نوسوسيال

البرهان في السودان…ديمقراطية تحت ظلال الجنرالات

292

 

 

 

 

 

السودان والسعودية من بين المحطات التي توقفت عندها الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة 21 نيسان/أبريل 2023.

العرب: خدعة البرهان الجديدة في السودان.. ديمقراطية، ولكن تحت ظلال الجنرالات

كتب علي الصراف أنّه إذا كان يصعب على الأطراف الخارجية أن تنحاز إلى طرف في الصراع الدائر بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، فإن “المكوّن المدني” لا يحق له أن يبقى على الحياد. ثمة ثمن يجب أن يُدفع للحياد. ويعتبر الكاتب أنّ أحزاب المكون المدني تعرف طرفي النزاع جيدا وتعرف مَنْ منهما يريد الانقلاب على “الاتفاق الإطاري”. كما تعرف أيهما أقرب إلى الثورة التي أطاحت بسلطة عمر البشير، وأيهما أكثر جدارة بالثقة من سواه.

البرهان بشروطه لدمج قوات الدعم السريع في الجيش حسب كاتب المقال أراد أن يبيع سلطته في مجلس السيادة ليشتري أخرى. انقلابه على حكومة عبد الله حمدوك انتهى إلى فشل تام، بالرفض الشعبي له، وبعجزه عن إدارة الحكومة. ويقول الكاتب إن البرهان زعم أنه يريد الانسحاب إلى الثكنات ووعد ألا يتدخل في الشؤون السياسية، مقابل أن يمتلك سلطة مطلقة على كل أصناف القوات المسلحة. هذا فخ، لم تنتبه الأطراف المدنية إلى مخاطره المستقبلية.

وحسب الكاتب لا شيء يبرر تجاهل حقيقة أن قوات الدعم السريع هي التي أطاحت بسلطة البشير. الجيش جاء تاليا، لينقلب على التغيير، وشعر البرهان بأن الدوائر تضيق عليه. وعندما سار انقلابه في طريق الهاوية، لم يجد مفرا من الاستدراك. ولكن من دون أن يتخلى عن طموحاته لكن، حسب الكاتب، الأحزاب السودانية، وهي تعرف هذا الواقع، ليست مضطرة للانحياز إلى طرف. ولكنها مضطرة للدفاع عن حقها في بناء ديمقراطية لا يهددها جنرالات ولا تستظل بظلهم.

الشرق الأوسط: مستقبل السعودية مع الصين وأميركا

 

كتب وائل مهدي أنّه عندما نتحدث عن النفط السعودي وعن العلاقات الجيوسياسية، فإننا نتكلم عن دولتين: الأولى هي الماضي، والأخرى هي المستقبل. أما الماضي فهو الولايات المتحدة التي كانت أكبر سوق للنفط السعودي، وكانت السعودية مصدر النفط الأول للولايات المتحدة. اليوم تغيرت المعادلة، وأصبح المستقبل نحو الصين مع تزايد نمو الاقتصاد الصيني. التباعد بين السعودية والولايات المتحدة كان واضحاً، منذ أن بدأت ثورة النفط الصخري التي جعلت الولايات المتحدة تبتعد أكثر وأكثر عن النفط السعودي، وحسب الكاتب هناك ثلاثة أمور يجب أن نتوقعها.

 الأول تحول السعودية إلى نظام خارجي قائم على تعدد الأقطاب، وهذا ما نراه من خلال الاتجاه سياسياً نحو الشرق، سواء من التقارب مع الصين ورعايتها الأخيرة لاتفاق تاريخي مع إيران، أو من خلال التنسيق عالي المستوى مع روسيا حول أسواق الطاقة والتوسع في الاستثمار المباشر بين البلدين. كما أن السعودية تريد أن تكون جزءاً من تحالف «البريكس» العالمي لتزيد من تنوعها السياسي خارجياً.

الأمر الثاني هو توجه السعودية لبناء منظومة طاقة أعمق مع الصين قائمة ليس فقط على مبيعات النفط الخام إلى الصين، ولكن على تعميق التبادل النفطي والمشاريع المشتركة؛ سواء في مجال التكرير أو حتى الدخول في تقنيات جديدة.أما الأمر الثالث فهو البحث عن طرق أخرى لبناء مستقبل مع الولايات المتحدة لا يعتمد على النفط وحسب، بل على الطاقة بشكل أكبر، لأن الولايات المتحدة مهما اعتمدت على نفطها الصخري اليوم، فمستقبلها النفطي ليس مضموناً. واعتبر الكاتب أنّ كل هذه الاتجاهات سيكون لها انعكاسات جيوسياسية كبيرة على المدى البعيد، وستغير المعادلة فيما يتعلق بالطاقة والنفط وحتى السياسة في المنطقة.

القدس العربي: الدولة العربية ومشكلة تأسيس السلطة وتوحيد مؤسساتها

كتب لطفي العبيدي أنّ حال السودان وغيره من البلدان العربية يعكس عدم قدرة الدولة على النهوض بدور وطني توحيدي. على نحو مرتبط بقدرتها على تجديد نفسها من الداخل، وبناء مؤسسات موحدة تضمن النقاش في المجتمع السياسي المدني أمر يرى الكاتب أنّه لم يحصل، ويقول كاتب المقال إنّ المشكلة الحقيقية بالنسبة لفكر سياسي مهزوم هو أنّه بلا رؤية أو استراتيجية وطنية جامعة. ما يشغله دائما هو السيطرة على المجال العام، وخنق التعدّدية السياسية، واستحداث أحكام تسلّطية، وتطويع القوانين لخدمة مصلحة النظام وتكريس ديمومته.

ويرى الكاتب أن المشاكل المجتمعية وتحديات الإصلاح السياسي والاقتصادي، واضمحلال دور الدولة ومؤسسات الحكم المركزي، معوقات تمنع تشكل الدولة الوطنية الحديثة وفق مقومات سليمة، من شأنها أن تخلّصها من مشكلة تدهور العلاقة بينها وبين مختلف فئات المجتمع، بسبب ارتكاز السلطة على قواعد ضيقة من الفئات القليلة المستفيد، إضافة إلى خضوع شعوبها للأنظمة العسكرية الشمولية، وما يجري في السودان يعكس أهمية تجانس مؤسسات الدولة والمجتمع داخل الوطن الواحد