاء من سورية، والعراق، وليبيا، واقامتها قاعدة عسكرية في
قطر بجوار الحدود السعودية بهدف محاصرة دول الخليج العربية من جميع الجهات، لأنها تعتبر القلب النابض للمنطقة لما تتمتع به من ثروات نفطية، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الستراتيجي.
ورغم الإخفاق في السيطرة على جمهورية مصر العربية الشقيقة بسبب ثورة الشعب المصري على
حكم “الإخوان” لما شاهدوه من تقارب “إخواني” إيراني- تركي ومحاولة لتسليم مصر لهتين الدولتين.
إلا أن تركيا وإيران ما زالتا تحاولان توسيع نفوذهما في المنطقة، خصوصا بعدما قربت الانتخابات الأميركية وتفاؤلهما بفوز الديمقراطيين مرة أخرى، حتى يحصلوا على الدعم الأميركي من جديد بعد
توقفه في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب.فها هي إيران تتجاهل جراح الشعب اللبناني، وترسل وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى لبنان لكي يوصل رسالة شفيهة إلى زعيم “حزب الله” حسن نصر الله الذراع العسكرية لإيران في المنطقة، وأن خزائن إيران مفتوحة له، وأنها ستستمر في دعمه، بشرط
تخريب أي محاولات دولية لإعادة إعمار لبنان، وترتيب العملية السياسية في لبنان بهدف اخراجه من أزمتها السياسية والاقتصادية، التي دفعت الشعب اللبناني إلى حافة الفقر والجوع.فإيران تخاف من أن تحجيم سيطرة “حزب الله” في لبنان سيؤدي حتما إلى فرط سيطرتها على سورية والعراق، وتضعف
تدخلها في اليمن، وهذا ما جعل نصر الله يهدد في خطابه الشعب اللبناني بعودة الحرب الأهلية مرة أخرى في حالة الثورة على حزبه.أما تركيا فقد شاهدنا قصفها المتكرر للأرضي العراقية بحجة محاربة الإرهاب الكردي، متناسية أنها احتلت أجزاء كبيرة الأراضي العراقية والسورية القريبة من حدودها،
وأنها سعت بكل جهدها للسيطرة على منابع النفط القريبة من حدودها أيضا.ففي القادم من الأيام سوف نرى تحركات عسكرية سريعة في المنطقة لا سيما إذا فاز الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأميركية مما يعني استمرار عدم الاستقرار ونشوب حروب جديدة، نسأل الله أن يحفظنا منها. للأسف،
كل من تركيا وإيران تستخدمان جماعات عربية لزعزعة الأمن في المنطقة، فإيران تستخدم “حزب الله”، وتركيا تستخدم جماعة “الإخوان”، وكلتا الجماعتين متشابهتين في البناء والأهداف، فلكل منها أمين عام يتبع مرشدا أعلى ولهم حزب سياسي وجماعة مسلحة ومنهجهما مخالف للسنة المطهرة ويهدفان إلى السيطرة على المنطقة.