نوسوسيال

دمشق:بقلم الدكتور هاني الخوري/ كورونا وانعكاساته المستقبلية

627

تحديات عالم
التحديات في العالم لا تتعلق بالأزمات المحدودة والمؤقتة او الروتينية ولكن هي التحديات النوعية الاساسية لاستمرار النوع البشري على الارض ومن يفكرون بمستقبل الارض غالبا ما يفكرون بإدارة هذا الكون ومصالحها وكيفية تحصيل الثروة والملكيات الاساسية العالمية
في وسط تزايد هائل في اعداد سكان الارض وتراجع البيئة وارتفاع حرارة الارض وتلوث الهواء ونقص الموارد وزيادة نسب الفقر وازدياد حاجات الرفاهية في العالم ومحدودية الزراعة ونقص المياه وانتشار تلوث المياه لأكثر من نصف عدد السكان على وجه الارض وتراجع حجم الموارد الاساسية للطاقة الأحفوري من النفط والغاز وازدياد تعود الناس على الانترنت وخدماتها وتطور خدمات الانترنت عالميا وانتشار مدمن لتطبيقات التواصل الاجتماعي، وارتفاع الديون العالمية سواء للدول او الشركات او الافراد وانتشار الفساد والحسابات البنكية الخفية وبشكل يجعل الائتمان الدولي يخضع لاعتبارات تراجع عوائد راس المال في العالم والاحتياج الدائم لدورات من الازمات المالية العالمية والغاء قيمة الكثير من الرساميل في غياهب الاسواق المالية والبنوك والتلاعب بالبورصات واسعار الاسهم والمعادن والمشتقات والذهب نفسه.
وفي نهاية المطاف تصل التحديات في العالم الى واقع افق مسدود ولا تعود التصويبات في الاقتصاد النيوليبرالي قادرة على فتح افاق تقدم للاقتصاد العالمي الا بإعادة تشكيل نظام واليات عمل جديدة للنظام العالمي الاقتصادي والمالي والبيئي والاجتماعي.
وفي هذا المجال تدخل النخب المالية المساهمة في السلطة العالمية والمتحكمة بمصادر وتقنيات السلاح ومصادر التكنولوجيا وادارة المخابرات العالمية والتعامل مع بنوك المعلومات العالمية او ال big DATA والمتحكمين بمصادر الطاقة العالمية والمتحكمين بمصادر الموارد الاولية ومناجمها وتجارتها العالمية.
في هذا الاطار تحدث تحديات انتشار وباء كورونا عالميا الذي ما يناقش بروح نظرية المؤامرة او تسريبة من احد المخابر في ووهان وتصدر له شهادات اختراع عالمية تدل على كونه مصمم كالية للتغيير في العالم تساهم من خلال حالة الخوف والفزع العالمي التي تحدثها عبر منظمة الصحة العالمية التي تدير هذا السيناريو بمعلومات متضاربة واحصائيات مصنعة لاظهار القتلى والمصابين والشافيين في العالم بطريقة موجهة وبالية تعدل الارقام باستمرار باعتبار ان هذه الحالات كبيرة وغير قابلة للاحصاء وتنتشر بشكل اسي وتتوجه نحو تخفيف العبء لكبيري السن وخصوصا حين نعلم بان تسعين بالمائة ممن يوضعون بالمنفسة لانقاذهم من كورونا يموتون ويظهر عدد المنافس في كل الدول محدودا امام هذه الجائحة التي تتطلب مضاعفة لعدد المنافس عشر مرات على الاقل وتقديم منافس اقتصادية بسعر وتتطلب مئات المليارات من الكمامات في العالم وتطور استهلاك كبير بالمعقمات والصوابين والتي يظهر بها العالم ضعيفا امام هذه الجائحة الغامضة والموجهة التي تخيف الجميع وتجعل كل الدول تقريبا تنصاع لتوجيهات منظمة الصحة العالمية وتخاف من مخالفتها والوقوع في دائرة اظهار حجم المصابين الحقيقي وحالات الموت الغير موثقة لهذا الوباء اما اللقاح المطلوب فيبدو معجزا ولاسيما ان شخصية مثل بيل غيتس الذي انتقل منذ حوالي عشرين عاما الى عالم الصحة واللقاحات بمؤسسة خيرية عالمية تحمل اسمه واسم زوجته ميليندا والتي ابتدات براسمال حوالي 15 مليار دولار والتي كبرت في وباءات القارة الافريقية
التي جعلت معظم شركات الدوية العالمية ومراكز تطوير اللقاحات والتطوير الطبية ترزح تحت رضا هذه المؤسسة حيث تقوم هذه المؤسسة بتوزيع ابحاث هذا اللقاح بين سبعة شركات مساعدة لهذه المؤسسة من مؤسسات البحث الطبي والدوائي العالمية.
وللاسف فان القليلين يعون مخاطر التحضيرات العالمية لعالم ما بعد كورونا او العالم المطلوب لورة نظامه المالي والاقتصادي والطبي بعد ان تتوالى تاثيرات كورونا وتحقق التراجع والفقر العالمي والركود الاقتصادي المطلبوب لتفكيك المنظمة العالمية اقتصاديا واجتماعيا وتخفيف عدد السكان للمطالبة بعالم محوكم تحكمه النخبة المالية العالمية المساهمة في البنك الفيدرالي الامريكي.
طبعا مثل هذه السيناريوهات ليست جامدة ولا تتحقق دفعة واحدة فسيناريو الحرب البيولوجية له فصول عديدة والتراجعات والكساد يتحقق باليات مختلفة للوصول لحالة الفوضى في الدول لنامية وفي اوربا.
لينطلق عالم التضامن العالمي ويتراجع دور الدين في العالم ويستدرك الناس في فقد احبائهم اهمية الطب وابحاثه ولا ينظرون ورائهم ليتقبلوا براحة المضاد او اللقاح المربوط بمتغيرات تقنية وحالة المعتقل الالكتروني الذي يحضرون له بعناية.
في هذا السياق تظهر معطيات التراجع الاقتصادي العالمي وارتفاع قدرات العام المنتج في الصين ودول البريكس التي تشكل صيغة قوى صاعدة ترتفع اهميتها في وجه العالم الاستهلاكي المتعلق بالميار الانساني الذهبي الموجود في دول أوربا والولايات المتحدة الامريكية التي تظهر انظمتها في ظل النيوليبرالية وحالة اقتصاد البترودولار الغير مضبوط بإصداره بمقابل اقتصادي او مقابل معياري ذهبي حيث سقط اتفاق بريتون وودز في عام 1971 في ظل تراجع مخزونات الذهب الامريكية والحاجة لإصدارات مالية عالمية واسعة فتم الانتقال الى سيطرة آل روكفلر على الاقتصاد بدءا من عام 1973 وبعد ارتفاع أسعار النفط والاتفاق على الية تسديد فواتير النفط بالدولار وتحديد الية لتدوير الدولارات الفائضة سواء عبر السيطرة بالبنوك الامريكية والية تمويل الجمعيات في الدول والية تقديم المساعدات العالمية من دول الفائض النفطي الانتاجي.
وبالتدريج تم تطوير اسواق المال وتم رعاية الحروب التي تشغل معامل السلاح الدولية وتم التركيز على ازمات المال العالمية ولا سيما عام 1987 والفوائض المالية والعسكرية في حرب الخليج الثانية بعد دخول الكويت والفقاعة التكنولوجية عام 2000 والصدمة العالمية بعد احداث 11 ايلول ومن الصدمة المالية العالمية عام 2008 واليوم تتحقق الازمة المالية والاقتصادية الاكبر في ظل انتشار فزع انتشار وباء كورونا كوباء مهدد عالمي.
ضمن هذه الظروف لانتشار الوباء يضعف الارهاب وتغلق ملفات الخريف العربي وتستعيد الدول سلطتها المركزية استعدادا للانتقال الى تداعيات عالم كورونا والانقسامات العالمية والركود الاقتصادي والاضطرابات التي تهيء لعالم الحكومة الالكترونية المركزية العالمية البديلة للامم المتحدة الحالية التي تعتبر سلطة رخوة وتقبل التنوع امام طبيعة هذه الحكومة العالمية الحاكمة للكيانات السياسية المختلفة فيها وهذه الحكومة تمتاز بضوابط الكترونية وهي ضوابط قسرية وغير قابلة للنقاش وتخضع للبرامج الثابتة التي تحتويها، ومراقبتها لحظية ومستمرة ولا تقبل التحايل، طبعا هذا العالم بحاجة لمقدمات مقنعة ولكنه سيفرض نفسه بالنهاية كحاجة وضرورة ونظام حياة بديل للتراجع والكساد الاقتصادي السائد وكوسيلة لتحسين مستوى المعيشة والخدمات المتاحة.
دمشق في 13-4-2020
الدكتور هاني شحادة الخوري
[٩:١٩ م، ٢٠٢٠/٤/١٤] هاني الخوري: تمام