نوسوسيال

كتبت سيدار رشيد : الثالث من آب.. مجزرة مؤلمة تبددت بالمقاومة

501

 

 

 

 

 

قامشلو/ سيدار رشيد ـ

تعد مجزرة الثالث من آب، واحدة من أكبر المجازر، التي وقعت أمام مرأى العالم، بحق الشعب الإيزيدي، من قبل مرتزقة داعش والقوى المهيمنة، فيما لا تزال آلاف الأشخاص مفقودين، ولا معلومات عنهم حتى يومنا هذا، إلا أن مقاومة الشعب الإيزيدي حول ألم المجزرة إلى إنجاز.

تعرضت شنكال بتاريخ الثالث من آب 2014، لمجزرة كبيرة، حيث أصبحت حديث العالم أجمع، وبلغ عدد شهداء المجزرة 1500 شهيد، حسب الأرقام الرسمية، التي تم تحديدها، وتم تحديد 87 مقبرة جماعية، وفُتح 36 منها، فيما لا توجد معلومات حتى الآن عن 2700 شخص، سواء إن كانوا أحياء، أو موتى.

الغاية من المجزرة

ولتسليط الضوء على مجزرة شنكال، وأهدافها ونتائجها، التقت صحيفتنا “روناهي”، الرئيسة المشتركة للبيت الإيزيدي “ليلى إبراهيم مهمو” التي حدثتنا قائلة: “قام الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK، الذي أصبح حاكماً لشنكال بعد عام 2003، وبحجة حماية جميع التقاليد الاجتماعية، واستغلالاً لنظام المشيخة بوضع الإيزيدين تحت مصالحه الشخصية”.

وأضافت: “لقد استغل الحزب الديمقراطي الكردستاني إيمان الإيزيديين لمصالحه الخاصة، ودعم نظام المشيخة تلك بهذه الطريقة، حتى تمكن من السيطرة عليهم”.

وتابعت ليلى: “وفي العاشر من حزيران 2014، عندما احتلت مرتزقة داعش الموصل ازداد الخطر أكثر على المناطق المحيطة بها”، مضيفةً، “وقد كان آخر مجزرة وأكبرها في 2014 ارتكبت ضد الشعب الإيزيدي، حيث تم استهداف المجتمع الإيزيدي الذين يعتنقون الدين الإيزيدي من قبل مرتزقة داعش في الثالث من آب 2014م”.

74 مجزرة

وعن المجازر التي ارتكبت بحق الإيزيديين، أكدت ليلى: “74 مجزرة ارتكبت بحق المجتمع الإيزيدي”.  وأكدت: “وبسبب ذلك الفرمان، لجأ الإيزيديون إلى جبل شنكال، في عام 1975 تم إجلاء الإيزيديين قسراً من القرى الجبلية، واستقروا في قرى “خانصور، وتل عزير، وسنيه، وسيبا شيخ خضر وكوجو، ودوغور”، حيث أقاموا في 15 قرية على سفوح الجبل.

خيانة حكومة العراق ومقاومة وحدات الحماية

كانت شنكال تحت سيطرة الحكومة العراقية، وكانت قوات البيشمركة مسؤولة عن حمايتها، وبحسب العدد الرسمي، قبل هجوم داعش، كان هناك 12 ألف من بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني في شنكال، عندما هاجمت داعش، فيما لجأت قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي كانت تحمي الإيزيديين، إلى الانسحاب دون ضمان سلامة الإيزيديين، وتجاهلت بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني مطالب الإيزيديين بالدفاع عن أنفسهم؛ ما تُرك المجتمع الإيزيدي يواجه وحشية داعش، وحدهم آنذاك.

فخلال وقوع أسوأ إبادة جماعية، وبينما كان الشعب الإيزيدي على وشك الزوال، قام وحدات حماية الشعب والمرأة “YPG / YPJ” في روج آفا بمقاومة داعش، بإنقاذ الأهالي، حيث فتحوا ممراً إنسانياً أمامهم، ونقل آلاف الأشخاص إلى روج آفا لإنقاذهم من داعش، وفقاً لليلى.

قوة العزيمة

وأشارت ليلى إلى أنه وبعد تلك الأحداث والمجازر، كان محتماً استخلاص نتائج منها، فقد أصبح الشعب الإيزيدي قوياً ومتمكناً من إدارة نفسه بنفسه، وقد أُسست الإدارة الذاتية في شنكال عام 2015، وأصبحت المظلة السياسية لشعبها، حيث تقوم بكامل واجبتها، كما وتتولى المؤسسة الرئيسية في حزب حرية المرأة الإيزيدية (PADÊ) الدور الرئيسي في مجال تنظيم المرأة.

وناشدت الرئيسة المشتركة للبيت الإيزيدي “ليلى إبراهيم مهمو”، في ختام حديثها، المجتمع الدولي وكافة المنظمات الإنسانية، والجهات المعنية، باسم الشعب الإيزيدي في الداخل والخارج، “بإيجاد حل لشعبنا، وفتح الحدود أمامنا لأن إغلاقه يعد مجزرة أخرى بحقنا”.

مضيفةً: “كما ونطالب بعودة المهجرين كافة إلى أرضهم، وديارهم بضمانة دولية، لعدم تعرضهم لأي انتهاكات، أو مجازر أخرى”.

يذكر، أن سبعة آلاف امرأة وطفل إيزيدي تم اختطافهم خلال مجزرة شنكال في الثالث من آب 2014، بالإضافة لـ 10000 رجل، وتم بيع النساء في الأسواق، ومورست بحقهن أفعال لا أخلاقية، كما وأجبرت داعش النساء والأطفال المخطوفين على تغيير دينهم واعتناق الإسلام قسراً، واستخدم أطفالهم كمحاربين، بالإضافة لتدمير المراكز الدينية الإيزيدية.

كتبت الزميلة الصحفية سيدار رشيد في جريدة روناهي عن جرائم شنكال واستذكار 3 آب في جريدة روناهي الصادرة في الشمال السوري