نوسوسيال

طلال محمد : مبادرة الإدارة الذاتية تتوافق مع روح القرار 2254

466

                                              /  روناهي : نوس سوسيال وكالات /

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

 


أشار رئيس حزب السلام الديمقراطي الكردستاني، طلال محمد، إلى أن مبادرة الإدارة الذاتية لا تتعارض مع القرار الدولي 2254 الخاص بالأزمة السورية، كما لفت إلى أن الإدارة الذاتية، والدول العربية باستطاعتهما العمل سوياً لحل الأزمة السورية.

بعد مضي 12 عاما على قيامها، لا تزال الأزمة السورية تفتقر لأي بارقة أمل للحل، وفي الوقت نفسه، يستمر المواطن السوري في انحداره الاقتصادي الاجتماعي دون وصوله للقاع. هذا الافتقار للحل، وهذا الجمود الذي يعيشه الوضع السوري، مرده هو تعنت طرفي الصراع، ورفضهم لأي محاولة حل تطرح، وذلك للاستفادة من هذه الأزمة، وتربحهم على حساب أوجاع وعذابات السوريين، نتيجة ذلك، دخلت الأزمة السورية عقدها الثاني، بأشد وطأة وأكثر تعقيدا، وباتت اللوحة السورية أشد قتامة، والشعب السوري أكثر بؤسا.

هذه المعطيات المأساوية، فرضت على القوى الوطنية السورية البدء بالبحث عن مخارج جديدة من هذه الأزمة، وذلك انطلاقا من مسؤوليتهم التاريخية تجاه شعبهم.

وفي هذا الإطار، كانت الإدارة الذاتية السباقة لطرح مخرج آمن للأزمة السورية، فما كان منها إلا أن أطلقت مبادرتها الأخيرة ذات النقاط التسعة، التي، وبنظر الكثير من الأطراف، يمكن اعتمادها أساسا متيناً لحل جذري في سوريا المستقبل.

                          الحل يراوح مكانه

الكثير من الأطراف أيدت مبادرة الإدارة الذاتية، وعملت ودعت لمساندتها، لتخليص الشعب السوري من المعاناة، التي يعيشها ضمن الأزمة، التي تزداد يوماً بعد يوم دون وجود أي مساعٍ جدية تخص حلها.

وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا مع رئيس حزب السلام الديمقراطي الكردستاني، طلال محمد: “بعد مضي 12 عاما من الأزمة السورية، لا تزال كل المبادرات، التي طرحت للحل تراوح مكانها، وكما أن العثرات والعقبات كبيرة في وجه تطبيق القرارات الأممية الخاصة بالأزمة السورية، وقد فشلت كل الاجتماعات والمؤتمرات، التي عقدت في الخارج بهدف حل الأزمة السورية، مثل جنيف وأستانا، وغيرها من المسارات. وقد أثبتت التجربة بأن هذه الاجتماعات والمسارات، جميعها تخدم صراعات إقليمية ودولية ولا علاقة لها بمعاناة الشعب السوري، كما أنها لا تكترث لأي حل لأزمته”.

ويجد محمد، بأن الأزمة السورية تتعمق يوما بعد يوم، وتتعقد سبل حلها يوما بعد آخر، نظراً لكثرة الملفات الجزئية في هذه الأزمة، كتواجد القوى الأجنبية وجيوشها على الأرض السورية، وخاصة الإيرانية، والتركية منها واحتلالها لبعض المناطق السورية، وكذلك ملف اللاجئين السوريين، مضيفاً في تعلقيه على هذا الأمر: “نظراً لتشابك كل هذه الأزمات بين بعضها، لا يمكن الحديث عن حل نهائي للأزمة السورية، دون حل هذه الأزمات الجزئية. وبناء عليه، فإننا لا نرى أي أفق قريب من أجل حل الأزمة السورية”.

                      دور القوى السياسية الكردية

طلال تابع: “أعتقد أن الأطراف السورية اليوم وصلت إلى قناعة تامة، بأنه لا حل جذرياً للأزمة السورية دون حل القضية الكردية حلاً عادلاً وديمقراطياً، ضمن دستور سوريا الجديدة. وهنا يكمن دور الحركة السياسية، والتي يجب أن تكون الأساس في عملية الحوار، والتفاهم بين عموم المعارضة السورية، بشقيها العربي والكردي، ومن أجل خلق توافقات لحل الأزمة السورية عبر دستور توافقي يضمن حقوق جميع الشعوب، في مقدمتها حقوق الشعب الكردي والتعامل معها انطلاقا من أنها قضية أرض وشعب”.

وزاد: “الحركة السياسية الكردية لها طريق طويل مع ممارسات النظام السوري، وتتميز بتنظيم أعلى من الأطراف الأخرى، لذلك فهي تستطيع أن تلعب دوراً فعالاً في إيجاد حل للأزمة السورية على أساس التفاهم والتوافق بين عموم المعارضة السورية، وهذا ما أثبتته الوقائع، لأن تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وكذلك مجلس سوريا الديمقراطية، عمادهما الحركة السياسية الكردية، لذلك، مطلوب من الحركة السياسية الكردية العمل على لعب دور أكبر لإيجاد حل للأزمة السوري عبر التفاهمات والتقاربات”.

                       مبادرة في التوقيت المناسب

وحول المبادرة، التي أعلنت عنها الإدارة الذاتية مشروعاً لحل الأزمة السورية أفاد رئيس حزب السلام الديمقراطي الكردستاني بأن: “مبادرة الإدارة الذاتية جاءت في توقيتها المناسب، وأن حزب السلام الديمقراطي الكردستاني قيمها بالمبادرة الإيجابية، والتي يمكن أن تخلق الأرضية المناسبة للبدء بعملية حوار جدية مع حكومة دمشق.

 كما أن هذه المبادرة، ليست المبادرة الأولى التي تطرحها الإدارة الذاتية الديمقراطية، حيث أن الإدارة منذ تأسيسها تطرح المبادرات الساعية لإيجاد حل للأزمة السورية. لذلك، المطلوب اليوم من الأطراف السورية، وفي مقدمتها القوى السياسة الكردية، أن تقدم الدعم لهذه المبادرة، التي إذا ما تم اعتمادها من كافة الأطراف، يمكن اعتبارها أساسا للانطلاق نحو حل الأزمة السورية، حلا سياسيا يستند للقرار الدولي 2254، لا سيما وأن هذه المبادرة لا تتعارض مع روح هذا القرار. ولكن مع الأسف، لم نلاحظ أي ردود إيجابية من أي طرف سوري، لا من قبل حكومة دمشق، ولا من قبل المعارضة الخارجية، بل تم تشويه صورة هذه المبادرة بشكل متعمد، والغاية منها كانت تشويه صورة الإدارة الذاتية كمشروع وطني سوري جامع لكل السوريين، والدليل على ذلك، استقبال الإدارة للاجئين السوريين من مختلف المناطق. وتأتي المبادرة الأخيرة للإدارة الذاتية، انطلاقا من موقف غيور على مستقبل الوطن السوري”.

                  مبادرة الإدارة والخطوات العربية

محمد استأنف قائلا: “هناك تقاطعات كبيرة بين مباردة الإدارة الذاتية الديمقراطية، وبين الخطوات الأخيرة، التي أقدمت عليها الدول العربية، والتي توجت باستعادة حكومة دمشق لمقعدها في جامعة الدول العربية، حيث أن كلا الطرحين يسعيان لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، قائم على الحوار بين الأطراف السورية، حيث أن مبادرة الإدارة الذاتية تتوافق مع مضمون القرار الدولي 2254، وبالوقت نفسه، فإن جامعة الدول العربية تعمل على مبدأ الخطوة بخطوة، أي أن إعادة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية، يجب أن يقابل بخطوة من قبل حكومة دمشق، وهي القبول بالحل السياسي على أساس القرار “2254”.

رئيس حزب السلام الديمقراطي الكردستاني، طلال محمد، أنهى حديثه: “إن الحل الوحيد للأزمة السورية يكمن في الحل السياسي المستند على أساس قرار 2254، وأن مبادرة الإدارة الذاتية لا تتعارض مع هذا القرار، لذلك، على جميع الأطراف مناقشة هذه المبادرة بجدية والعمل عليها بروح المسؤولية”.