نوسوسيال

اتحاد اليسار الفرنسي الجديد يحلم باكتساح البرلمان وبرئاسة الوزراء

351

 

/ تقرير : حسن ظاظا /

 

 هل يمكن لتحالف اليسار الفرنسي الجديد أن يفوز بالانتخابات التشريعية وأن يصبح زعيمه جون لوك ميلنشون رئيسا للوزراء؟

موازين القوى التي رشحت عن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية يبدو أنها تتجه لرسم شكل البرلمان المقبل. الرئاسيات أظهرت تقدما محتشما للرئيس الليبرالي ماكرون على حساب مرشحة اليمين المتطرف بفارق نحو مليون ونصف من الاصوات وحل ثالثا اليساري زعيم حزب فرنسا الابية جون لوك ميلنشون  بفارق مليوني صوت عن الفائز الاول .

هذه النتائج كرست فكرة كان يتحدث عنها زعيم اليسار منذ سنوات مفادها أن فرنسا باتت منقسمة الى ثلاثة كتل ومشاريع سياسية : كتلة يمين ليبرالي متحالف مع الوسط يمثله ماكرون ، كتلة يمين قومي متطرف وعنصري وكتلة قوى اليسار.

بما أن قوى اليسار كانت تتجمع حول الحزب الاشتراكي في السابق وبما أن هذا الحزب عرف مرشحه انتكاسة وخسارة مهينة فكان من البديهي أن يطلب ميلنشون من اليساريين الخاسرين أن ينضموا الى تجمعه السياسي ويشكلوا الوحدة الجديدة الشعبية الاشتراكية والبيئية لتضم اليسار الراديكالي والحزب الاشتراكي وحزب البيئة والحزب الشيوعي من اجل اكتساح البرلمان والحصول على الاغلبية وارغام ماكرون على تعيين رئيس للوزراء من اليسار.

فكرة مغرية لقواعد اليسار لكنها لقيت معارضة من بعض رموز الاشتراكيين الذين رفضوا الالتحاق بالراديكالي ميلنشون واستنكروا شخصيته الاندفاعية وتسامحه في قضايا العلمانية والعلاقات الدولية سيما مع روسيا .

لكن كل هذا يبدو انه لم يثن شباب اليسار الفرنسي ممن باتوا يرفضون انهزامية نخبهم وباتوا يرفضون يمينية المجتمع الفرنسي وانغلاقه على نفسه وباتوا يحلمون بوحدة شعبية اشتراكية تعيد الوهج لأفكار اليسار المنفتح على الثقافات والذي يضع الطبقات المتوسطة والشعبية في صلب الاولويات.

حصول اليسار على الاغلبية في البرلمان الفرنسي والفوز بما يسمى الجولة الانتخابية بالثالثة ، يبدو من باب المعجزات  لان التاريخ اثبت ان الفرنسيين يمنحون الاغلبية النيابية دائما للرئيس الفائز ليطبق سياسته لكن الفكرة ليست مستحيلة بتوفر شروط منها اقناع الناس بالمشاركة في الانتخابات التشريعية سيما فئة الشباب التي تحب ميلنشون لكنها لا تتنقل للتصويت في الانتخابات المحلية ، والشرط الاخر هو طمأنة الناخبين الفرنسيين على أن مشروع اليسار الجديد لن يعرقل ديناميكية المجتمع الفرنسي الغارق في مشاكله الاقتصادية.