نوسوسيال

بقلم مصطفى عبدو/ بين سوط الجلاد والوطن… تحيا سوريا…

842

 

إن مشهد سوريا اليوم, هو مشهد لوطن مشتت وممزق بشرياً,تفككت فيه المواثيق التي كانت تربط أبنائه,انعزلت كل فئة على ذاتها,وتهدمت المؤسسات ,وتجمدت مرافق الحياة ,فلا مطارات, ولا مرافئ ,ولا سياحة ,ولا صادرات ,ولا واردات ,ولا عائدات, وينطبق القول نفسه على السياسة والثقافة ,وعلى كل مقومات الحياة. هذا ما قد يجده البعض في سوريا,وهذا ما قد يقول عنها البعض..
لهؤلاء جميعاً نقول : وطن فيه المحبون وفيه المبغضون ,فيه الشامتون وفيه السماسرة والمرتزقة والمتسلقون وفيه الغيارى والنشامى الذين يفدون بأرواحهم لا لشيء إنما لإحقاق الحقوق ولتعود البسمة إلى كل الشفاه .
نعم , وطن فيه حرب وموت وحزن وخراب ومقاومة وشهادة وشهداء أحياء, لكن لا بديل عنه بالنسبة لشعبها الأصيل ,الشعب الحي الذي يملك إرادة الحياة ويصنع من الموت حياة و يعبر عن قوة الحياة بمقاومة الموت ويتجاوز المحن ويبتدع لنفسه وسائل للانبعاث بعد كل ميتة وينهض في كل مرة أقوى ..
الشعب الحي الذي واجه الإرهاب بأحرف المقاومة, مقاومة شرفت السوريين بمختلف مذاهبهم وأطيافهم حتى تمكنوا من هزيمة الإرهاب. ودوَنوا صفحات تاريخية مشرقة في التضحية والفداء والدفاع عن المجتمع..
كما أنهم حققوا انجازاً كبيراً لسوريا وللسوريين عندما وجهوا ضربة مميتة للطائفية وللطائفيين وأعادوا اللحمة والوحدة الوطنية إلى بهائها وألغوا كل مشاريع التقسيم المطروحة على الساحة السورية من قبل العقول العفنة من تجار الأزمات والحروب. بعد أن أصبحت سوريا بلا هوية وطنية جامعة موحدة، وإنما فُسيفساء من الانتماءات الطائفية المتناحرة، حيث الولاء المطلق للطوائف وليس للوطن.
ومهما أخطأت الأنظمة والحكومات بحقنا فيه, ومهما كان نصيبنا فيه هو التهميش والإقصاء فأن كل ذلك يمكن تعويضه بالمساهمة والمشاركة في إعادته ليس كما كان بل أرحب وأجمل وأبهى وأقوى وأشمل ..تسعة أعوام من الهدم والقتل والتشريد سنقابلها بأضعافها من التضحية ,وأنهار من الدماء من أجل أن تبقى سوريا للجميع.. وبرهاننا على ذلك, فليس ثمة بلد أصيب بأقل مما أصاب سوريا لا لتسع سنوات متواصلة بل لتسع شهور واستطاع أن يبقى واقفاً على رجل, لكن سوريا ظلت واقفة وسط العاصفة وفوق الأنقاض بجهود المخلصين من أبناءها الأصليين..
باختصار ,لا بديل لحب الوطن أن كان مهدماً أو مدمراً أو مزدهراً ,فمنه كانت صرختنا الأولى وفيه نوارى الثرى وندفن بتراب الوطن الجريح … وبين الجراح وسوط الجلاد يحيالوطن… وتحيا سوريا.