نوسوسيال

بقلم هند الإرياني: “الأقليات في منتدى اليمن الدولي

374

حضرتُ منتدى اليمن الدولي الذي أقيم بدعم سخي من قبل وزارة الخارجية السويدية، والذي جمع العديد من الأطياف السياسية وممثلي المجتمع المدني والشباب والأقليات والاعلاميين وغيرهم. ولفت نظري العدد الكبير من النساء، والذي بحسب ما قاله المبعوث السويدي لليمن بيتر سيمنبي بأنه تجاوز نصف الحضور، وهذا بالطبع كان نتيجة لاهتمام السويد بتمثيل عال للمرأة اليمنية، ونشكرهم على ذلك.

حضرت العديد من الجلسات وكان أبرزها بالنسبة لي، بحكم أنني مدافعة عن الأقليات، هي الجلسة التي تحدثت عن الأقليات الدينية والاجتماعية مثل البهائيين والمهمشين والمُوَلَّدين، وربما تُعتبر هذه أول مرة تُناقَش فيها قضيةُ المُولّدين.

المُولّ دون هم من لديهم أب أو أم من جنسية أخرى غير يمنية، ولكن يُعامل بطريقة أكثر عنصرية م من لديهم أحد الوالدين من جنسية دولة أفريقية. كان من الصادم في الجلسة، رغم أن من حضرها هم من المثقفين والصفوة، إلا أنهم أنكروا وجود هذه العنصرية واستخَفّوا بمعاناتهم، وكم كان هذا مؤلماً بالنسبة لي، فما بالكم بمن عاش هذه التجربة وعانى منها.

أيضاً كان من الصادم عندما قال أحد البرلمانيين إن على الأقليات أن يرفعوا أصواتهم، وإنه لا يعرف عنهم الكثير! كيف سيرفعون أصواتهم خاصة الأقليات الدينية الذين قد يتعرضون للتنكيل بهم، ثم عندما رفعوا أصواتهم في قاعة صغيرة رأينا ما حدث، وكيف أنكر الآخرون معاناتهم.

وقال هذا البرلماني أيضا إنه لا يعرف الكثير عن  البهائية وإنهم السبب في ذلك، ولم يكلف نفسه أن يبحث ويقرأ، وقد كتبت أنا عدة مقالات عن البهائية، ولكن للأسف أن صحفياً معنا في القاعة قال إنه يحذر من الكلام عن الأقليات لأن الغالبية يرون أن هذا “ليس وقته” ولا يمثل أهمية للغالبية في وجود الحرب. ولكنني أرى أن الآن هو الوقت الأهم للحديث عن الأقليات لأنهم في وجود الحرب يتعرضون أكثر من غيرهم لتبعاتها حيث يتعرض المهمشون لاستغلال، وهناك حادثتان لطفلتين تم اغتصابهما، ولكن لأن بشرتهما سوداء لم يهتم المجتمع بمعاقبة الجناة، ولم يتحدث الإعلام عنهنّ!

هذه الجلسة جعلتني أشعر بنوع من الاحباط، وأحسست أن هناك وعياً منخفضاً بحقوق الأقليات حتى بين صفوة المثقفين، فما بالكم بعامة الشعب. ولذلك من المهم أن نتحدث أكثر عن هذه القضايا وأن تكون هناك منصات أكثر للحديث عن هذه المواضيع، فشكراً لمن أعطونا هذه المساحة، وأتمنى منهم المزيد من هذه الجلسات.