نوسوسيال

بقلم الكاتب السوري حسن ظاظا/ فيدرالية الكرد. .. أمان وسلام لوحدة سوريا

1٬347

 

الأزمة السورية أسيرة الأجندات المحلية والإقليمية والدولية المتشابكة والتي امتدت وتشعبت ولم يعد من السهل إيجاد حلول ومخرج لها نحو السلام والوفاق بين المعارضة غير المتجانسة فكرياً وسياسياً ووطنياً أيضاً، أمام المجازر والقتل بالمجان للشعب السوري واستمرار الحرب من جميع الأطراف الإرهابية، بالإضافة إلى إرهاب الإسلام السياسي المنظم المدعوم من تركيا وإيران وسياسة التهجير والتغيير والديمغرافي في العاصمة دمشق   وادلب

وبالشمال السوري  والمدن السورية  المدمرة.وتهجير أكثر من مليون سوري من اريحا والاتارب وقرى شمال حلب نتيجة للحرب مابين تركيا وروسيا والنظام السوري والأغرب من كل ذلك المرتزقة  السوريين الذين خانو وطنهم السوري ليقاتلوا ابناء وطنهم واهلهمومن الواضح تماماً ومن خلال ما يجري في الداخل السوري والخارج من الحرب الضروس والمؤتمرات الإقليمية والدولية تشير إلى استمرار هذه الحرب تحت شعارات ولافتات مضللة وأجندات

خطيرة الهدف، منها السيطرة والتسابق الإقليمي والدولي على بسط النفوذ بالإضافة إلى تباعد المواقف بينها وبين النظام الاستبدادي، وتباعد المعتقدات الدينية وغيرها، وبين المجموعات الإرهابية غير المتجانسة فكرياً وثقافياً وعقائدياً واجتماعياً، وإصرار كل منهما على موقفه لن يؤدي إلا إلى استمرار الأزمة لوقت طويل، فالمعارضة السورية

في فنادق إسطنبول والرياض مطلبها أجندة تركية سعودية وهابية، وأخرى تحمل أجندة إيرانية لملالي إيران الحاكمة الاستبدادية بالاتفاق مع التحالف  بين الدب الروسي بشكل تكتيكي حفاظاً على وضعه الداخلي والخلايا الشيعية في آسيا الوسطى، إن الأجندة الروسية والاصرار على بقاء الأسد والتمسك به ورفض الدب الروسي

لرحيل الأسد، المطلب المرفوض من الجار الإيراني أيضا وبإصرار واقتراح تشكيل حكومة موحدة موسعة تضم المعارضة والسلطة الحالية للأسد، وهذا الأمر على جدول اجتماع جنيف ونقطة لا يمكن تجاوزها إلى ما بعدها. المعارضة وكل اجتماعاتها بالرياض ورغم تكرارها فهي متباعدة ومنقسمة بعكس ما ظهرت على  وسائل الإعلام

رغم أنها من مكون واحد عربي إسلامي بشعارات زائفة وبمواقف متباعدة أضعفت حضورها أمام المجتمع الدولي الذي جعل منها سبباً لعدم نجاح المفاوضات السابقة والحالية واللاحقة القادمة ستكون فاشلة سواء أكانت في جنيف أم في أستانة.. أم أيِّ بديل عنها جميعها لم تقدم شيئاً سوى الحضور والوجاهة أمام عدسات الصحافة

والإعلام، هي معارضة كالعراضة الشامية ولكن في الحقيقة هي اليوم منقسمة على نفسها وهي أيضاً غير قادرة على طرح أي حل لخلاص الوطن السوري حرصاً على جيوبهم واستمرار سيولة القبض بالدولار والعيش الرغيد في فنادق المدن التركية والرياض وأوروبا، ومن المضحك أن المعارضة ووفدها الميمون تمت استضافتهم بجنيف في فندق يملكه النظام باسم مالكه ابن خال الأسد رامي مخلوف.

فتقارب المواقف وتباعدها بين وفدي المعارضة الهشة المرتكزة على أفكار ظلامية سلفية متخلفة، في شعاراتها المطروحة للإسلام السياسي منذ بداية الأزمة السورية هذا الفكر الأسود القاتم جعل منها سبباً مع كل الإملاءات السلفية من ملالي إيران والسعودية الوهابية، ولو استمرت المفاوضات لاحقاً فستبوء جميعها بالفشل.

وفي الآونة الأخيرية اختلف الأمر بعد فشل جنيف وسوتشي أيضاً بسبب وضوح الأجندات العقائدية المتناقضة والمختلفة بين إيران والفكر السلفي الوهابي التركي الموالي لقطر والسعودية وحلمها السياسي بتناغم روسي إيراني ضد الشعبين العربي والكردي، والحلم الفارسي والطوراني أيضاً، وتستمر لعبة شد الذقون بين ملالي إيران

وأمراء الوهابية في تركيا واقتسام خُمس الغنائم من السبايا والغلمان في جنة الله، كل ذلك يجري على حساب الشعبين الكردي والعربي المغلوبين على أمرهما من رعونة واستبداد حكامهما صحيح أن هناك خلافاً عقائدياً بين الدولتين تركيا وإيران إلا أنهما ضد الشعبين الكردي والعربي، هناك تفاهم بالدرجة الأولى والأولوية للقضاء على

الشعب الكردي الذي يقضي في خندق المواجهة المباشرة والتصدي لهذا العدوان على الشعب والبلدان العربية والوقوف بصلابة للدفاع عن الحرية والسلام وكرامة الإنسان والمواقف التاريخية للشعب الكردي  من الشواهد الحية عبر التاريخ المشترك والثقافة المشتركة بين الكرد والعرب وشعوب الشرق الأوسط.

واليوم ما يعطينا الأمل الكبير والمشرق لمواقف الكرد الوطنية في سوريا مشروعهم الوطني للحفاظ على وحدة سوريا وإنقاذ الشعب السوري من محنته وأزمته المستعصية، مشروع الفيدرالية لتكون سوريا الاتحادية الفيدرالية الديمقراطية الحل الأمثل لوحدة سوريا. فسوريا لكل السوريين وهذا أمر مهم جداً ويبقى التفاهم والتقارب بين كل مكونات المجتمع السوري أمر ضروري جداً في هذه المرحلة التي جلبت الويلات والمآسي للشعب السوري الجريح.

إن التقارب بين مكونات المجتمع من أهم مستلزمات تحقيق الفيدرالية والديمقراطية لبناء سوريا الجديدة، سوريا المستقبل والعيش المشترك والأمن والأمان والسلام وعلى الجميع الوقوف في خندق واحد في مواجهة الخطرين الإيراني والتركي والروسي ايضا  وذلك كي تبقى سوريا الاتحادية الفيدرالية لكل السوريين.