قوات الدعم السريع تشتبك مع الجيش السوداني في محاولة انقلاب على ما يبدو© Thomson Reuters

الخرطوم (رويترز) – قالت قوات الدعم السريع السودانية إنها سيطرت على القصر الرئاسي ومقر سكن قائد الجيش ومطار الخرطوم الدولي يوم السبت في محاولة انقلاب على ما يبدو لكن الجيش قال إنه يتصدى لها. وأضافت قوات الدعم السريع، التي اتهمت الجيش بمهاجمتها أولا، أنها سيطرت على مطاري مدينة مروي في الشمال ومدينة الأبيض في الغرب. والوضع على الأرض غير واضح. وقال الجيش إنه يقاتل قوات الدعم السريع في مواقع قالت القوات شبه العسكرية إنها استولت عليها. وقال الجيش أيضا إنه استولى على بعض قواعد قوات الدعم السريع ونفى أن تكون استولت على مطار مروي.ومن شأن حدوث مواجهة كبيرة بين الجانبين أن تؤدي إلى انزلاق السودان إلى صراع واسع النطاق في وقت يعاني فيه بالفعل من انهيار الاقتصاد واشتعال العنف القبلي ويمكن أيضا أن تعرقل الجهود المبذولة للمضي نحو إجراء انتخابات.وتأتي الاشتباكات في أعقاب توترات متصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن دمج القوات شبه العسكرية في الجيش والجهة التي ينبغي أن تتولى الإشراف على العملية. وأدى الخلاف إلى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية مع القوي السياسية بشأن الانتقال إلى الديمقراطية.

قوات الدعم السريع تشتبك مع الجيش السوداني في محاولة انقلاب على ما يبدو

قوات الدعم السريع تشتبك مع الجيش السوداني في محاولة انقلاب على ما يبدو© Thomson Reuters

ودعت القوى المدنية، التي وقعت على مسودة لذلك الاتفاق في ديسمبر كانون الأول، الطرفين يوم السبت إلى “وقف العدائيات فورا وتجنيب البلاد شر الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل”.وقالت في بيان “هذه اللحظة مفصلية في تاريخ بلادنا… فهذه حرب لن ينتصر فيها أحد، وسنخسر فيها بلادنا إلى الأبد”.واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بمحاولة الانقلاب وتنفيذ مؤامرة بتخطيط من أنصار الرئيس المخلوع عمر البشير، الذي أطيح به من السلطة عام 2019.ويرأس قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي. ويشغل منذ عام 2019 منصب نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.وقال الجيش إن القوات الجوية تنفذ عمليات ضد قوات الدعم السريع. وأظهرت لقطات بثتها قنوات تلفزيونية طائرة عسكرية تحلق فوق الخرطوم لكن لم يتسن لرويترز التأكد من صحة هذه التقارير.وسُمع دوي إطلاق نار في عدة أجزاء من الخرطوم وقال شهود إنهم سمعوا دوي إطلاق نار أيضا في مدن مجاورة.ورأى صحفي من رويترز مدافع وعربات مدرعة منتشرة في الشوارع وسمع دوي أسلحة ثقيلة قرب مقرات الجيش وقوات الدعم السريع.

وأظهرت لقطات تلفزيونية تصاعد الدخان في عدة مناطق بالخرطوم.وقال أطباء إن ثلاثة مدنيين على الأقل قُتلوا.

وقال مذيع ظهر على الشاشة لفترة وجيزة إن اشتباكات وقعت أيضا عند مقر التلفزيون الرسمي.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية العميد ركن نبيل عبد الله في مداخلة مع قناة الجزيرة مباشر إن الجيش سيرد على أي تصرفات “غير مسؤولة” في وقت تشتبك فيه قوات الجيش مع قوات الدعم السريع في عدة أجزاء من العاصمة وأماكن أخرى بالبلاد.

وأضاف أن قوات الدعم السريع موجودة بكثافة عند مقر التلفزيون الرسمي.

* إطلاق نار

أفاد شهود بوقوع إطلاق نار في أجزاء أخرى كثيرة من البلاد خارج العاصمة. وأبلغ شهود رويترز بوقوع تبادل كثيف لإطلاق النار في مروي.

وقال الشهود إن اشتباكات اندلعت أيضا بين قوات الدعم السريع والجيش في مدينتي الفاشر ونيالا بدارفور.

ودعت الولايات المتحدة وروسيا ومصر والسعودية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إنهاء الأعمال القتالية.

وقال الجيش إن قوات الدعم السريع حاولت مهاجمة قواته في عدة مواقع.

فيما قالت قوات الدعم السريع، التي يقدر محللون قوامها بنحو 100 ألف جندي، إن الجيش هو الذي بدأ بالهجوم.

وفي وقت سابق، قالت قوات الدعم السريع في بيان إن الجيش حاصر إحدى قواعدها وفتح النار مستخدما أسلحة ثقيلة.

وتشكلت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي من جماعات مسلحة تعرف باسم الجنجويد كانت تقاتل في صراع بمنطقة دارفور في بداية الألفية. وأدى الصراع إلى نزوح ما يقدر بنحو 2.5 مليون شخص ومقتل 300 ألف.

واتهم المدعون العامون بالمحكمة الجنائية الدولية مسؤولين حكوميين وقادة الجنجويد بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.

كان حميدتي قد وضع نفسه في طليعة جهود الانتقال الديمقراطي المزمع، مما أثار قلق القادة العسكريين وأدى إلى نشر للقوات في الخرطوم.

وبرز الخلاف بين القوتين يوم الخميس عندما قال الجيش إن أحدث تحركات لقوات الدعم السريع، لا سيما في مدينة مروي، غير قانونية.

وبدأت قوات الدعم السريع، التي أطاحت مع الجيش بالبشير قبل أربع سنوات، في إعادة نشر وحداتها في الخرطوم وأماكن أخرى وسط محادثات الشهر الماضي بشأن دمجها في الجيش بموجب خطة انتقالية من شأنها أن تفضي إلى إجراء انتخابات جديدة.