الحسكة/ آية محمد ـ
أكد المشاركون في المؤتمر الثاني لاتحاد إيزيدي سوريا، على أن الإيزيديين يمرون بمرحلة حساسة، وعليهم أن ينظموا أنفسهم من النواحي كافة، ليكون ذلك ردا للإبادة والتطهير العرقي، اللذين مورسا بحقهم، وعليهم أن يتحدوا في الداخل والخارج.
تحت شعار “بالإرادة والتنظيم ستنتهي محاولات الإبادة”، بدأت فعاليات المؤتمر الثاني لاتحاد إيزيدي سوريا، السبت 13 تموز 2024، في مقاطعة الجزيرة في مطعم “مار بيلا ” بمدينة الحسكة.
وحضر المؤتمر 100 مندوب ومندوبة من أعضاء اتحاد إيزيدي سوريا، وممثلون عن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، والأحزاب السياسية والتنظيمات الاجتماعية والنسائية.
هدف المؤتمر![]()
وعلى هامش المؤتمر؛ رصدت صحيفتنا “روناهي” آراء بعض المشاركين في المؤتمر، لبيان قيمة وهدف المؤتمر، لما يقدمه من أعمال هامة تخص الشعب الإيزيدي، حيث حدثنا بدايةً، عضو اتحاد إيزيدي سوريا فاروق توزو: “هذا هو المؤتمر الثاني الذي تجتمع فيه المؤسسات والمنظمات الإيزيدية في سوريا، وهو يعبر عن إرادة المجتمع الإيزيدي داخل وخارج سوريا”.
وفي معرض حديثه؛ أشار إلى الهدف من هذا الاجتماع: “نسعى من خلال هذا المؤتمر إلى إيصال صوتنا للجميع، فما تتعرض له مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية خطة ممنهجة من الاحتلال التركي للقضاء على الشعوب الأصيلة في المنطقة، ومنها الشعب الإيزيدي الذي تعرض لأبشع محاولات الإبادة سواءً في عفرين، أو في منطقة سري كانيه، أو حتى خارج سوريا في مناطق شنكال”.
وتابع توزو: “على مر التاريخ والأزمنة المتلاحقة، لحق بالإيزيديين تهميش وإرهاب وانتهاك كبير لوجودهم، ومحاولة تقويض تراثهم، وأوابدهم التاريخية، التي تدل على وجودهم؛ حتى لا يقام لهم تاريخ أو هوية، وقد حدث هذا التقويض للشعب الإيزيدي في كثير من المناطق مثل عين داري، أو عفرين، أو سري كانيه، أو شنكال، ففي منطقة سري كانيه، حدث استهداف للمزارات أيضا“.
واختتم عضو اتحاد إيزيدي سوريا فاروق توزو حديثه: “نريد أن نوصل صوتنا للمهتمين بالشأن الإنساني، ونبتغي وراء هذا اللقاء إلى مناقشة الوضع العام للإيزيديين، وإننا نولي التعامل مع الإدارة الذاتية، اهتماما منقطع النضير لأنها هي الجهة الداعمة للوجود الإيزيدي في المنطقة”.
وبدوره؛ قال عضو المجلس الإداري في البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة إلياس سيدو:“جاء هذا المؤتمر بعد أربع سنوات من الأعمال، التي قام بها أعضاء هذا المؤتمر في الداخل والخارج”.![]()
موضحاً: “أن اتحاد إيزيدي سوريا هو مظلة تجمع المؤسسات الإيزيدية في الداخل السوري والخارج، ففي سوريا (البيت الإيزيدي في مقاطعة الجزيرة، واتحاد الإيزيديين في عفرين، والبيت الإيزيدي في حلب)، وفي الخارج هناك مؤسسات منضوية تحت هذا الاتحاد”.
وأردف سيدو: “فالهدف من إقامة وإعلان هذا الاتحاد هو توحيد الكلمة الإيزيدية، وتوحيد موقفهم، وأن يكون لهم تأثير على المؤسسات الدولية، فما تعرضت له شنكال كان خير مثال على التشدد الإيزيدي، فبوحدة الإيزيديين نستطيع أن نوصل صوتنا إلى الجهات العالمية”.
وتابع سيدو: “تعرضت الديانة الإيزيدية إلى أربعة وسبعين فرماناً، وكانت هذه الفرمانات على يد المحتل العثماني، وإلى الآن يحاول الاحتلال التركي القيام بالجينوسايد، فبهجومه على عفرين كان هناك تواجد للإيزيديين في 21 قرية إيزيدية، حيث قام المحتل بتخريب القرى الإيزيدية والمزارات الإيزيدية، وفي سري كانيه هاجر الإيزيديون جميعاً من تلك المنطقة، فيما هنالك محاولات دائمة بإخراج الإيزيديين من شنكال، من خلال الهجوم الدائم عليها”.
وأنهى إلياس سيدو حديثه: “بوحدتنا وبتكاتفنا نحن، الإيزيديين، نستطيع أن نصد هذه الهجمات ونوصل صوتنا إلى الجهات العالمية”.![]()
من جانبه؛ تحدث لصحيفتنا عضو البيت الإيزيدي في مقاطعة الجزيرة ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية في سوريا حسن ظاظا: “يعدُّ المؤتمر الثاني لاتحاد إيزيديي سوريا نقلة نوعية عن المؤتمر الأول، وأدعو الإيزيدين في أنحاء العالم للوحدة، فالوحدة ضرورة ملحة في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها العالم”. وأضاف: “أبناء هذه الديانة مضطهدون من الاتجاهات، فلا ننسى ما قامت به مرتزقة داعش، حيث قتل الكثير من الأطفال والرجال والشيوخ من أبناء هذه الديانة ظلما وعدوانا بعيداً عن القيم الإنسانية”.
كما والتقينا الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي “صالح مسلم“، والذي تطرق بداية حديثه لما تعرض له الإيزيديون: “ظُلم الإيزيديون عبر التاريخ، وشعوب المنطقة نددت الممارسات، التي حصلت بحق الإيزيديين، فهو شعب أصيل سواء بمعتقداته، أو بانتمائه الكردي لآلاف السنين، وديانته من الديانات، التي تدعو الشعوب إلى التسامح”.![]()
وتابع: “ولكن هؤلاء الذين لديهم أغراض سياسية، أو يستخدمون الدين وسيلة سياسية لا يحبذون هذا الأمر، ولهذا يقومون بالاعتداء عليهم، وكلنا شاهدنا الفرمان 74، الذي حصل في 2014”.
واختتم صالح مسلم: “نعتقد أن من يفكر بالإنسانية والكرامة الإنسانية يجب أن يقف إلى جانب الشعب الإيزيدي”.
وبدوره أوضح الرئيس المشترك لاتحاد الإيزيديين في عفرين وعضو مجلس الإيزيديين العام سليمان جعفر: “نحن من أجل مواجهة إبادة الإيزيديين عملنا على جمع بعض المؤسسات الإيزيدية من سوريا وخارجها، ففي عام 2019 استطعنا أن نتفق نحن الإيزيديين هنا في سوريا وخارج سوريا، وأسسنا مجلس أسميناه اتحاد إيزيديي سوريا يتألف من تسع مؤسسات”.
وأكمل: “فالهدف الأساسي لاتحاد إيزيدي سوريا هو خدمة الإيزيديين داخل سوريا وخارجها وعدم ضياع تاريخهم والعودة إلى الجذور، والهدف الأساسي الآخر هو الحفاظ على اللغة الكردية اللغة الأم، وعدم تشتيت الإيزيديين أكثر”.![]()
واختتم الرئيس المشترك لاتحاد الإيزيديين في عفرين، وعضو مجلس الإيزيديين العام سليمان جعفر: “نطالب الدول التي تدعي الحرية بأن تقوم بواجبها لمحاكمة مرتزقة داعش، ولا نرضى سوى بمحاكمة مرتزقة داعش محاكمة عادلة، فلسنا دعاة قتل، ولكن نطالب بالعدالة من الأمم المتحدة، ومن جمعيات حقوق الإنسان”.
مضيفاً: “نطالبهم بأن ينظروا إلى الشعب الإيزيدي الذي تعرض للظلم ولأربعة وسبعين حملة إبادة، بأن ينظروا إلينا، نحن كبشر ولسنا وحوشاً، فقط نطالب بتحقيق العدالة، وندعو بعدم مغادرة الوطن وندعو أبناءنا، الذين هاجروا بالعودة لبناء الوطن”.
واختتم المؤتمر ببيان ختامي وجملة توصيات، منها بناء مزار للشعب الإيزيدي في شمال وشرق سوريا، وفتح مكتب حماية أملاك الإيزيديين، وفتح مقر لاتحاد إيزيدي سوريا في قامشلو، وإعداد مناهج تعليمية للديانة الإيزيدية للمراحل الدراسية في مناطق وجود الإيزيديين.
والجدير بالذكر: إن هذا المؤتمر هو الثاني للكرد الإيزيديين السوريين في الداخل والخارج، حيث عقد الكونفرانس الأول في 16/10/2020.