نوسوسيال

الدكتور جوان حمي شاهد عيان: الاحتلال كان يهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الضحايا

665

 

تأثر بالمشاهد التي شاهدها في وسائل الإعلام أثناء هجمات الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين، حمل أمتعته وتوجه من السويد إلى إقليم الجزيرة، ودخل عفرين لتقديم خدماته الطبية للأهالي، يقول: “إن تركيا كانت تهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الضحايا أثناء هجماتها”.

الدكتور جوان حمي أخصائي جراحة عظيمة (جراح الحروب)، درس الطب في جامعة حلب، وبعد انتهاءه من مرحلة الطب العام، أراد استكمال الدراسة والتخصص، إلا أن النظام قام بفصله بتهمة سياسية، لذا فتح عيادة في مدينة عفرين، وعمل هناك مدّة عشرة أعوام، وبعد فترة سافر إلى السويد.

ꞌتأثر بما شاهده من فيديوهات وعاد وتوجه إلى عفرينꞌ

عاد الدكتور جوان حمي إلى مناطق شمال وشرق سوريا، بعد مشاهدته لمقاطع الفيديو والصور التي التُقطت أثناء هجمات الاحتلال التركي على مدينة عفرين في 20 كانون الثاني 2018، يوضح: “بعد مشاهدتي للفيديوهات والصور التي التُقطت تأثرت كثيراً، وعدت إلى المنطقة، وتوجهت إلى مدينة عفرين”.

ومن بين المقتطفات والصور والفيديوهات التي أثّرت بشكل كبير على الدكتور جوان حمي ، المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي بحق عائلة نازحة في 21 كانون الثاني 2018 في قرية جلبرة في مقاطعة عفرين، ما تسبّب بقتل عائلة كاملة، كانت تعمل في إحدى المداجن، وقال: “معظمهم من أبناء المكوّن العربي، معظمهم كانوا أطفال”.

ووصف جوان حمي لحظة دخوله إلى مدينة عفرين في الأسبوع الثاني من مقاومة العصر بالقول “الحياة كانت طبيعية في المدينة، ولكن الحذر كان يخيم على الجميع، أصحاب المحلات كانوا يتوجهون في الأيام الأولى لمحلاتهم والأهالي يتبضعون، الكل كان يتوجه لعمله ولكن بترقب وحذر”.

ꞌكنا نستقبل عشرات الجرحى معظمهم أطفال ونساءꞌ

وأوضح جوان حمي بأن أكثر من تأثر كان الأطباء والمشافي  وبشكل كبير في الأيام الأولى من الهجمات التركية، وقال:” كنا نستقبل في الأيام الأولى من الهجمات وبشكل يومي أكثر من عشرات الجرحى، معظمهم مدنيون أطفال، نساء، وشيوخ، وإصابات جميعهم كانت  نتيجة استهدافهم بالطائرات الحربية، وفي الجهة المقابلة للمشفى (مشفى أفرين) كان توجد مؤسسة عوائل الشهداء، وكان يخرج منها يومياً العشرات من الشهداء”.

ꞌالاحتلال كان يهدف لإيقاع أكبر عدد من الضحايا أثناء هجماتهꞌ

وبيّن الدكتور جوان حمي أن الاحتلال التركي وعبر هجماته كان يهدف لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، وقال: “أثناء استهداف منطقة ما لم يكن بمقدور الطواقم الطبية ولا حتى الأهالي الاقتراب منها لإخراج الجرحى، لأن الطائرات كانت تستهدف كل من كان يدخل أو يخرج من المنطقة المستهدفة، لذلك معظم المصابين كانوا يفقدون حياتهم”.

جوان حمي أوضح بأن عدد المصابين كان قليلاً مقارنةً مع عدد الشهداء، وقال: “عدد الذين كانوا يفقدون حياتهم كان أكبر من عدد المصابين، لأن الهجمات كانت عبر الطائرات الحربية، معظم الذين كانت إصاباتهم في الرأس أو الصدر أو البطن كانوا يفقدون حياتهم، أما إصابات القدمين والذراعين فكان لابد من بترها، لأن الإصابات كانت حرجة جداً”.

وبيّن بأن معظم المصابين كانوا من المدنيين، أطفال ونساء ورجال وشيوخ ومقاتلين، وقال: “الاحتلال كان يستهدف جميع شرائح المجتمع، على سبيل المثال كان يتم استهداف بناء يتواجد ضمنه الأطباء والمحامون والأهالي والأطفال والنساء والشيوخ”.

نتيجة للعدد الهائل من المصابين جراء قصف طائرات الاحتلال التركي، لم يكن بمقدور الأطباء ولا حتى مشفى آفرين توثيق عددهم بالشكل الدقيق.

 ويوضح حمي : “لا أعرف كم حالة بتر أجريتها، ولكنها أكثر من مئة حالة، معظمهم مدنيين وبشكل خاص أطفال ونساء وشيوخ”.

بعد احتلال تركيا لمدينة عفرين، توجه الدكتور جوان حمي إلى مدينة قامشلو، لمزاولة عمله الطبي، وأثناء هجمات الاحتلال على مناطق شمال وشرق سوريا في 9 تشرين الأول 2019، انضم مجدداً إلى الطواقم الطبية لتقديم الخدمات الطبية لأبناء المنطقة، ويُبين بأن العمل الطبي هو عمل إنساني وواجب على كل طبيب.

فرق واضح بين الإصابات في عفرين وسري كانيه

وقارن جوان حمي بين حالات الجرحى في عفرين أثناء الهجمات التركية على عفرين ، وهجماته على مناطق شمال وشرق سوريا في 9 تشرين الأول 2019، وقال: “معظم إصابات عفرين كانت نتيجة الطائرات الحربية، أما في سري كانيه فكانت الإصابات مختلطة”.

جوان حمي أوضح بأن نسبة الحروق في الهجمات الأخيرة للاحتلال التركي على المنطقة كانت كبيرة جداً، وقال: “كانت هناك حالات حروق فقط دون إصابة (أي دون وجود أي جرح)، كالطفل محمد الذي ظهر على الوسائل الإعلامية”.

وأصيب منتصف شهر تشرين الأول 2019 عقب الهجوم التركية عدد من المدنيين بحروق في الجسد، إثر استهدافهم بسلاح غريب استخدمه جيش الاحتلال في هجماته ضد أبناء سري كانيه، ومن بينهم الطفل محمد حميد، البالغ من العمر 13 عاماً، والذي كان جسده يحترق بشدة نتيجة تعرضه لمادة يُرجّح بأنها مادة الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً.

وأشار جوان حمي بأنه وبحسب المصابين بالحروق، فإن شيئاً ما كان يقع على الأرض، ومن ثم يصابون بالحروق، وقال: “لا أعرف سبب الحرق بالشكل الدقيق لأنني لست خبيراً عسكرياً، وعلى المختصين تحديد ما هي المواد المستعملة في هذه القذائف”.

 وبيّن أن إصابة معظم المدنيين الذين كانوا ضمن القافلة المدنية التي توجهت إلى سري كانيه لإخراج الجرحى في 13 تشرين الأول 2019، كانت نتيجة استخدام مواد حارقة.

وأوضح الدكتور جوان حمي بأن المنظمات الطبية العالمية المعنية تدرك جيداً ما يحصل في المنطقة، إلا أنها لا تحرك ساكناً لأنها تتحرك وفق المصالح الدولية.

وأثنى حمي على الدور الكبير الذي قام به الأطباء في المنطقة خلال الأعوام الماضية، وأوضح بأن معظم المشافي ودون استثناء فتحت أبوابها أمام الأهالي بشكل مجاني.