نوسوسيال

واشنطن بوست: خلافات حادة بين بوتين ومستشاريه بسبب أوكرانيا

214

 

 

 

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نقلا عن مصدر في الاستخبارات الأمريكية، أن عضوا بارزا في الدائرة المقربة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، جاهر مؤخرا في الكرملين باختلافه مع طريقة خوض الحرب في أوكرانيا المجاورة.

وذكرت الصحيفة، أن الاستخبارات الأمريكية حصلت على اسم هذا المسئول الروسي الذي يختلف مع بوتن، فيما جرى إطلاع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على تلك المعلومات المتعلقة بالتململ الحاصل في أورقة الكرملين.

ولم يجر الكشف عن اسم المسئول الذي يقال إنه مقرب من بوتين، وصار يبدي عدم اتفاقه، فيما رفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي الإدلاء بتعليقات حول التقارير المتداولة.

وبحسب “واشنطن بوست”، فإن الحديث عن “جرأة” هذا المسئول في الكرملين، يأتي بينما تتعرض روسيا لخسائر على الميدان في أوكرانيا، إثر خسارة آلاف الكيلومترات من الأراضي التي سيطرت عليها، بينما دخلت العمليات العسكرية شهرها الثامن.

واضطر بوتين إلى إعلان تعبئة عسكرية جزئية بالبلاد، في مسعى إلى جبر الخسائر التي منيت بها قواته، مؤخرا، فيما تقول عواصم غربية إن هذه الخطوة تنم عما تصفه بـ”تخبط” موسكو في المستنقع الأوكراني.

وأضاف المصدر أن المسئول البارز في الكرملين أبدى استياءه مما اعتبرها أخطاء ارتكبت في العمليات العسكرية الجارية بأوكرانيا، وسط حديث غربي عن تعرض بوتين لأكبر عزلة له داخل السلطة منذ 22 عاما في السلطة.

وذكرت الصحيفة، أن الدائرة المقربة من بوتين تضم عددا محدودا من المعاونين والمستشارين الموثوق بهم، وهم في الأغلب من زملاء سابقين له عندما كان ضابطا في جهاز الاستخبارات “اك جي بي”، أو أيام توليه منصب نائب عمدة مدينة سان بيترسبرج في تسعينيات القرن الماضي، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

وأثار قرار التعبئة العسكرية الجزئية في روسيا، ما قيل إنه “غضب شعبي”، فسارع مئات الآلاف من الأشخاص في سن الخدمة العسكرية إلى مغادرة البلاد، تفاديا لأن يجري اقتيادهم إلى أرض المعركة.

وذكرت مصادر الاستخبارات الأمريكية أن الحرب في أوكرانيا تصل هذه المحطة، بينما يتواصل الغموض حول ما يمكن أن تعتبره روسيا بمثابة نصر، في حين تثار الأسئلة حول “الولاء غير المشروط” الذي طالما حظي به بوتين.

لكن المصدر الأمريكي أوضح أن تلك الأصوات التي تبدي معارضة لطريقة خوض الحرب، ليست مؤشرا على قرب تنحية الرئيس الروسي جانبا.

في غضون ذلك، نقلت “واشنطن بوست” عن مصدر استخباراتي غربي، أن هذا التذمر وسط الدائرة المقربة من بوتين، جرى التعبير عنه بشكل خاص إثر تسجيل خسائر روسية واسعة على الأرض في أوكرانيا.

واستطردت الصحيفة نقلا عن مصدر استخباراتي غربي ثان، أن الخلافات الداخلية أثيرت لأن العمليات العسكرية لم تسر على النحو الذي كان مخططا له، بينما يرى كثيرون في الكرملين أن الحرب ليست في الاتجاه الصحيح.

وبدأت روسيا عملياتها العسكرية بأوكرانيا، في 24 فبراير الماضي، عبر محاولة السيطرة بشكل كامل على جارتها، فأرسلت قوات إلى محيط العاصمة كييف، وكان الرهان هو إطاحة القيادة السياسية، لكن هذا الهدف تبدد خلال أسابيع، فانسحبت القوات الروسية.

وعقب ذلك، أعلنت روسيا دخولها المرحلة “ب” من العمليات العسكرية، من خلال التركيز على مناطق الشرق الأوكراني الذي يتركز فيه الانفصاليون الموالون لموسكو، إضافة إلى الجنوب، لكن هذا الهدف لم يكن سهلا بدوره.

واستفادت القوات الأوكرانية بشكل كبير من الدعم العسكري الغربي السخي، فيما تقول موسكو إنها ماضية قدما في الحرب، لأن مساعدة كييف لن تصب إلا في إطالة أمد النزاع.

وأقر المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، في تصريح لصحيفة “واشنطن بوست”، بوجود عدة رؤى إزاء الحرب، قائلا إن هناك من يقترح طريقة مختلفة لخوض العمليات العسكرية، لكنه اعتبر هذا الأمر عاديا، لأنه من صميم العمل المعتاد.

لكن بيسكوف نفى أن يكون ثمة أي تصدع في الكرملين، إزاء العمليات العسكرية الجارية بأوكرانيا، رغم وجود نقاشات داخلية بشأن عدد من الملفات، نافيا ما جرى تناقله بشأن مسئول بارز في الكرملين يبدي اختلافا مع بوتن، ووصف الخبر بـ”غير الصحيح على الإطلاق”.