نوسوسيال

لعبة فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر بين موسكو و بروكسل

326

شدد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لهجته بشأن النسخة الجديدة من مشروع الحظر الأوروبي على النفط الروسي بحلول نهاية هذا العام ، ووصل به الامر للقول ان ذلك ” يقوض” وحدة الاتحاد الأوروبي . واعتبر أوربان اليميني الوطني المتشدد، الذي فاز من جديد بالانتخابات التشريعية في ابريل الماضي، ان اقرار الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على روسيا يتجاوز الخط الاحمر ، ويرقى الحظر النفطي ، حسب قوله ، إلى “قنبلة نووية تُلقى على الاقتصاد المجري”.

يبالغ اوربان عبر هذه المقاربة لكي يبرر استخدامه حق النقض ضد الإجراءات التي دعت إليها بروكسل. والتي أرادت المفوضية الأوروبية أن يتم تبنيها قبل 9 مايو ، يوم الوحدة الأوروبية. ويبدو ان فيتو رئيس الوزراء المجري أوصل عملية التصويت إلى طريق مسدود، لان المطلوب ان يتم تبني هذا القرار باجماع الدول الاعضاء .

لا تعترض المجر لوحدها على حظر النفط الروسي اذ ان هناك دولاً اخرى متضررة مثل سلوفاكيا والتشيك وكذلك ألمانيا التي تشتري فقط ربع نفطها من روسيا لكنها تعتمد بالمقابل على حوالي ٦٠ ٪؜ من الغاز الروسي . ولأسباب تاريخية ، تعتمد هنغاريا بشكل كبير على روسيا بنسبة 65٪ من واردات النفط . ولمحاولة تطويق فيتو اوربان، عرضت بروكسل إعفاءً بودابست لمدة عام ونصف . لكن اوربان اعتبره غير كافٍ ،لان المهلة المطلوبة من بودابست هي خمس سنوات على الأقل لافساح المجال امان تنويع إمدادات الطاقة.

لا تقتصر معارضة اوربان على مسألة الحظر على النفط الروسي، بل تتعداها الى طلب عدم تأثر رأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ، البطريرك كيريل ، بالعقوبات.

تتهم الاوساط الاوروبية اوربان بالتخريب المتعمد لوحدة القرار الاوروبي ملمحة الى تواطؤه مع سيد الكرملين

وهذا النهج المجرِّي الرسمي ليس بجديد في تحدي المؤسسات الاوروبية حيث تستمر المناكفات بين بروكسل وبودابست بشأن عدم احترام ” دولة القانون” ونقض منظومة القيم الاوروبية . والواضح ان المجر في ظل حكم اوربان ، وقيادته الشعبوية، شهد عودة العديد من أشباح الماضي، بما في ذلك القومية العرقية والفساد المتأصل بعمق. فقد اوغل أوربان في التمركز الكاسح للسلطة، وألغى الضمانات الدستورية، ونجح في إعادة تشكيل الدولة وفقًا لرؤيته، والملاحظ ايضا انه لا يشاكس ضمن حلف شمال الاطلسي كما يشاكس داخل الاتحاد الاوروبي . ومع التطورات الاخيرة، اخذ يبرز ارتباطه بموسكو وامكانية استخدام بلاده حصان طروادة روسي حسب المخاوف الاوروبية.