نوسوسيال

لوفيجارو الفرنسية : مؤتمر القمة العربية قوقعة .. وصدفة فارغة

284

 

/ نوس سوسيال : متابعة حسن ظاظا  /
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

اعتبرت صحيفة “لوفيجارو”، أن غياب ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، ورئيس دولة الإمارات “محمد بن زايد”، وملك المغرب، “محمد السادس”، عن القمة العربية في الجزائر، دلالة على “الانقسامات داخل العالم العربي التي غالبا ما توصف بأنها مجرد قوقعة أو صدفة فارغة”.

وذكرت الصحيفة الفرنسية، في تقرير لها، أن الغيابات لا تبدو مربكة للجزائر، التي بدت راضية عن العودة إلى الساحة الدولية بعد الكسوف الطويل في عهد رئيسها السابق “عبدالعزيز بوتفليقة”، الذي حكم عليه المرض بالعجز والصمت، وبالتالي ممارسة أي نفوذ جديد.

وأورد التقرير أن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” عزا غيابه عن قمة الجزائر إلى ظروف طبية، وذلك بعدما ألغى، في يوليو/تموز الماضي، محطة توقف كانت مقررة في الجزائر العاصمة بعد استقباله في باريس من قبل الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”.

وأضاف أن العاهل المغربي “محمد السادس” رفض الدعوة لحضور قمة الجزائر، بعد أن تحدثت تقارير إعلامية عن أنه سيشارك فيها، من دون أن ينفي القصر الملكي المغربي ذلك.

وكان فندق الشيراتون، الواقع في منتجع Club des pin بالقرب من مركز المؤتمرات الدولي في الجزائر، على استعداد للترحيب بملك المغرب، لكن العلاقات بين البلدين الجارين ما تزال متصدعة.

 

ونقلت “لوفيجارو”عن دبلوماسي جزائري سابق، قوله إن “مشاركة العاهل المغربي في قمة الجزائر كانت ستعد حدثاً، بينما لا يعد غيابه حدثاً”، إذ قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب منذ أغسطس/آب عام 2021، في حين تم إغلاق الحدود البرية بين البلدين منذ عام 1994.

وتعد مسألة الصحراء الغربية المحور الرئيسي للأزمة بين الجزائر والمغرب، وعززها توقيع الرباط على اتفاقات إبراهيم في عام 2020، والتي تم بموجبها تطبيع العلاقات بين دول عربية (من بينها الإمارات والبحرين) وإسرائيل.

وانضم المغرب إلى اتفاقات إبراهيم على أمل جعلها رافعة للاعتراف بسيادته على إقليم يعتبره من ولاياته الجنوبية، حيث أعاد علاقاته مع إسرائيل التي قطعتها الانتفاضة الفلسطينية الثانية، واقترب أكثر عسكريا واستراتيجيا من الدولة العبرية، كما ذكرت “لوفيجارو”، موضحة أن الجزائر، التي جعلت من دعم القضية الفلسطينية مسألة مقدسة، ولا تعترف بوجود إسرائيل، تعتبر أنه “تم تجاوز الخط الأحمر”.

وفي السياق، نقلت الصحيفة الفرنسية عن الدبلوماسي الجزائري قوله: “لطالما كانت هناك علاقات بين المغرب وإسرائيل، لكن وجود الإسرائيليين على أعتابنا يغير قواعد اللعبة”.

وأشارت إلى أن الرئيس الجزائري “عبدالمجيد تبون” يضع فلسطين في صميم اهتماماته، بينما اتخذت الدول الموقّعة على اتفاقات إبراهيم طرقا جانبية.

 

بعدما لم يتسن ذلك خلال القمة العربية المنعقدة حاليا في الجزائر، دعا العاهل المغربي “محمد السادس” الرئيسَ الجزائري “عبدالمجيد تبون” إلى زيارة المغرب، من أجل “الحوار”، وفق ما أفاد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة وكالة فرانس برس، الثلاثاء.

تأتي هذه الدعوة بعدما غاب العاهل المغربي عن حضور القمة العربية، في ظل استمرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من جانب الجزائر منذ أغسطس/آب 2021.

وأوضح “بوريطة” أن الملك “محمد السادس” أعرب عن نيته خلال الأيام الأخيرة في زيارة الجزائر، التي دعي إليها لحضور القمة العربية، لكن الوفد المغربي “لم يتلق أي تأكيد من الجانب الجزائري بواسطة القنوات المتاحة”، بعدما طلب توضحيات عن الترتيبات المقررة لاستقبال العاهل المغربي.

وأعرب “بوريطة”، الذي يرأس الوفد المغربي المشارك في القمة، عن أسفه “لعدم تلقي أي إجابات عبر القنوات الملائمة”.

وكان وزير الخارجية الجزائري، “رمطان لعمامرة”، تساءل في حوار مع  قناة “العربية”، الإثنين، عما إذا كان غياب الملك “محمد السادس” عن القمة التي تختتم الأربعاء “فرصة ضائعة”.

وأشار أيضا إلى أن الرئيس “تبون” كان سيخص العاهل المغربي باستقبال بروتوكولي في المطار، لو حضر إلى الجزائر. لكن “بوريطة” اعتبر أن “مثل هذه اللقاءات لا ترتجل في قاعات الاستقبال بالمطارات”. وأضاف: “لقد أعطى جلالة الملك تعليماته بأن توجه دعوة مفتوحة للرئيس تبون، بما أنه لم يتسن إجراء هذا الحوار في الجزائر”.وسبق لـ”محمد السادس” أن دعا في عدة مناسبات الرئيس الجزائري إلى الحوار من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين.

وتشهد العلاقات توترا منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تطالب باستفتاء تقرير مصير للصحراء الغربية، بينما يقترح المغرب، الذي يسيطر على ما يقرب من 80% من المنطقة، تقترح خطة حكم ذاتي تحت سيادته.

وزاد التوتر عندما أعلنت الجزائر في أغسطس/آب الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط متهمة إياها “بارتكاب أعمال عدائية (..) منذ استقلال الجزائر” في 1962.

وأعرب المغرب عن أسفه إزاء هذا القرار، ورفض “مبرراته الزائفة”.