نوسوسيال

تقرير حسن ظاظا : خطورة اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية..

780

 

احتفظ تكتل حزب الشعب الأوروبي (يمين) والاشتراكيين والديموقراطيين و”تجديد أوروبا” (وسطيون وليبراليون)بالغالبية في البرلمان الأوروبي، رغم التقدم الكبير لقوى اليمين المتطرف، وفق ما أظهرته تقديرات نشرها البرلمان الأحد.

مقعدا متوقعا لحزب الشعب الأوروبي، و135 للاشتراكيين والديموقراطيين و82 لـ”تجديد أوروبا”، تشكل هذه الكتل “الائتلاف الأكبر” الذي ستحصل في إطاره التسويات في البرلمان الأوروبي، كونها ستتحصل على 398 مقعدا من أصل 720.إلا أن هذه الغالبية ستكون أقل مما كانت عليه في البرلمان المنتهية ولايته، على الرغم من فوز كتلة حزب الشعب الأوروبي، حزب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بعدد إضافي قليل من المقاعد.لكن مقاعد الاشتراكيين والديموقراطيين تراجعت ولو بشكل طفيف، كم خسرت كتلة “تجديد أوروبا”، التي تضم حزب النهضة بزعامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حوالي 20 مقعدا.

 

خارطة توزيع القوى والكتل السياسية في البرلمان الأوروبي                           خارطة توزيع القوى والكتل السياسية في البرلمان الأوروبي 

وسجل اليمين المتطرف صعودا ملحوظا في فرنسا وألمانيا، حيث تقدم على حزبي الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز. وتنقسم القوى اليمينية المتطرفة بشكل أساسي إلى كتلتين في البرلمان الأوروبي، ولكن يمكن إعادة تشكيلهما في أعقاب الانتخابات.أما كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، التي تضم خصوصا حزب “إخوة إيطاليا”بزعامة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني وحزب “القانون والعدالة” البولندي، فقد فازت بمقعدين إضافيين وفق التقديرات.وارتفع عدد مقاعد كتلة “الهوية والديموقراطية” التي تضم حزب “التجمع الوطني” الفرنسي وحزب الرابطة الإيطالي، من 49 إلى 62 مقعدا، بعد أن استبعدت الكتلة مؤخرا حزب البديل من أجل ألمانيا من صفوفها.ومن شأن مكاسب الحزب الألماني الانتخابية أن تؤدي إلى تضخم عدد النواب غير المنخرطين في كتل.كما أن حزب “فيدس” الذي يتزعمه رئيس الوزراء القومي المجري فيكتور أوربان، هو أيضا من بين الأحزاب غير المنخرطة في كتل.

 

ألمانيا: توقعات بتقدم كبير لليمين.. تراجع لحزب شولتز و”البديل” في المركز الثاني

 

أظهرت استطلاعات الرأي في ألمانيا أن أحزاب ائتلاف المستشار أولاف شولتز الثلاثة، “حزب الخضر” و”الديمقراطيون الاشتراكيون” و”الديمقراطيون الأحرار”، تكبدت خسائر فادحة في الانتخابات التشريعية الأوروبية التي جرت في البلاد اليوم الأحد، وفقا لاستبيان لآراء الناخبين بعد خروجهم من الانتخابات نشرته هيئة الإذاعة العامة (ARD).

المستشار الألماني أولاف شولتز                                               المستشار الألماني أولاف شولتز 

وكان “حزب الخضر” الأكثر تضررا، حيث من المتوقع انخفاض تمثيله إلى 12%، من 20.5% حققها في انتخابات عام 2019، الأمر الذي سينعكس على وضع الحزب في الانتخابات الوطنية المتوقعة العام القادم.كما تراجع حزب شولتز، “الديمقراطيون الاشتراكيون” إلى 14% من 15.8%، وانخفض “الديمقراطيون الأحرار” المؤيدون لقطاع الأعمال إلى 5% من 5.4%.

وجاء المحافظون في المركز الأول كما كان متوقعًا بنسبة 29.5%، مقارنة بـ 28.9% في عام 2019، بينما احتل حزب “البديل من أجل ألمانيا” المركز الثاني بنسبة 16.5%، ارتفاعًا من 11%.

 

الانتخابات الأوروبية .. ما هو الجدول الزمني الذي ينتظر النواب الجدد ؟

النواب الأوروبيون يشاركون في جلسة عامة في البرلمان الأوروبي في بروكسل في 10 أبريل/نيسان 2024.

وبعد عملية الفرز، أصبحت نتائج الانتخابات واضحة لجميع دول التكتل، في انتظار التحاق النواب الجدد بمكاتبهم داخل جدران البرلمان الأوروبي في بروكسل.

اعتبارا من 10 يونيو/حزيران : تشكيل المجموعات السياسية

 

فور وصولهم إلى بروكسل، المدينة التي يقضي فيها اعضاء البرلمان الأوروبي معظم وقتهم، سيتعين على النواب الأوروبيين البدء في العمل وتشكيل المجموعات السياسية، انطلاقا من خلفياتهم السياسية ومعتقداتهم المشتركة. حيث سيشكلون مجموعات مكونة من برلمانيين من جنسيات مختلفة، على أن تضم كل مجموعة ما لا يقل عن 23 نائبا من سبع دول في الاتحاد الأوروبي وخلال هذه الفترة، سيتم كذلك انتخاب رؤساء المجموعات ونوابهم. كما سيتعن على النواب تدارس ومناقسة الترشيحات التي سيقدمونها لمناصب المسؤولية داخل البرلمان.

من 16 إلى 19 يوليو/تموز: الجلسة الأولى وانتخاب رئيس البرلمان الأوروبي

ومن المرتقب ان تعقد الجلسة العامة الأولى لهذه الهيئة التشريعية في 16 يوليو/حزيران 2024 في مدينة ستراسبورغ الواقعة شرقي فرنسا، والتي يوجد فيها المقر الرسمي للبرلمان الأوروبي.وخلال هذه الجلسة التأسيسية، سيتم انتخاب أعضاء البرلمان الأوروبي الذين سيمارسون مسؤوليات محددة من قبل أقرانهم، من بينهم نواب الرؤساء وخاصة رئيس البرلمان الأوروبي.ولكي نفهم كواليس الانتخابات الداخلية لهذه الهيئة الاوروبية ، يجب كذلك الآخذ بعين الاعتبار الصورة الشاملة للقارة خارج البرلمان. ذلك إن جميع “الوظائف العليا” أي مناصب المسؤولية داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي المختلفة، هي نتيجة للتسويات تتم بين البلدان الـ27. ويجب أن تعكس التنوع الجغرافي وتحافظ على التوازنات السياسية داخل الاتحاد.ولذلك فهي موضوع مفاوضات مكثفة وفي كثير من الأحيان اتفاق بين الدول. وبالتالي فإن أعضاء البرلمان الأوروبي لن يتركوا بمفردهم في هذا الاختبار، بل سترافقهم أيضا المفوضية والمجلس الأوروبي. 

 

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته السيدة الأولى بريجيت ماكرون يخرجان من مركز الاقتراع، عقب الإدلاء بصوتهما في انتخابات البرلمان الأوروبي في مركز اقتراع في لو توكيه. شمال فرنسا في 9 حزيران/يونيو 2024.الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته السيدة الأولى بريجيت ماكرون يخرجان من مركز الاقتراع، عقب الإدلاء بصوتهما في انتخابات البرلمان الأوروبي في مركز اقتراع في لو توكيه. شمال فرنسا في 9 حزيران/يونيو 2024. 

هناك رهانات داخلية قد تدفع كل مسؤول أوروبي لاتخاذ قرارات هامة ، لكن هناك رهانات قارية للاتحاد الأوروبي. هل يمكن أن يؤدي تحالف القوى اليمينية المتطرفة والشعبوية الى اندثار أوروبا وعودة القارة العجوز لأحلك سنواتها السياسية مثل الثلاثينيات؟ أم أن هناك أمل في الجيل الأوروبي الجديد؟

رئيس حزب "التجمع الوطني" الفرنسي اليميني المتطرف جوردان بارديلا يخاطب مناصريه بعد إعلان النتائج الأولى خلال تجمع مسائي للحزب في اليوم الأخير من انتخابات البرلمان الأوروبيرئيس حزب “التجمع الوطني” الفرنسي اليميني المتطرف جوردان بارديلا يخاطب مناصريه بعد إعلان النتائج الأولى خلال تجمع مسائي للحزب في اليوم الأخير من انتخابات البرلمان الأوروبي AFP – JULIEN DE ROSA

وفي أول تعليق على النتائج، طالب جوردان بارديلا، رئيس قائمة “التجمع الوطني” الأوروبية، ماكرون بتنظيم انتخابات تشريعية جديدة، في إشارة إلى تغير في موازين الشارع الفرنسي وتعبيرا عن ثقة حزبه بتحقيق فوز كبير فيها.

خارطة النتائج الأولية للانتخابات الأوروبية في فرنسا                               خارطة النتائج الأولية للانتخابات الأوروبية في فرنسا 

أما رافايل غلوكسمان، المرشح عن الحزب الاشتراكي والذي حققت لائحته أكثر من 13%، وحل ثالثا، فقال في خطاب أولي لأنصاره إنه “فخور” بالنتيجة التي حققها، ولكنه لا يملك الرغبة أو الروح للاحتفال بسبب النتيجة التي حققها اليمين المتطرف، عانيا حزب “التجمع الوطني”.وأورد “نحن نعيش في نقطة تحول، لحظة تاريخية… يمثل اليمين المتطرف في فرنسا 40% من الأصوات اليوم. وفي جميع أنحاء أوروبا، نشهد موجة تهز ديمقراطياتنا بشدة”.وأضاف “إن مسؤوليتنا هي مكافحة هذا الشعور الذي ينتشر أكثر فأكثر”.ووفقا لهذه النتائج، يبدو أن عزاء حزب ماكرون يكمن بحفاظه على المركز الثاني، بفارق ضئيل عن الاشتراكيين (رافايل غلوكسمان) الذين احتلوا المركز الثالث بنسبة 13,14% من الأصوات.

ومن المفترض أن حزب “فرنسا الأبية” اليساري المتشدد سجل حوالي تسعة بالمائة، الذي قالت مانون أوبري، رئيسة قائمته الانتخابية إن الأوروبيين يريدون “الهزيمة للماكرونية” (الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون)، وأضافت “يجب على إيمانويل ماكرون أن يتخلى عن الإصلاحات (قانون العمل والبطالة وتخفيضات الميزانية)… من الواضح الآن أن البلاد تريد طي صفحة عصر ماكرون”.أما حزب “الجمهوريون” اليميني التقليدي فنال سبعة بالمائة، وحزب الخضر الفرنسي الرئيسي خمسة بالمائة فقط.تمثل نتائج الانتخابات أيضا لحظة حاسمة، حيث تتجه الأنظار إلى التصويت الرئاسي الفرنسي لعام 2027، حيث لا يستطيع ماكرون الترشح مرة أخرى، وترى مارين لوبان، زعيمة “التجمع الوطني”، أنها تتمتع بأفضل فرصة على الإطلاق للوصول لقصر الإليزيه.