الإعلام بكل صنوفه ، المقروء والمسموع والمرئي ، هو رسالة يؤديها الإعلامي خدمة للحقيقة ووفاء” لأمانة البيان المهنية ، ومدرسة تربوية وممارسة فكرية وتوظيف أخلاقي في مسارح الدنيا ، فالإعلام يهيمن على عقول مليارات
البشر ويتحكم بتوجهاتهم العقلية ومنطلقاتهم النظرية ومشتركاتهم التطبيقية وأوقاتهم الترفيهية ، بل هو طريقهم الى المجهول في بعض الأحيان قد يغرقهم بالأوهام أو يجعلهم يهرولون خلف سراب غدران الحقيقة ، يسبحون في
السحاب أو يجعل منهم عشاق للخيال أو يفرطون بالأمنيات الكاذبة حتى الهلوسة ، فالإعلام الآلة السحرية الأخطر الذي يدمر الأفكار والمعتقدات والثوابت ، وينهي مقومات الوجود وأسباب الحياة إذا استخدمت آلته في الطريق
الخطأ ، وبأيادي منبعها السحت الحرام وبؤرها مستنقعات الرذيلة أشباه الرجال يقتادون من رذاذ الشيطان ، فالمؤسسات الإعلامية وكوادرها وعناصرها من الفنيين والإعلاميين يجب ان تكون بمستوى خطورة مهامها
الأخلاقية ، كونها سلاح ذو حدين فأما ان تكون مهنية ونزيهة تخدم الغاية والهدف النبيل ، أو أنها تختار الطريق المعاكس للمسيرة الإنسانية أسوة ببائعات الهوى تجني المال المهين بالصرر الشوهاء ، فعليها أن تعي ماهية هذا
السلاح الفتاك ، البعض من هذه المؤسسات العاملة في ظل خيمة مصادر القرارات الحكومية ، أو بمعية الأحزاب السياسية الطاغية تروج لتضليل والمخادعة واهانة مشاعر الناس ، دون انضباط سلوكي أو مهني أو أخلاقي هذه
المؤسسات الإعلامية من اخطر أنواع وسائل الإعلام ، لأنها كاذبة ومرتشية تجانب الصواب وتتلاعب بالأفكار وتحرفها عن جادتها الصحيحة الى حيث المنزلقات المهلكة والمدمرة ، وقد تهلل للاستراتيجيات الاستعمارية
والاستعبادية ولظلم الشعوب واضطهادها ونهب ثروتها واحتلالها وغزوها وإنهاء وجودها الإنساني ، الإعلام العالمي الطاغي على المشهد مربوط ومرهون بالتوجهات العامة لسياسات النخب من شركات ، وكارتلات اقتصادية تقودها
الحكومات وأحزابها لا تولي أية من الاهتمامات للشعوب الأخرى ، كونها غارقة في جشعها وشراهتها واستهتارها لا تبالي بالمخاطر والخسائر أو انتهاكها للقانون الدولي ، ولاحظنا بعض وسائل الإعلام الغربية كيف تسببت في
إثارة التطرف والعنف الذي عصف بها وبالأبرياء من مواطنيها. من خلال سلسلة من الرسوم السخيفة طالت قدس أقداس المسلمين دون أية مسوغات استراتيجية ، أو ذات نفع عام للشعب وأنما كانت زوبعة فارغة صماء انعكست
سلبا عليها وعلى شعوبها ، هذه المؤسسات الإعلامية نستطيع وصفها بالمشبوهة البائسة واليائسة تديرها أصابع صهيونية واضحة ، بالمقابل الإعلام الإسلامي ملتزم بالثوابت الإيمانية والأخلاقية بحيث لم يقدم على
المعاملة بالمثل والإساءة الى مقدساتهم ، لسبب بسيط انه أي الإعلام الإسلامي يعتبر الديانات الأخرى موحدة ذكرت بالقرآن الكريم فالمسلم يقدسها أكثر من تقديسهم الكاذب ، إذن الإعلام الملتزم على الساحة الدولية
وحده الذي يحظى بالتصديق والقبول والاحترام ، وهو وحده ايضا يستطيع من تحقيق ما تصبوا اليه الشعوب من ثقافات متنوعة وبرامج توعية راقية ، ومناهج ترفيهية منضبطة هذا النوع من الاعلام العالمي يجني إرباحا مضاعفة
عما يجنيه الإعلام المزور للحق والحقيقة الغارق بالسحت الحرام المرفوض بين الأوساط كافة ، لان طبيعة عقل الإنسان لا يمكن ان يسير في المسالك الخاطئة ابد الدهر ان المعيار الثابت في سايكلوجية الشعوب الرأي العام
الجامع والشامل ، يطغي على الحالات الاستثنائية المقززة للمشاعر …؟ فالإعلام صفة موصوفة في قواميس الإشهار والعلانية لأمر كان مخفيا ، والإعلامي رجل يمتهن حرفة معقدة الوجوه والأغراض والبيانات ، قد تكون
شائكة وخطرة تحف بها المخاطر من الحاكم او المحكوم ، ولكن وبكل أحوالها فهي خدمة عامة لمصلحة قومية شاءوا الأقوياء أم أبوا الضعفاء دعاة الاعتدال والتوازن أو أصحاب السلطة والتسلط والقمع والإرهاب ، فالتاريخ يسطر
على صفحاته جميع المآثر أي كان نوعها ومصدرها ، وما تشهده المتغيرات الحادثة على الساحة الدولية من تقلبات سياسية ودراماتيكية ، تشير الى تراجع وسائل الأعلام التي تدعي الاعتدال وانكفائها وانحدارها وربما
كبوتها ضمن المرحلة الموجبة للثبات على المبادئ ، دونما اهتزاز في المواقف لمسوغات هزيلة وانهزامية عن ساحة المواجهة ، بين أصحاب الحقوق من المظلومين والحكام الطغاة الذين تؤازرهم الأقلام الإعلامية التي تتبجح
بالوسطية الفارغة او ما تسميه بالاعتدال ؟ ، ان القلم النزيه والكلام الشريف خطان لا يفترقان في مسيرة العمل الدولي النبيل ، ومن يحاول الاختفاء خلف أشجانها الشرفية الباطلة من رجال الإعلام والصحافة ، يكون قد وضع
نفسه في مسار الشك والريبة او انه منحاز أصلا ، او يكون مهزوزا يخلوا من الثبات الأخلاقي وقد يحمل مآرب توافقية مع خط السلطات الحاكمة ، خارج إطار شرفه المهني مما يضعه في مصاف المرتزقة المأجورين او الذين
يتلقون الرشا تحت خيمة الاعتدال ، او انه خضع الى الترهيب الذي تمارسه الأنظمة القمعية والفاشية ، هذه مسلمات العمل الصحفي والإعلامي الذي تتطلع إليه الجماهير المحرومة كونه منبرها الاسمى ، ان المعايير التي
حددتها إرهاصات الشعوب ومحنتها الكارثية ترفض أولئك الذين يتغنون ، بأوهام السير جنب حيطان اصحاب الاستبداد والفساد وخصوصا الأنظمة الطائفية والعنصرية كتلك التي شهدتها الساحة الدولية ، مثل نظام الكيان
الصهيوني وجنوب إفريقيا سابقا والنظام الإيراني الذي يحاول تصدير أسباب التوتر وخزعبلات الطائفية الى دول الجوار بمساعدة أقلام وأبواق من يدعي لاعتدال عبر وسائل الاعلام كافة .
الكاتب في سطور
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,