نوسوسيال

كتب حسن ظاظا : باكستان تشن غارات داخل إيران

603

 

 

 

 

 

طهران تنفذ هجمات صاروخية داخل باكستان وإسلام آباد تحتج رسميا

 

سُمع دويّ انفجارات عدّة، صباح الخميس، في جنوب شرق إيران المضطرب، بعد يومين على تنفيذ طهران ضربات ضدّ “أهداف إرهابيّة” في باكستان.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا) عن مسؤول في محافظة سيستان بلوشستان قوله إنّ دويّ “انفجارات سُمع في مناطق عدّة بمحيط مدينة سارافان”.

وذكر مسؤول في الاستخبارات الباكستانية أن إسلام آباد شنت غارات داخل إيران.

وكانت إيران قد وجَّهت صواريخها تجاه 3 دول، خلال 24 ساعة، هي العراق وسوريا وباكستان، وقصفت أهدافا فيها، ليست من بينها مصالح أميركية ما يدل على تجنّبها أي تصعيد مع واشنطن، وفق خبراء.

ووصفت الحكومة الباكستانية الهجوم بأنه “انتهاك غير مبرر” للمجال الجوي للبلاد.

وأصدرت وزارة الخارجية الباكستانية بيانا أكدت فيه وقوع الهجوم، والذي تم الإعلان عنه لأول مرة من خلال تقارير وسائل الإعلام الإيرانية التي تم سحبها لاحقا.

باكستان تستدعي سفيرها لدى طهران وتمنع سفير إيران من العودة

قررت باكستان استدعاء سفيرها لدى طهران بعد هجوم إيراني داخل أراضيها، حسبما أعلنت إسلام آباد، الأربعاء.

وذكرت وسائل إعلام رسمية، الثلاثاء، أن صواريخ إيرانية استهدفت قاعدتين لجماعة جيش العدل المسلحة داخل باكستان، التي شنت هجمات على قوات الأمن الإيرانية في المنطقة الحدودية بين الدولتين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية في بيان، إن بلادها لن تسمح بعودة السفير الإيراني لديها، الموجود في بلده في الوقت الراهن.وأضافت أن الانتهاك “كان سافرا وغير مبرر لسيادة باكستان، وهو أمر غير مقبول”.وتابعت أن “باكستان تحتفظ بحقها في الرد على هذا العمل غير القانوني”.

وقالت باكستان إن الحادث تسبب في وفاة طفلين.يوم أمس الأربعاء أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن طهران استهدفت “مجموعة إرهابية إيرانية” في باكستان المجاورة.

وقال عبد اللهيان خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: “فيما يتعلق بباكستان، لم يتم استهداف أي من مواطني البلد الشقيق والصديق بصواريخ ومسيرات إيرانية”.

وأضاف: “تم استهداف ما يسمى جماعة جيش العدل، وهي مجموعة إرهابية إيرانية”.

تنديد في كردستان العراق بالهجمات الإيرانية على مدنيين بأربيل

تنديد في كردستان العراق بالهجمات الإيرانية على مدنيين بأربيل

 

وجَّهت إيران صواريخها تجاه 3 دول، خلال 24 ساعة، هي العراق وسوريا وباكستان، وقصفت أهدافا فيها، ليست من بينها مصالح أميركية ما يدل على تجنّبها أي تصعيد مع واشنطن، وفق خبراء.

ويحلل باحثون سياسيون دوافع هذه الهجمات في هذا التوقيت، ولماذا لم تُستهدف قواعد ومصالح أميركية، وما إن كان “توازن الردع” بين طهران وواشنطن ما زال قائما.         


الضربات الثلاثة وردود الفعل

تتابعت الضربات من مساء الإثنين وخلال نهار الثلاثاء:

  • أطلقت طهران 4 صواريخ “خيبر شكن” تجاه ما قال الحرس الثوري الإيراني في بيان، إنها “مجموعة تكفيرية” في مدينة إدلب بسوريا.

  • إطلاق 11 صاروخا تجاه ما قال الحرس في بيان نشرته وكالة “تسنيم” الإيرانية، إنه “المقر الصهيوني” في إقليم كردستان العراق، في إشارة إلى جهاز المخابرات الإسرائيلية “الموساد“.

  • وفق البيان، فإن الضربات الصاروخية نحو إدلب جاءت “ردا على جرائم الجماعات الإرهابية”، التي نفّذت تفجيرات كرمان داخل إيران، وذلك بعد تحديد أماكنها والمسؤولين عن التفجيرات، بينما جاءت الضربات نحو كردستان العراق ردا على ما قالت إنها تحرّكات إسرائيلية “عدوانية” أدت لمقتل قادة في الحرس الثوري وجماعات مرتبطة به.

  • استدعت بغداد سفيرها لدى طهران لـ”التشاور”، كما استدعت القائم بالأعمال الإيراني، وسلّمته مذكرة احتجاج على ما وصفته بـ”العدوان” على أربيل، و”انتهاك لسيادة العراق”.

  • نفى مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، بعد وصوله إلى أربيل لتفقّد الموقع الذي استهدفته طهران، ما ردّدته الأخيرة عن أن الموقع يضم مقرا للموساد.

  • علَّق مسرور البرزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، خلال مؤتمر صحفي بدافوس، حيث يحضر فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي بقوله: “لا سبب يدعو لشن هذه الهجمات، وهي لن تمر دون رد”.

  • أدت الهجمات على أربيل لمقتل 4 أشخاص على الأقل، بينهم بشرو دزيي، وهو رجل أعمال بارز يمتلك شركات للعقارات والخدمات الأمنية، وأفراد من عائلته.

  • عقب ذلك، استهدفت صواريخ ومسيّرات إيرانية مقرّين لما يسمّى بجماعة “جيش العدل” في باكستان، وهي جماعة بلوشية تسعى إلى فصل محافظة سيستان وبلوشستان عن إيران.

تجنّب الخسائر البشرية الأميركية

عن سبب استهداف طهران أماكن بعيدة عن الوجود الأميركي، رغم اتهامها لواشنطن بالمسؤولية عن الصراعات القائمة في المنطقة، يقول الباحث في الشأن الإيراني، وجدان عبدالرحمن: “المعروف أن ردود طهران على واشنطن مدروسة ودقيقة؛ بحيث لا تؤدي لخسائر بشرية أميركية؛ لذا استهدفت أربيل بحجة ضرب مركز للموساد”.

وبقصف أربيل وإدلب “يمكنها التغطية على خسائرها، وإظهار شيء من القوة أمام أنصارها وحلفائها في إطار قوة الردع بينها وبين الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة بعد أن فشلت أذرعها في الحفاظ على قوة الردع هذه”، في إشارة لعدم توجيه رد كبير من هذه الأذرع على مقتل قيادات من حزب الله وإيران وحركة حماس خلال الأسابيع الأخيرة.

 

إيران تعقد المشهد الأمني.. الأقوال تتناقض مع الأفعال

l
تناقض في التصريحات الإيرانية بشأن توسيع الصراع

      تناقض في التصريحات الإيرانية بشأن توسيع الصراع

 

هجمات عسكرية إيرانية في أكثر من دولة، تعقد وتربك حسابات المشهد الأمني في المنطقة التي باتت معبئة بالتوتر.

ففي باكستان نفذت إيران هجمات بواسطة الصواريخ وطائرات مسيرة واستهدفت جيش العدل في منطقة بلوشستان جنوب غرب باكستان،
وسط تنديد من الخارجية الباكستانية التي قالت إن ماحدث انتهاك غير مبرر.

وقبل ذلك، شن الحرس الثوري الإيراني هجمات صاروخية على مدينة أربيل في كردستان العراق ضد مواقع يقول إنها لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، لكن سلطات الإقليم تنفي ذلك وتؤكد أنها مواقع مدنية.

أما سوريا المجاورة جغرافيا للعراق، فقد شن الحرس الثوري أيضا هجمات على أماكن قال أنها تتبع تنظيم داعش، لافتا إلى أن القصف يأتي في سياق الرد، على تفجيرين انتحاريين وقعا في كرمان جنوب إيران.

وبحريا، فإن البحرية الأميركية احتجزت سفينة قبالة سواحل الصومال متجهة للحوثيين من إيران على متنها رؤوس حربية لصواريخ إيرانية.

ومع هذه الضجة العسكرية التي أحدثتها إيران فإنها فإن تصريحات مسؤوليها حملت تناقضا، فبينما يقول وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان، إن طهران تسعى إلى الاستقرار في المنطقة ولا ترحب بتوسع نطاق الصراع، يؤكد وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني إن بلاده لا تضع أي حدود في الدفاع عن مصالحها.

ويبقى التذكير بالمواقف الايرانية السابقة المنددة بأي ضربات تركية أو للتحالف الدولي في سوريا والعراق بحجة انتهاك السيادة.

إيران والمنطقة.. تصعيد على أكثر من جبهة

 

لماذا ترد إيران بمحيط الأهداف الأميركية؟

وفي حوار له لغرفة الأخبار على “سكاي نيوز عربية” يقول مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الإيرانية مصدق بور حول العملية التي قام بها للحرس الثوري على مدينة أربيل:

  • وجود اختلاف بين الروايتين العراقية والإيرانية حول دواعي وأسباب الاستهداف.

  • استغلال واستفادة إيران للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة بحق كل دولة الدفاع والرد على مصادر التهديد.

  • وجود معلومات استخباراتية تؤكد أن المنزل الذي تم استهدافه لم يكن سكنيا، وإنما ثالث أهم مقر للموساد بالمنطقة.

  • يعتبر هذا الاستهداف ردا من إيران عن العمليات التي تم فيها استهداف وكلائها في المنطقة.

  • ما قامت به إيران هو ردة فعل لما تقوم به إسرائيل في المنطقة.

  • تعد القضية الفلسطينية القاسم المشترك بين إيران ومحاور المقاومة في اليمن والعراق ولبنان.

بغداد: هجوم أربيل انتهاك لسيادتنا وتقويض للعلاقة مع طهران
                    تصفية الحسابات

من جهته، يؤكد الكاتب والباحث السياسي نجم القصاب في حواره لغرفة الأخبار تحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات بين إيران، مضيفا:

  • على إثر عزل إيران دوليا وإقليميا من قبل الولايات المتحدة باتت العراق أرضا لتصفية الحسابات بينهم.

  • تأكيد رئيس اللجنة المكلف من قبل رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، أن المنزل المستهدف ليس له أي صلة بالرواية الإيرانية ولا انتماء له للموساد الإسرائيلي.

  • الإقرار باستمرار إيران في اعتداءاتها على السيادة العراقية.

  • إيران لا تملك الحق في تجاوز السلطات العراقية في استهداف منزلها، إذا تم إثبات اتهاماتها.

  • استغلال إيران للخلافات بين إقليم كردستان، والحكومة العراقية لتأجيج الرأي العام في العراق.

  • مفاجأة الحكومة العراقية الجميع بتجاوبها ودعمها لحكومة أربيل، متجاوزة كل التوقعات.

  • القوة الأميركية الحالية ليست مثلما كانت في فترة الجمهوريين.

  • لا يمكن استخدام القوة بتعلة الوقوف مع القضية الفلسطينية والزج بالعراق في حروب جانبية.

اليمن الأكثر توترا

ويضيف رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي:

  • تعتبر اليمن المنطقة الأكثر توترا بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.

  • توفر الأراضي اليمنية الظروف المطلوبة لإيران لتنفيذ تجاربها الاستراتيجية والتكتيكية في تحديها للولايات المتحدة، وهذا ما لا يتوفر في المناطق الأخرى التي تقع تحت سيطرتها.

  • تحكم إيران في ثاني أهم مضيق في المنطقة مما تسبب في أزمات تجارية واقتصادية دولية الى جانب جرها للولايات المتحدة للاشتباك.

  • الوضع في اليمن غير عادي ومُخيف على المستوى العالمي، بسبب قدرة الحوثيين على التصدي للضربات الجوية والتعامل الفعال مع تفاصيل الأحداث. والتعامل مع التضاريس المعقدة للمنطقة.

  • تدير إيران لعبة واسعة النطاق بعيدًا عن أراضيها في ظل التحولات الخطرة التي تشهدها المنطقة وتعثر مسارات التسوية السياسية في المنطقة لكي تستفيد في مفاوضاتها.

  • تأكيد قوة التحالف بين الحوثي وإيران في المنطقة، مما جعلهما قوة متواجدة ومؤثرة في الساحة السياسية والعسكرية.

  • سعي الولايات المتحدة إلى عدم توسيع نطاق الحرب.

  • تواتر عديد الظروف جعلت من الحوثي خطرا في المنطقة تهدد الأمن.

  • الحوثيون سيذهبون حتى الخطوة الأخيرة في عملياتها وهو ما يجعلها خطرا استراتيجيا حول العالم يجب التعامل معه.