مع احتدام المعركة الانتخابية على رأس سلطة الولايات المتحدة، يواجه المرشح الديمقراطي والرئيس الحالي جو بايدن عاصفة من الانتقادات والتساؤلات بشأن صحته العقلية والجسدية، وأثرها على قدرته على الترشح لولاية ثانية والفوز على خصمه الجمهوري اللدود دونالد ترامب.
ويبدو أن لهفوات بايدن (81 عاما)، المستمرة والمتكررة مؤخرا، نصيب وافر من حيث الانتقادات التي يتعرض لها، حيث كان آخرها الخميس حين قدم نائبته كامالا هاريس على أنها منافسه دونالد ترامب. وقال ردا على سؤال عما إذا كان بإمكان هاريس التغلب على ترامب إذا قرر الرئيس الديمقراطي عدم الترشح مجددا، قال بايدن “لم أكن لأختار نائبة الرئيس ترامب لتكون نائبة للرئيس إذا لم أكن أعتقد منذ البداية أنها مؤهلة لتكون رئيسة، ولهذا السبب اخترتها”.
وفي وقت سابق، ارتكب بايدن هفوة دبلوماسية “بالغة” خلال قمة الناتو، حين قدم الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي على أنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال بايدن “والآن، أترك الكلام لرئيس أوكرانيا الذي يتمتع بقدر كبير من الشجاعة والتصميم. سيداتي سادتي، إليكم الرئيس بوتين”. لكن سرعان ما صحح بايدن هفوته، قائلا إن زيلينسكي “سيهزم الرئيس بوتين” مضيفا “إن تركيزي منصب بشدة على هزيمة بوتين”.
دعوات ديمقراطية لبايدن بالتنحي
ومنذ المناظرة الأخيرة التي جمعته بترامب، يواجه بايدن دعوات متزايدة خاصة بين الديمقراطيين لإنهاء حملته الانتخابية، وسط شكوك تتعلق بكفاءته العقلية. وكان عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية فيرمونت الديمقراطي بيتر ويلش أول سيناتور يطالب بايدن بـ”الانسحاب من السباق الرئاسي من أجل مصلحة البلاد”. وقال في مقال نشرته “واشنطن بوست” إنه “من أجل مصلحة البلاد، أدعو الرئيس بايدن إلى الانسحاب من السباق”.وقبل ذلك، دعا عضو الكونغرس عن منطقة هدسون فالي في نيويورك بات رايان، أحد نجوم الحزب الديمقراطي، بايدن بالتنحي عن السباق الانتخابي، في وقت بدأت نيويورك، المعروفة بأنها أحد معاقل الحزب الديمقراطي، تشهد تراجعا في دعم بايدن.كما أفاد موقع “أكسيوس” الأربعاء بأن زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أخبر المانحين سرًا بأنه منفتح على فكرة استبدال بايدن.
هوليوود تدعو بايدن للتنحي
وتزايدت الدعوات لانسحاب بايدن من الانتخابات ليصل صداها إلى هوليوود، حيث دعته جملة من الشخصيات السينمائية والفنية، بينها الممثل جورج كلوني، للانسحاب.وفي مقال نشره في “نيويورك تايمز”، كتب كلوني “أحب جو بايدن… أعده صديقاً، وأؤمن به.. لكن المعركة الوحيدة التي لا يستطيع الانتصار فيها هي المعركة ضد الزمن”. وأضاف “لن نفوز في نوفمبر مع هذا الرئيس”.دعوة كلوني لاقت صدى لدى شخصيات أخرى من بينها المخرج روبرت راينر، وهو ديمقراطي نافذ، حيث كتب على منصة إكس “عبر صديقي جورج كلوني بوضوح عما يقوله كثر منا.. تواجه الديمقراطية تهديداً وجودياً. نحن بحاجة إلى شخص أصغر سناً.. على جو بايدن أن يتنحى.وقال الممثل مايكل دوغلاس الذي استضاف حملة جمع تبرعات لبايدن في هوليوود في نيسان/أبريل، إن كلوني لديه “نقطة صحيحة”، وذلك عندما سُئل عن الافتتاحية خلال ظهوره الأربعاء في برنامج “ذا فيو”. ولم يطالب دوغلاس بايدن بالتنحي، لكنه أعرب عن شعوره “بقلق عميق”.أما المنتجة أبيغيل ديزني، وريثة إمبراطورية ديزني الشهيرة، فقالت إنها تخطط لتعليق تبرعاتها لحملة الديمقراطيين طالما أن بايدن باق في السباق.
من جهته، دعا ريد هاستينغز أحد أكبر المانحين للحزب الديمقراطي والمؤسس المشارك لشركة نيتفليكس، جو بايدن إلى الانسحاب من السباق “لإفساح المجال أمام زعيم ديمقراطي قومي لهزم ترامب”.إصرار على الترشح وعلى الرغم من كل ما سبق، يصر جو بايدن على الترشح مجددا لولاية رئاسية جديدة، وأكد الخميس أنه يعتبر نفسه المرشّح “الأكثر كفاءة” لمواجهة ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر.وقال في مؤتمر صحافي بعد قمة حلف شمال الأطلسي “أعتقد أنني الشخص الأكثر كفاءة للترشح للرئاسة. لقد هزمته مرة وسأهزمه مجددا. أنا لا أفعل ذلك من أجل (الحفاظ) على إرثي. أنا أفعل ذلك لإنهاء العمل الذي بدأته”.وأضاف “خضعت لثلاثة فحوص عصبية مكثّفة ومتواصلة… أنا بخير. قدراتي العصبية يجري اختبارها يوميا” من خلال “القرارات التي أتخذها كل يوم”.وأشار بايدن إلى أن حلفاء الولايات المتحدة أخبروه في قمة حلف الناتو بأن ولاية رئاسية جديدة لترامب ستكون “كارثة”، وقال “لم أسمع أيا من حلفائي الأوروبيين يأتون إلى هنا ويقولون جو، لا تترشّح. ما أسمعهم يقولونه هو عليكَ أن تفوز. لا يمكنك السماح لهذا الرجل بالتقدُّم. سيكون كارثة”.